حب ووفاء: (نص شعري) العباس بن الأحنف
التعريف بالشاعر:
إمام العاشقین ودرتھم العاشق العفیف الذي أضناه الشوق لمحبوبته ھو العباس بن الأحنف بن الأسود الحنفي كنیته أبو الفضل من بني حنيفة ولد في اليمامة بنجد ونسب اليها وكان أهله في البصرة ونشأ وترعرع في بغداد وعاش بها أھم أیام حیاته في نعمة وثراء ظاھر لذلك انصرف عن المدیح بعكس ما كان علیه شعراء ذلك العصر الذین كانوا یتجرون بشعرھم ویتكسبون به، یقال أنه توفي سنة 192 ھـ الموافق 807 م وھو في طریقه لأداء مناسك الحج، وقد شھد له البحتري بأنه أغزل الشعراء.
تمهيد:
لقصیدة ھي من قصائد الغزل العفیف حیث نرى فیھا المحب یشكو لوعة الھوى ولواعج الفراق فالبلاد الشاسعة والمترامیة الأطراف تفصل بینه وبین الحبیبة، والعاشق لا حول له ولا قوة وقصارى ما یستطیع فعله ھو بعث المراسیل إلى دیار الحبيبة وتصيد الأخبار عنها من القادمين من ديارها.
س1: ماذا تعرف عن (فوز) التي یتغزل فیھا الشاعر؟
یقال أنھا فتاة أحبھا وعشقھا الشاعر لجمالھا الساحر وسماھا بھذا الاسم فوز إخفاء لحقیقتھا حتى لا یصرح باسمھا الحقیقي، وھناك رأي للباحثة العراقیة د.عاتكة الخزرجي یقول: أنھا علیة بنت المھدي أخت ھارون الرشید وكنى عنھا العباس باسم (فوز) لمكانتھا العالیة.
س2: علل: شدة حب وعشق العباس بن الأحنف لـ (فوز)؟
عشقھا الشاعر لجمالھا الساحر الذي خلب لبه وفؤاده وجعله یتغزل فیھا ویلجأ في وصفھا بما لا یصل أو یطوله البشر من سحر وجمال وهذا الجمال يجعلها أية للناس، فهي كالقمر الذي يشع نوراً ولم يخلق الله في جمالها مثيلاً فهي ليست من البشر كما عبر في الأبيات الساحرة.
الأبيات:
أزين نساء العالمين أجيبي ....................... دعاء مشوق بالعراق غريب
كتبت كتابي ما أقيم حروفه ...................... لشدة اعوالي وطول نحيبي
أخط وأمحو ما خططت بعبرة ................... تسح على القرطاس سح غروب
زين: أجمل.
نساء: حريم.
العالمين: الكون.
دعاء: نداء ادعية.
مشوق: متعلق.
كتابي: رسالتي.
أقيم: أي أسطر.
إعوالي: بكائي وصياحي.
نحيبي: بكائي الشديد.
أخط: اكتب.
بعبرة: دمعة.
القرطاس: الصحيفة.
غروب: غرب.
وهو: دلو الماء الكبير.
فروق لغوية:
1. نأخذ من التاريخ عبرة ولا عبرة؟
عبرة الأولى: عظمة - درس بينما عبرة الثانية: دمعة.
الشرح:
1. يخاطب الشاعر حبيبته التي تقيم في الحجاز واصفاً اياها بأنها أجمل نساء الكون ويطلب منها أن تلبي نداء عاشق مشتاق برح به (أتعبه) الشوق واضناه.
2. يصف الشاعر اضطرابه وهو بعيد عن محبوبته فيقول: كتبت لك كتابي رسالتي ولم أستطع ان اجعل الحروف واضحة لشدة البكاء والنحيب الذين يؤثران على يدي فترتجف.
3. يقول: فأنا اكتب لك الرسالة التي أبثك فيها أشواقي وسرعان ما تمحي كلماتي بسبب دموعي التي تنهمر بغزارة على القرطاس كأنها الماء الذي يسيل من الغروب.
س1: أین تقیم الحبیبة؟ وأین یقیم الشاعر؟ وما أثر ذلك علیه؟
تقیم الحبیبة في الحجاز.
ویقیم الشاعر في العراق غریباً.
أثر ذلك علیه: جعله یسطر رسالة للحبیبة یبثھا فیھا أشواقه، ویعبر فیھا عن آلامه وآماله.
س2: ماذا طلب الشاعر من محبوبته في البیت الأول؟
طلب الشاعر من محبوبته في البيت الأول ان تلبي نداء عاشق مشتاق يعيش بعيداً يحلم بلقائها.
س3: من الغریب الذي یقصده الشاعر؟
يقصد الشاعر نفسه.
س4: علل: یمحو الشاعر ما یكتبه في محبوبته؟
لأن دموعه الغزیرة تمحو وتزیل كل ما یكتبه من رسائل.
التذوق:
أزين نساء العالمين: أسلوب انشائي طلبي / نداء، غرضه: التعظيم والمدح والالتماس واستخدام اداة النداء للقريب لاستحضار صورة الحبيبة وبيان شدة التعلق مهما باعدت المسافات بينهما والتعبير بنساء العالمين يفيد العموم والشمول.
س1: علل: استخدام الشاعر لأداة النداء الھمزة التي تستخدم لنداء القریب على الرغم من بعد الحبیبة عنه فھي في الحجاز وھو في العراق.
الاستخدام دقیق ، فالحبیبة بالفعل بعیدة مكانياً فهي الحجاز وهو في العراق ولكنها قريبة وجدانياً فهي تسكن في قلبه وتلازم عقله فلا تفارقه.
أجيبي دعا مشوق: أسلوب انشائي طلبي / امر غرضه: الاستعطاف والتمني والالتماس.
دعاء مشوق: التعبير بدعاء يوحي بالتوسل والرجاء الشديد والتعبير بمشوق يوحي بشدة التعلق بالحبيبة.
أجيبي - غريب: محسن بديعي / تصريح يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن.
كتبت - كتابي: محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن.
ما أقيم حروفه: استعارة مكنية حيث صور الشاعر الحروف ببناء لا يستطيع ان يقيمه ويبنيه وسر جمال الصورة التجسيم.
لشدة اعوالي وطول نحيبي: كناية عن شدة الحزن والأسى وسر جمال الكناية: الاتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في ايجاز وتجسيم والعبارة تعليل لما قبلها.
البيت الثاني كله: أسلوبه خبري وغرضه اظهار قوة العاطفة وتمسكه بالحبيبة.
أخط - أمحو: محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد.
أخد وامحو بعبرة تسح: استعارة مكنية حيث صور العبرة بممحاة تمحو ما خطه في كتابه.
بعبرة تسح على القرطاس سح غروب: تشبيه حيث شبه عبرته دمعته وهي تنهمر من عينه بغزارة على القرطاس الوراق بالماء الذي يسيل من الغروب ليوحي بكثرة دموع الحزن على الحبيبة البعيدة مكانياً القريبة قلبياً.
بعبرة تسح على القرطاس سح غروب: أسلوب قصر بتقديم لجار والمجرور على القرطاس يفيد التأكيد والتخصيص وايضاً توكيد بالمفعول المطلق سح الغروب.
أيا فوز لو أبصرتني ما عرفتني ............ لطول شجوني بعدكم وشحوبي
وانت من الدنيا نصيبي فإن أمت ........... فليتك من جور الجنان نصيبي
سأحفظ ما قد كان بيني وبينكم ............ وارعاكم في مشهدي ومغيبي
اللغويات:
فوز: اسم حبيبته.
ابصرتني: رأيتني.
شجوني: احزاني.
شحوبي: تغير لوني - صفرة لون وجهي.
مذكرها: الادنى.
نصيبي: حظي.
نصب: حور.
سأحفظ: سأصون - سأحمي.
الشرح:
- ينادي الشاعر محبوبته فوز ويقول لها لو أنك رأيتني لما عرفتني لما أل اليه حالي من كثرة هموم واحزان أصابتني بعد فراقك وشحوب للوني صار ملازماً لي.
- ثم يخبر الشاعر حبيبته بأنك نصيبي في هذه الدنيا من النساء واتمنى ان تكوني من نصيبي وقسمتي في الأخرة فتكوني زوجتي في دار الخلد.
- لذلك سأظل على العهد عهد الوفاء والحب والاخلاص وفياً لك وسأحافظ عليه وارعاه في غيابك كما في حضورك.
س1: علل: یقال أن اسم فوز لیس ھو الاسم الحقیقي لمحبوبته؟
اتخذ الشاعر ھذا الاسم قناعاً یخفي به حقیقة المرأة التي أحبھا حتى لا یعلم الناس باسمھا أو حقیقة أمرھا لأنھا امرأة كانت ذات مكانة عظیمة، فلقد أثبتت الباحثة العراقیة د. عاتقة الخزرجى بالبراھین والأدلة والنصوص الشعریة أنھا علیة بنت المھدي أخت الخلیفة ھارون الرشید وھذه الحقیقة ھي التي حالت بین العباس والتصریح باسمھا في شعره والاكتفاء بالإشارة إلیھا بالتلمیح لا التصریح والإیحاء دون البوح.
س2: بم تفسر عدم معرفة فوز للشاعر؟
لأن بعدھا عنه جعله یعاني فأصبح حزینًا مهموماً دب فيه الضعف وتغير لونه واصابه الاعياء والنحول والهزل.
س3: وضح شدة شوق الشاعر لحبیبته من خلال فھمك للأبیات (2-4).
أنه كتب رسالته وھو لا یقیم الحروف أي لا یستطیع الكتابة ولا یتبینھا لشدة حزنه وغمه وكثرة بكائه ودموعه الغزیرة تمحو ما یكتبه وأن حبیبته لن تعرفه لما آل إلیه صار من نحول وھزال.
س4: ما الأمنية التي يتمناها الشاعر؟ وما العهد الذي سيصونه؟ او في البيتين (5 - 6) تمن وعهد وضح؟
يتمنى أن تكون حبيبته له في هذه الدنيا، وفي الأخرة من حور الجنة وزوجته.
والعهد: عهد الوفا والاخلاص للحبيبة مهما فرقت بينهما المسافات وباعدت بينهما الامكنة، فحبهما محفور في القلب.
التذوق:
أيا فوز: أسلوب انشائي طلبي/ نداء غرضه التعظيم والالتماس واظهار الحب واستخدام اداة النداء للبعيد أيا دقيق ورائع في موضعه هنا فبعد ان كان يناديها في البيت الاول بـ أزين نساء العالمين والامل يعمر قلبه في أن تلبي النداء أصبح الأمل والياٍ يتنازعانه في اللقاء فاستخدام اداة النداء للبعيد.
لو أبصرتني ما عرفتني: كناية عن شدة سوء حاله ومعاناته وضعفه في البعد عنها، وسر جمال الكناية: الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم.
لو أبصرتني ما عرفتني: أسلوب شرط فيه تأكيد على شدة معاناته في البعد عنها وسوء حالته والتعبير بـ ما عرفتني نتيجة لما قبله.
لطول شجوني بعدكم وشحوبي: تعليل لجهلها به والتعبير بعدكم اطناب بالاعتراض للتوضيح والاحتراس اي بعد فراقكم.
لطول شجوني بعدكم وشحوبي: العطف افاد تعدد وتنوع اشكال معاناته في بعده عن الحبيبة.
وانت في الدنيا نصيبي: كناية عن تمسكه وشدة تعلقه بالحبيبة وسر جمال الكناية: الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في ايجاز وتجسيم.
وانت من الدنيا نصيبي: أسلوب قصر مرة بتقديم الجار والمجرور من الدنيا على الخبر نصيبي يفيد التخصيص والتوكيد ومرة بتعريف الطرفين المبتدأ.
نصيبي نصيبي: تكرار نصيبي والاضافة الى ياء المتكلم للتأكيد على تمسكه وتعلقه الشديد بمحبوبته.
سأحفظ ما قد كان بيني وبينكم: كناية عن وفائه واخلاصه للحبيبة مهما باعدت بينهما المسافات وسر جمال الكناية الاتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في ايجاز وتجسيم واستخدام اسم الموصول ما ويفيد العموم والشمول.
وأرعاكم في مشهدي ومغيبي: كناية عن اهتمامه المستمر بها في كل الاوقات وسر جمال الكناية: الاتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم.
احفظ - ارعاكم: اطناب بالترادف للتأكيد على اخلاصه.
مشهدي - مغيبي: محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد.
فإن يك حال الناس بيني وبينكم ............ فإن الهوى والود غير مشوب
فلا ضحك الواشون يافوز بعدكم ............ ولا جمدت عين جرت بسكوب
اللغويات:
حال: منع.
الهوى: الحب.
الود: الحب.
مشوب: أي معكر.
الواشون: النمامون.
جمدت عين: أي توقفت عن البكاء.
بسكوب: بانصباب.
الشرح:
- وان كان الناس الرقباء حالوا وفرقوا بيننا وبين لقائنا فإن هواك في قلبي محفور وحبي لك صاف لا تشوبه شائبة.
- ثم يدعو الشاعر على الواشين الذين فرقوا بينهما قائلاً: فليحزن الله الواشين الذين فرقوا بيننا كما أحزنوني، وليجعل دموعهم تجري دون توقف كما أجروا دموعي حزناً على فراقك.
س1: ما أثر الواشين في العلاقة بين الشاعر ومحبوبته فوز؟
الواشون حاولوا التفريق بين الشاعر ومحبوبته.
التذوق:
فإن يك حال الناس بينبي وبينكم: إن هنا تفيد الشك في أن يحول الناس في استمرار حبه لمحبوبته.
يك: إيجاز بحذف حرف النون، وأصلها يكن.
فإن الهوى والود غير مشوب: استعارة مكنية جسمت الهوى والود سائلاً لا تشوبه شائبة، وسر جمالها: التوضيح والتجسيم، وتوحي بطهارة هذا الحب، ونتيجة مترتبة على الشرط.
فلا ضحك الواشون: أسلوب خبري لفظاً إنشائي معنى غرضه: الدعاء.
الواشون: معرفة للتحقير فهو يعرفهم ولا يريد ذكر اسمائهم تحقيراً لهم.
يا فوز: أسلوب انشائي طلبي/ نداء غرضه: التعظيم والالتماس واظهار الحب وتكرار النداء على فوز للتأكيد على شدة التعلق والافتتان بالمحبوبة.
ولا جمدت عين جرت بسكوب: اسلوب خبري لفظاً انشائي معنى غرضه الدعاء.
جمدت - جرت: محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد.
وإني لا ستهدي الرياح سلامكم ............ إذا أقبلت من نحوكم بهبوب
فأسألها حمل السلام إليكم ............ فإن هي يوماً بلغت فأجيبي
أرى البين يشكوه المحبوب كلهم .......... فيا رب قرب دار كل حبيب
اللغويات:
لأستهدي: طلب أن يهدي اليه.
بهبوب: اندفاع.
البين الفراق.
يشكوه: يتوجع منه.
قرب: القرب.
دار: منزل.
الشرح:
- وأني لأسأل الریح التي تجيء من ناحیتك إن كانت تحمل سلامك المھدى لي.
- وأطلب من الریاح أن تحمل سلامي العطر إلیك فإذا أوصلته ِ لك فردیه معھا .
- ثم یختم الشاعر بحكمة یقر فیھا بأن الفراق والهجر شأن المحبين فكلهم يعانون منه لذلك يدعو لهم بالقرب من ديار الأحبة ولقائهم وان يجمع الله شملهم.
التذوق:
استهدي الرياح سلامكم: استعارة مكنية - حيث صور الشاعر الرياح بإنسان يحمل السلاح الى اخر الرياح وسيلة اخبار المحبين عند شعراء الغزل وسر جمال الصورة التشخيص.
فإني لأستهدي الرياح سلامكم: اسلوب مؤكد بإن واللام.
أسألها حمل السلام اليكم: استعارة مكنية، حيث صور الشاعر الرياح بإنسان يسأل في حمل السلام الى اخر، وسر جمال الصورة: التشخيص وصور السلام شيئاً مادياً يحمل، وسر جمالها التوضيح والتجسيم، وتوحي الصورة بمدى تعلقه وافتتانه بالحبيبة.
فإن هي يوماً بلغت فأجيبي: استعارة مكنية حيث صور الشاعر الرياح بإنسان يبلغ السلام وسر جمال الصورة التشخيص.
فأجيبي: أسلوب انشائي طلبي/ أمر، غرضه الاستعطاف والتمني والالتماس.
بلغت - أجيبي: محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد.
ارى البين يشكوه المحبون كلهم: استعارة مكنية جسمت البين الفراق شيئاً مادياً يرى ويحس وسر جمالها التوضيح والتجسيم.
المحبوب كلهم: المحبون جمع ومعرفة للشمول والعموم وكلهم توكيد يفيد العموم والشمول.
فيا رب قرب دار كل حبيب: أسلوب انشائي طلبي نداء غرضه الدعاء.
قرب دار كل حبيب: أسلوب انشائي طلبي / امر غرضه الدعاء.
كل حبيب: كل تفيد العموم والشمول والبيت يدل على النزعة الانسانية الرائعة عند الشاعر.
التعليق:
س1: ما انواع الغزل؟
الغزل الصريح والغزل العفيف.
س2: ما الغرض الشعري للنص؟ وعلام يعتمد؟ وما اهم اعلامه؟
الغرض الشعري للنص: الغزل العفیف.
یعتمد على تدفق العاطفة وصدقھا، كما أنه یصف أخلاق المرأة وعفتھا دون مفاتنھا.
وأھم أعلامه: العباس بن الأحنف (192ھـ / 807م) - علي بن الجھم (188 ھـ / 249 ھـ / 803 863م) - - (الشریف الرضي (359 / 406 ھـ - 969 / 1015م.
س3: ما سبب ازدھار فن الغزل بصفة عامة في العصر العباسي؟ وما أھم أعلامه؟
نظراً للانفتاح الثقافي الذي شهده هذا العصر على الامم الاخرى، وايضاً لأن الشعر كان وسيلة الشعراء للتعبير عم مشاعرهم تجاه المرأة.
س4: ما سبب شیوع الغزل الصریح وانتشاره لدى شعراء العصر العباسي؟ وما أھم أعلام الغزل الصریح من شعراء ذلك العصر؟
سبب شیوع الغزل الصریح وانتشاره لدى شعراء العصر العباسي لاختلاط العرب بالأمم الأخرى، وما شاع عندھم من صور التحلل الخلقي.
وقد برع في ھذا اللون أبو نواس، ومطیع بن إیاس ، وكان غزلھما محركاً للغرائز، لا تعفف فیه ولا حیاء فیه لأنه يتحدث عن مفاتن المرأة الحسیة.
س5: فیم اختلف العباس بن الأحنف عن بقیة شعراء عصره؟
خالف الشعراء في طریقتھم فلم یتكسب، وعرف عن العباس في أنه كان لا یتكسب بالشعر فھدفه كان المتعة ولا في الشعر فجمیع قصائده تدور حول الغزل العفیف عدا قصیدتین أو ثلاث في واحدا شيء غیرھا كما یقال أنه التزم جانبا جوانب أخرى غیر الغزل فالعباس كان لا یھجو ولا یمدح.
س6: علل: اقتصار العباس بن الأحنف في شعره على الغزل ولم یتجه للمدیح أو علل: انصراف العباس بن الأحنف عن شعر المدیح.
انصرف العباس عن المدیح لأنه عاش حیاته في نعمة وثراء أغنته عن التكسب بالمدیح.
س7: ما سمات أسلوب الشاعر؟
تمیز أسلوب الشاعر بـ:
1 -صدق العاطفة.
2 -سھولة وسلاسة الألفاظ وعذوبتھا.
3 -عمق المعاني ولطفھا.
4 -الاعتماد على البدیع أحیاناً.
5 -الموسیقى الآسرة الساحرة ذات الإیقاعات العذبة الأخاذة.
6 -تنوع الأسالیب، واستخدام أسلوب التوكید كثیراً.
قالوا عن العباس بن الأحنف:
أشاد به المبرد في كتاب الروضة وفضله على نظرائه حين قال:
وكان العباس من الظرفاء، ولم يكن من الخلعاء وكان غزلاً ولم يكن فاسقاً وكان ظاهر النعمة ملوكي المذهب شديد الترف وذلك بين في شعره وكان قصده الغزل وشغله النسيب وكان حلواً مقبولاً غزلاً غزير الفكر واسع الكلام كثير التصرف يفي الغزل وحده ولم يكن هجاء ولا مداحاً.
الجاحظ قال عنه:
لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاماً وخاطراً، ما قدر أن یكثر شعره في مذھب واحد لا يجاوزه لأنه لا یھجو ولا یمدح لا یتكسب ولا یتصرف ، وما نعلم شاعراً لزم فناً واحداً فأحسن فيه وأكثر.