الفصل الثاني: العولمة

أولاً: تعريف العولمة:

هي عملية يتحول من خلالها العالم كله إلى مجتمع واحد، تتعدد ثقافاته وحضاراته، ولكن تتشابه فيه نظم الاقتصاد والسياسة والعالقات الدولية والاعتماد على نظم الاتصال الحديثة.

شرح التعريف: علل صحة او خطاً العولمة عملية مؤقتة؟ (خطأ)

  1. العولمة عملية مستمرة.
  2. العولمة عملية تلقائية لا تحدث بتخطيط مسبق، وانما تحدث نتيجة التطور في وسائل الاتصال والمواصلات بين الشعوب، وصور الاحتكاك الثقافي بينها عن طريق الغزو أو الهجرة.
  3. النتيجة النهائية لهذه العملية هي إحداث صور من التشابه في أنماط الانتاج، ونظم الحكم، الادارة والتجارة، والاستهلاك، وغياب الخصوصيات الثقافية المحلية، والهوية الوطنية للدول
  4. هذا التشابه ال يلغي الاختلاف في الثقافة، حيث تتنوع الثقافات داخل منظومة العولمة.

ثانياً: مزايا العولمة:

يمكن للشعوب المختلفة:

  1. الاستفادة من خبرات الشعوب الأخرى.
  2. الاستفادة من بعض الأفكار التي تطرح على المستوى الدولي حول الإصلاح، وحقوق الإنسان.
  3. الانفتاح على العالم، فالشعوب إذا ما انغلقت على نفسها تجد نفسها متخلفة عن ركب التقدم.

ملحوظة:

ولذلك فمن الأهمية بمكان أن تتفاعل الشعوب مع الظروف العالمية، وتأخذ، وتعطي في عالقات بناءه دون أن تفقد هويتها الداخلية، أو تفرط في الأسس التي تقوم عليها ثقافة المجتمع، وأن تكون على وعي بالآثار المختلفة للعولمة.

ثالثاً: آثار العولمة او النتائج المترتبة على العولمة:

1. التباين في مستوى التنمية:

  • في الوقت الذي تعمل فيه العولمة على توحيد العالم؛ فإنها تؤدي إلى تعميق بعض صور التباين عبر العالم، ومن أهم هذه الصور الاختلاف بين دول الشمال، ودول الجنوب في مستوى التنمية الاجتماعية.
  • فالدول الغنية في الشمال تزداد في الغنى، وتتقدم على نحو مذهل، في حين تفشل دول الجنوب في اللحاق بها، نظراً الانخفاض معدلات النمو الاقتصادي من ناحية، وتخلف التكنولوجيا من ناحية أخرى.
  • لذلك تنادى دول الجنوب بضرورة إقامة نظام دولي جديد يقرب بين الدول الغنية، والدول الفقيرة.

2. انتشار النزعة الاستهلاكية:

يصاحب نشر ثقافة العولمة انتشار قيم الاستهلاك، حيث يتحول الاستهلاك إلى قيمة في حد ذاته. صحيح أن الإنسان البد وأن يستهلك، وهو بحاجة إلى أن يسد حاجاته الأساسية؛ ولكن العولمة تفرض على البشر صوراً من الاستهلاك تتجاوز حاجاتهم الأساسية، بل تتجاوز الحاجات الكمالية ويصبح الاستهلاك هدفاً في حد ذاته وسبب ذلك:

أ. التقليد: حيث يندفع الفراد إلى تقليد بعضهم البعض في ميدان الاستهلاك، وكلما أشبع الفرد رغبة استهلاكية يجد نفسه أمام رغبة أخرى.

ب. التقدم في فنون الدعاية والإعلان وأسلوب عرض السلع: حيث تستخدم هذه الفنون كل صور الاغراء لجذب الافراد إلى عالم الاستهلاك.

ج. الربط بين الاستهلاك والمكانة الاجتماعي: حيث يميل الناس إلى إضفاء مكانة أعلى على من يستهلك أكثر، وهنا يتحول الاستهلاك إلى رمز للمكانة.

رابعاً: آليات العولمة (الانترنت، والفضائيات، والهاتف المحمول):

1. الانترنت: للأنترنت خدمات كثيرة مثل: الشبكة العنكبوتية، والفيس بوك، والبريد الإلكتروني، وتقنيات التخاطب، وبروتوكولات نقل الملفات وغيرها، واستخداماتها الكثيرة والمتنوعة أصبحت شبكة الأنترنت ظاهرة ذات تأثير اجتماعي وثقافي في جميع بقاع الأرض، وهذه الظاهرة أدت إلى تغيير المفاهيم التقليدية لمجالات العمل، والتعليم، والتجارة، والإعلام، وبروز شكل آخر لمجتمع المعلومات.

أسباب سرعة انتشار الانترنت:

  • الاندماج والشمول: بين خصائص الوسائل العالمية الأخرى من كتب، او اذاعة، وتلفاز، وصحف، ومجلات، وفيديو.
  • الانتشار: حيث وصلت إلى كل بيت في العالم حتى إلى أكثر الدول انغلاق.
  • التفاعلية: أحدثت شبكة الإنترنت نوعاً من التفاعل بين المشاهد، ومصدر المعلومات وسهولة الاتصال، والنقل، والتخزين حيث يعد من أسرع، وأرخص وسائل الاتصال في العالم.

2. الفضائيات: إن دخول البث الفضائي معظم البيوت إن لم يكن كلها، أسهم في إحداث تغيير ملموس للمجتمع في بنائه ووظائفه ومعتقداته وقيمه وأفكاره، فمنه ما زاد من تطور وتقدم المجتمع، والآخر قد زاد من إعاقة وهدم المجتمع وتمزيق وتغريب قيمه وثقافته، وذلك مناط بالطريقة أو الآلية التي تم التعامل بها في استقبال الخطاب الفضائي.

3. الهاتف المحمول: يعد حالياً من الوسائل التي تدمج بين أكثر من وسيلة اتصال حيث يحتوي الهاتف المحمول حديثاً على تلفاز وانترنت ولا سيما الفيس بوك وغيرها بالإضافة الى الكاميرا والبلوتوث"، والذاكرة، وبذلك يكون بإمكان الشخص أن يتواصل مع أي شخص، وفي أي مكان على سطح الكرة الأرضية، وأن ينشر ثقافة معينة من خلال ملفات الموسيقى، والفيديو، والأفلام، وغيرها، وبذلك أصبحت هذه التقنية وسيلة مهمة لنشر ثقافة الرعب، والعاطفة، وتعزيز ثقافة الاستهلاك، وغيرها.