مدرسة أبولو

س1: لماذا سُمِّيت مدرسة أبولُّو بهذا الاسم؟ وما الظروف التي نشأت فيها؟

أولا سبب التسمية:

كلمة " أبولُّو " مأخوذة من (أبو للون) إله النور والفنون والجمال عند اليونان، وتسمية هذه المدرسة بهذا الاسم يدل على التأثر بالثقافة الأجنبية.

ثانياً: الظروف التي نشأت فيها هذه المدرسة:

  1. وقعت معارك أدبية بين الشعراء المحافظين وشعراء مدرسة الديوان.
  2. انصرف المازني عن قول الشعر، وفضّل كتابة القصة والمقال في الصحف.
  3. توقف شكري عن قول الشعر ومال إلى العزلة بعد صدور ديوانه السابع " أزهار الخريف " 1918.
  4. انشغل العقاد عن الشعر ببعض الأنواع الأدبية الأخرى غير الشعر، ووجدناه يقترب من بعض ما سبق أن نقده من سمات الشعراء المحافظين من مدح وتهــان ورثاء وارتباط بالمناسبات.
  5. أصبح الطابع العام لشعر الديوانيين هو المبالغة في الذهنية الجافة والتفلسف.

س2: ما العوامل التي أثرت في نشأة مدرسة أبو لو؟

  1. تأثر شعراء هذه المدرسة باتجاه " مطران " الرومانسي، واتخذوه أبا روحيا لهم.
  2. استفادوا من الصراع الأدبي الناشئ بين الإحيائيين والديوانيين، مما جعلها تتجه للتجديد والاهتمام بالعاطفة الجياشة.
  3. تأثروا بشعر الرومانتيكيين الأوربيين وبخاصة الإنجليز.
  4. تأثروا بأدب المهاجر وبخاصة " جبران خليل جبران " مما جعلهم يتجهون بشعرهم وجهة عاطفية حادة.
  5. أحس شعراؤها بالحرية واستقلال الشخصية، وتشبعوا بروح الثورة والحرية منذ ثورة 1919.
  6. قترن شعر هذه المدرسة بظهور مجلتها (أبولو) التي ظهرت عام 1932م، وتكونت جمعية أبولو في العام نفسه حاملة اسم المجلة، واتخذوا خليل مطران أبا روحيا لهم. وقد صدر لأعضاء هذه المدرسة إنتاج شعري قليل، قبل صدور المجلة، منذ أخرج منشئ هذه المدرسة " أحمد زكي أبو شادي " ديوانه الأول " أنداء الفجر " سنة 1911م، وعلي محمود طه قصيدته في الدستور سنة 1918م، وكما كتب الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي مقدمة ديوان الينبوع لأحمد زكي أبي شادي، لكن عام 1932م شهد انطلاقة شعراء هذه المدرسة، وصدور معظم دواوينهم.

س3: ما السمات الفنية لمدرسة أبو لو؟ مع التمثيل لما تذكره.

الإيمان بذاتية التجربة الشعرية والحنين إلى مواطن الذكريات، يقول إبراهيم ناجى متذكرا دار أحبابه:

رفرف القلب بجنبي كالذبيح .... وأنا أهتف يا قلب اتئد

فيجيب القلب والماضي الجريح .... لم عدنا؟ ليت أنا لم نعد

وها هو ذا محمد عبد المعطي الهمشري في قصيدته " النارنجة الذابلة " يستحضر ذكريات صباه فيقول:

كانت لنا عند السياج شجيرة .... ألف الغناء بظلها الزرزور

طفق الربيع يزورها متخفيا ... ويفيض منها في الحديقة نور

حتى إذا حل الصباح تنفست .... فيها الزهور وزقزق العصفور

وسرى إلى أرض الحديقة كلها ... نبأ الربيع وركبه المسحور

2. استعمال اللغة استعمالاً جديداً في دلالات الألفاظ والمجازات والصور، من أمثلة ذلك:

(العطر القمري، وراء الغمام، أغاني الكوخ، الأريج الناعم، شاطئ الأعراف، الملاح التائه) ويكثرون من كلمات " الحقل ـ النور ـ الطغيان ـ الموت ـ العطر ـ الشذا ـ الشراع ... "

3. الميل في التصوير إلى التجسيد؛ أي تحويل المعنويات من التجريد إلى الحسية، يقول إبراهيم ناجى:

ذوت الصبابة وانطوت ... وفرغت من آلامها

عادت إلى الذكريات .... بحشدها وزحامها

4. الميل إلى التشخيص؛ أي منح الصفة الإنسانية لما ليس بإنسان، مثل قول الهمشري:

فنسيم المساء يسرق عطرا

من رياض سحيقة في الخيال

5. استخدام الرمز والميل للكلمات الرشيقة، مثل:( جندول ـ عروس ـ عيد ـ عطر).

6. استخدام الكلمات الأجنبية والأساطير، مثل: (الكرنفال، أوز وريس، فينوس، أخناتون).

7. حب الطبيعة وتقديسها وعشق جمالها ومناجاتها ومخاطبتها، مثل: (الينبوع ـ المساء الحزين).

8. التشاؤم والاستسلام للآلام والأحزان والتأمل واليأس، مثل: أين المفر؟ لمحمود حسن إسماعيل.

9. تعدد موضوعاتهم الشعرية بين: (المرأة والطبيعة والحنين والذكريات والابتعاد عن الشعر السياسي).

س4: ما التجديد الذي طرأ على شكل القصيدة عند شعراء أبولو؟

  1. تقسيم القصيدة إلى مقاطع، تتعدد قوافيها وأوزانها.
  2. تحرير القصيدة من وحدة القافية، وذلك بتعدد القوافي في القصيدة الواحدة.
  3. الميل إلى الموسيقا الهادئة لا الصاخبة.
  4. استخدام الشعر المرسل الذي لا يلتزم قافية ويستعمل فيه أكثر من بحركما في قصيدة الفنان لأحمد زكي أبو شادي وقصيدة أطياف لصالح الشرنوبي.
  5. التزموا بالوحدة الفنية للقصيدة في معظم أشعارهم، شأن الرومانسيين جميعاً. كما في شاطئ الأعراف للهمشري، والأطلال وملحمة السراب لناجي وطارق بن زياد وأرواح وأشباح لعلي محمود طه.