أهواك يا وطني - محمود حسن اسماعيل

التعريف بالشاعر:

محمود حسن إسماعيل ولد عام 1910 م بمحافظة أسيوط، تخرج في كلية دار العلوم، نبغ في الشعر نبوغا مبكرًا فقد أصدر ديوانه الأول وهو طالب بعنوان "أغاني الكوخ" ونال جائزة الدولة في الشعر وله دواوين كثيرة منها "لابد" و"تائهون". توفي سنة 1977. وهذه القصيدة من ديوان نهر الحقيقة الذي أصدره عام 1972م.

التجربة:

عامة يتناول فيها قضية الأوطان ومكانتها وأهمية الدفاع عنها.

الاعتراف بحب الوطن:

أهواكَ يا وطني

يا كل ما تروى به شفةُ الهوى فِتَنِي

يا كل لحن في لهاةِ الطير أعزفه ويعزفني

يا كل صفق بين موج النهر اسمعه يناغمني ويطربني

يا كل شدوٍ من خطا الرعيان فوق العشب يسحرني

يا صخرة وهنت رياح الدهر وهي – الدهرَ – لم تهنِ

اللغويات:

الهوى: الحب ج الأهواء ـ فتني: إعجابي م فتنة × اشمئزازي ـ لهاة: لسان المزمار ج لَهَا ولهوات ـ أعزفه: أغنيه ـ صفق: صوت ـ يناغمني: يطربني × يحزنني ـ شدو: غناء ـ الرعيان: م راعي وهو ما يقوم برعاية الإبل وغيرها ـ العشب: النبات الطري ـ يسحرني: يدهشني جماله ـ وهنت: ضعفت ـ الدهر: الزمن الطويل ـ وهي: ضعف ـ تهن: تضعف.

الشرح:

يعترف الشاعر بحبه الشديد لوطنه، فكل ما في الوطن يحرك اللسان ليذكرك بخير، ويثر إعجابنا بك وافتتاننا بجمالك، فأنت مصدر الألحان الشجية التي تتغنى بها الطيور، ليندمج الشاعر فيها وكأنه عازف لها مع الطيور، كل شيء فيك يسحرني حتى صوت أمواج البحر حين تتحرك، ويذكرني بك غناء الرعيان، ثم يقر الشاعر أن الوطن راسخ مثل الصخرة، فلا تضعف مهما تتابعت عليها الأهوال.

التذوق:

1. أهواك يا وطني: استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا يخاطبه، وسر الجمال التشخيص، واستخدام الكاف لاستحضار الصورة.

2. يا وطني: أسلوب إنشائي نداء للتعظيم، واستعارة مكنية، فقد صور الوطن إنسانا يناديه وسر الجمال التشخيص، والإضافة في وطني للتخصيص.

3. يا كل ما تروى به شفةُ الهوى فِتَنِي: أسلوب إنشائي نداء للتعظيم، وكل تفيد العموم والشمول وهي استعارة مكنية حيث صور الفتن أشخاصا يرويها الحب، وصور الهوى بإنسان له شفة " تشخيص " وشفة: مجاز مرسل عن الفم علاقته الجزئية.

4. يا كل لحن: أسلوب إنشائي نداء للتعظيم، وهي استعارة مكنية حيث صور الألحان أشخاصا يناديها

5. لحن في لهاةِ الطير: استعارة مكنية حيث صور الطيور أشخاصا تقوم بالتلحين " تشخيص "، ولهاة الطير: مجاز مرسل عن الفم علاقته الجزئية.

6. يعزفني : استعارة مكنية حيث صور الشاعر نفسه لحنا تعزفه الطيور.

7. يا كل صفق بين موج النهر: أسلوب إنشائي نداء للتعظيم واستعارة مكنية حيث صور كل صفق أشخاصا يناديها " تشخيص ".

8. صفق بين موج النهر اسمعه: استعارة مكنية حيث صور موج النهر أشخاصا تصفق " تشخيص "، وصفق ـ أسمعه: مراعاة نظير لإثارة الذهن ولفت الانتباه.

9. صفق بين موج النهر اسمعه يناغمني ويطربني: استعارة مكنية حيث صور موج النهر مغنيا يطرب الشاعر ويسعده " تشخيص "، صفق ـ أسمعه: مراعاة نظير لإثارة الذهن ولفت الانتباه، وبين يناغمني ويطربني: إطناب بالترادف يفيد التوكيد.

10. يا كل شدوٍ: أسلوب إنشائي نداء للتعظيم، واستعارة مكنية حيث صور كل شدو شخصا يناديه " تشخيص ".

11. يا صخرة: أسلوب إنشائي نداء للتعظيم، واستعارة مكنية حيث صور الصخرة شخصا يناديه " تشخيص "

12. صخرة: استعارة تصريحية حيث صور الوطن في صموده بالصخرة " تجسيم ".

13. وهنت رياح الدهر: استعارة مكنية صور فيها الرياه بإنسان يضعف " تشخيص"، ورياح الدهر: تشبيه بليغ حيث شبه الدهر برياح " تجسيم "، ورياح: استعارة تصريحية حيث صور التحديات التي تواجه الوطن بالرياح " تجسيم ".

14. وهنت ـ لم تهن: طباق بالسلب يبرز المعنى ويوضحه.

15. وهنت ـ وهي: جناس يعطي جرسا موسيقيا تطرب له الأذن.

16. مأخذ: تكرار حرف الهاء في البيت الأخير أحدث ثقلا في النطق مما أضعف البيت.

وطني وطن التسامح:

أهواك يا وطني

أهواك أنت هواي أهواه وأعشقه

ونشيدي الغالي مدى الدنيا أردده

من للهلال يهلُّ مسجده؟

من للصليب يُطل معبده؟

من للجمال رُباك مورده؟

السحر فيك ... السحر ينشُدُه

والحب فيك بكل خافقة تجدده

اللغويات:

أعشقه: أحبه ـ مدى: طول ـ يهل: يظهر ـ يطل: يأتي ـ رباك: مرتفعاتك م ربوة ـ مورده: مصدره ـ السحر: الجمال ج الأسحار والسحور ـ ينشده: يطلبه ـ خافقة: المراد القلب

الشرح:

يقول الشاعر: أنت يا وطني حبي الوحيد بل أغنيتي المفضلة التي أغنيها طوال حياتي فأنت وطن التسامح والأمن مهما اختلفت الأديان فالمسجد والكنيسة يظلهما أمنك وحريتك، ويقول أنت موطن الجمال المعشوق من الجميع كل ما فيك يسحر العقول أنت مقصدنا جميعاً وأنت مصدر الحب المتجدد في قلوبنا جميعا.

التذوق:

1. أهواك.. أنت هواي أهواه وأعشقه: استعارة مكنية صور الوطن شخصا يحبه ويهواه ويعشقه، أنت هواي: أسلوب قصر بتعريف المبتدأ والخبر وتشبيه بليغ فقد شبه الوطن بالحب للتوضيح وإضافة الياء لـ هواي تفيد التخصيص والاعتزاز، وبين أنت ... أهواه وأعشقه: إلتفات لإثارة الذهن وإطناب بالترادف للتأكيد وتكرار حرف الهاء أحدث ثقلا في النطق مما أضعف المعنى.

2. ونشيدي الغالي مدى الدنيا أردده: تشبيه بليغ شبه الوطن بالنشيد، وجملة نشيدي الغالي استعارة مكنية صور النشيد بسلعة غالية الثمن " تجسيم ".

3. من للهلال يهلُّ مسجده؟: أسلوب إنشائي للاستفهام ويفيد التعظيم، الهلال: كناية عن الإسلام، وبين الهلال ـ يهل: جناس ناقص يعطي نغمة موسيقية، الهلال ـ مسجده: مراعاة نظير للإثارة والتنبيه.

4. من للصليب يُطل معبده؟: أسلوب إنشائي للاستفهام ويفيد التعظيم، الصليب: كناية عن المسيحية، وبين الصليب ـ معبده: مراعاة نظير للإثارة والتنبيه واستعارة مكنية تصور المعبد إنسانا يطل " تشخيص ".

5. من للجمال رُباك مورده؟: أسلوب إنشائي للاستفهام ويفيد التعظيم، ورباك مورده: تشبيه بليغ حيث شبه ربا الوطن بالمورد " تجسيم ", ورباك: الإضافة للتخصيص والاعتزاز وفيها استعارة مكنية حيث صور الجمال إنسانا يروي ظمأه من ربا الوطن

6. السحر فيك ... السحر ينشُدُه: استعارة مكنية تصور سحر الوطن شيئا ماديا " تجسيم "، وجملة السحر ينشده: استعارة مكنية حيث صور السحر إنسانا يطلب " تشخيص ".

7. والحب فيك بكل خافقة تجدده: استعارة مكنية " تجسيم " للحب بشيء مادي، وكلمة فيك: الإضافة لاستحضار الصورة، وجملة بكل خافقة تجدده: استعارة مكنية صور الحب مادة تتجدد " تجسيم " , وخافقة: اسم فاعل يفيد الاستمرار والتجدد.

عهد بالفداء والتضحية:

مهما استبد الليل يا وطني

بك أنت - كالرؤيا - نبدده

بهواك، بالشطآن، بالأزهار، بالأعمار

مثل النار نحصده

بنسيمك الهافي نمزقه

وبموجك الصافي نحرِّقه

وبكل طير فوق رابية بالحب نغْمَتُه تعطرني

وبكل لفٍّ أوقدت مصباحها قبسا أمام خطاك

وبكل خطوٍ يغرس الآمال صاعدة لشمس علاك

وبكل شيء فوق أرضك تحت ظل سماك

بالناس، بالآجال، يا وطني

بتردد الأنفاس، بالزمن

بزغاريد الأعراس، بالكفن

مهما تمادى الليل نحصده

وبكل غضبتنا.. نبدده

ونرد فجرك من يد المحنِ

متألقا كالشمس فوق الكون.. يا وطني

اللغويات:

استبد: ظلم ـ الليل: المراد الاستعمار ـ الرؤيا: الحلم ج الرؤى ـ نبدده: نزيله ونمحوه ـ نحصده: نجنيه ـ الهافي: المتحرك ـ الصافي: النقي ـ رابية: مرتفعات ج روابٍ ـ تعطرني: تزينني وتطيبني ـ لف: حديقة ج ألفاف ولفوف ـ قبسا: نارا ـ خطو: مشي ـ يغرس: يثبت ـ صاعدة: مرتفعة ـ علاك: رفعتك ـ الآجال: الأعمار ـ الأعراس: الزفاف ـ تمادى: تطاول ـ المحن: الشدائد ـ متألقاً: لامعاً

الشرح:

مهما اشتد الاستعمار بظلمه ومهما تعددت التحديات واشتدت المحن، فلك عهد علينا بأن ندافع عنك، مع وعد بإزالة هذا الظلم وإزاحته من طريق تقدمنا كأنه كابوس سرعان ما أزلناه، وكل مكان فيك سيتحول لساحة للمقاومة كل شيء سنبذله في سبيل حريتك سنشتعل كأننا مصابيح تهدي الوطن في طريق تقدمه، سنبعث الآمال في النفوس الراغبة للوصول لأعلى منزلة، سنضحي بأعمارنا بأنفاسنا بكل ما أظلته سماؤنا، سنثور حتى نمهد لك طريق التقدم، سيعود الوطن لامعا متألقا بحضارته وبعلمه كالشمس.

التذوق:

1. مهما استبد الليل يا وطني: استبد الليل: استعارة مكنية صور الليل إنسانا مستبدا " تشخيص "، والليل: استعارة تصريحية حيث صور المحن ومنها الاستعمار بالليل " تجسيم "، يا وطني: نداء للتعظيم واستعارة مكنية صور الوطن شخصا يناديه " تشخيص ".

2. بك أنت - كالرؤيا – نبدده: بك أنت.. نبدده: قصر للتخصيص والتوكيد، بك أنت: توكيد لفظي والكاف لاستحضار الصورة، كالرؤيا نبدده: تشبيه للظلم والمحن بكابوس يتبدد، نبدده: استعارة مكنية صور الظلم بشيء مادي يزال ويمحى " تجسيم "

3. بهواك، بالشطآن، بالأزهار، بالأعمار مثل النار نحصده: فيه حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية تطرب الأذن، مثل النار: تشبيه حيث شبه (الهوى ـ الأزهار ـ ضفاف النهر ـ أعمار البشر) بالنار، بهواك، بالشطآن، بالأزهار، بالأعمار نحصده: استعارة مكنية صور (الهوى ـ الأزهار ـ ضفاف النهر ـ أعمار البشر) بآلات أو أسلحة تحصد الشر والظلم " تجسيم "

4. بنسيمك الهافي نمزقه: قصر للتخصيص والتوكيد، والكاف لاستحضار الصورة والاعتزاز بالوطن، بنسيمك.. نمزقه: استعارة مكنية صور نسيم الوطن سلاحا يمزق الليل " تجسيم "

5. وبموجك الصافي نحرِّقه: قصر للتخصيص والتوكيد، والكاف لاستحضار الصورة والاعتزاز بالوطن، وبموجك ... نحرِّقه: استعارة مكنية صور الموج نارا تحرق الليل المستبد " تجسيم "

6. بنسيمك الهافي نمزقه.. وبموجك الصافي نحرِّقه: حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية جميلة تطرب لها الأذن

7. وبكل طير فوق رابية بالحب نغْمَتُه تعطرني: كل ـ طير تفيد العموم والشمول، بالحب نغْمَتُه تعطرني: قصر للتخصيص والتوكيد، نغْمَتُه تعطرني: استعارة مكنية صور نغم الطيور بالعطر تجسيم.

8. وبكل لفٍّ أوقدت مصباحها قبسا أمام خطاك: وبكل لفٍّ أوقدت: قصر للتخصيص والتوكيد، لفٍّ أوقدت مصباحها: استعارة مكنية صور الحديقة بإنسان يشعل المصباح، أوقدت ـ مصباحها ـ قبسا: مراعاة نظير يثير الذهن، أمام خطاك: استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا له خطوات " تشخيص ".

9. وبكل خطوٍ يغرس الآمال صاعدة لشمس علاك: وبكل خطوٍ يغرس الآمال: قصر للتخصيص والتوكيد، يغرس الآمال: استعارة مكنية صور الآمال أشجارا تغرس " تجسيم " وصور كل خطو بفلاح يغرس الآمال " تشخيص "، لشمس علاك: تشبيه بليغ شبه العلا بشمس " تجسيم "

10. وبكل شيء فوق أرضك تحت ظل سماك: أرضك ـ سماك: الكاف لاستحضار الصورة والاعتزاز بالوطن.

11. بالناس، بالآجال، يا وطني: استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا يخاطبه، وسر الجمال التشخيص

12. بتردد الأنفاس، بالزمن ـ بزغاريد الأعراس، بالكفن ـ مهما تمادى الليل نحصده: استعارة مكنية صور الأنفاس والزمن وزغاريد الأفراح والكفن أسلحة تحصد الظلم وتحرر الوطن " تجسيم "، وزغاريد الأفراح والكفن: طباق يوضح المعنى ويقويه.

13. مهما تمادى الليل نحصده وبكل غضبتنا.. نبدده: قصر للتخصيص والتوكيد، مهما تمادى الليل نحصده: استعارة مكنية صور الليل زرعا نحصده، والليل استعارة تصريحية صور الظلم بالليل، نبدده: استعارة مكنية صور الليل شيئا ماديا يزال ويمحى.

14. ونرد فجرك من يد المحنِ متألقا كالشمس فوق الكون.. يا وطني: ونرد فجرك: استعارة مكنية صور الفجر شيئا ماديا ضائعا والمصريون يعيدونه " تجسيم "، فجرك: استعارة تصريحية صور تحرر الوطن بالفجر، يد المحن: استعارة مكنية صور المحن إنسانا له يد " تشخيص "، متألقا كالشمس: تشبيه للوطن بالشمس المضيئة.

التعليق:

تجربة الشاعر: تدور حول محورين هما: (حب الوطن والتضحية والفداء له).

  • غرض النص: الفخر والاعتزاز بالوطن.
  • الفن الشعري: من الشعر الغنائي.
  • اللون الأدبي: الشعر الوطني.

خصائص مدرسة أبوللو في النص:

  1. التحرر من الوزن والقافية.
  2. تقسيم القصيدة لمقاطع.
  3. الوحدة العضوية والاهتمام بالصورة الكلية.
  4. استعمال اللغة استعمالاً جديداً.
  5. استخدام الرمز.

الأساليب: غلب على النص استخدام الأساليب الخبرية لتقرير وتأكيد فكرة إعلاء الوطن والتضحية بالغالي في سبيل تحرره.

ملامح شخصية الشاعر: وطني وموهوب ومحب للطبيعة وعاشق للحرية.