النشاط الزراعي في مصر

مقدمة:

يعتمد الاقتصاد المصري على العديد من الموارد الطبيعية والبشرية وطرق استخدامها من خلال الأنشطة الاقتصادية في المجالات المختلفة وتتعدد مجالات الأنشطة الاقتصادية في مصر:

1. الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.

2. التعدين.

3. الصناعة والتجارة.

4. السياحة.

5. النقل والاتصالات.

الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية:

أولاً: الزراعة:

تعد الزراعة من أهم الأنشطة التي يمارسها عدد كبير من سكان مصر، حيث تزيد نسبتهم على 29% من إجمالي العاملين في مصر والبالغ عددهم ما يزيد على 33.2 مليوناً.

تساهم الزراعة بنحو 13.5% من جملة الناتج المحلي الإجمالي لعام 2011م.

تتنوع العوامل المؤثرة في الزراعة بمصر لاحظ الشكل التالي لتتعرف عليها:

العوامل المؤثرة في الزراعة:

1. العوامل الطبيعية:

1. التربة:

تتنوع التربة في الأراضي المصرية ما بين:

  • تربة طينية:

توجد في دلتا نهر النيل وواديه ومنخفض الفيوم وتتميز بتجانسها حيث يتكون معظمها من الطمى النيلي.

  • تربة رملية:

تنتشر في بطون الأودية الصحراوية وفي الواحات وشمال سيناء والساحل الشمالي، وهي تربة خفيفة تتسرب فيها المياه بسرعة وتفتقر للمادة العضوية ويؤثر ذلك بدوره على تنوع المحاصيل الزراعية.

2. موارد المياه:

تعد المياه من العوامل الطبيعية المؤثرة في النشاط الزراعي وتتحدد موارد المياه في مصر في ثلاث مصادر:

موارد المياه

3. المناخ:

يؤثر المناخ في الزراعة وذلك من خلال عناصره المختلفة خاصة الحرارة والمطر والرياح.

درجة الحرارة:

على الرغم من التشابه بشكل عام في درجة حرارة مصر وتوزيعها الفصلي إلا أنه يمكننا أن نميز بين:

  • المناطق الحارة في الجنوب: حيث تجود بها محاصيل المناطق الحارة مثل قصب السكر والذرة والارز.
  • المناطق المعتدلة في الشمال: حيث تجود محاصيل المناطق معتدلة المناخ مثل بنجر السكر والشعير.

الرياح:

تؤثر الرياح على المحاصيل الزراعية خاصة عندما تهب رياح حارة فإنها تضر بالمحاصيل الحقلية بما تحمله من أتربة ورمال وتؤدي الى سقوط البراعم والأزهار.

ب. العوامل البشرية:

تتمثل هذه العوامل فيما يلي:

1. نظام الري:

تحول نظام الري الحوضي في بداية القرن 19 الى ري دائم حيث اهتم محمد علي بزراعة المحاصيل الصيفية واقيمت عديد من مشروعات الري لتنظيم مياه الري وتتمثل في:

مشروعات الري في مصر

2. نظام الصرف:

بدا الاهتمام بتحسين الصرف الزراعي عام 1933م وقد تزايدت أعداد المصارف وأطوالها وكذلك أعداد محطات الصرف وخاصة في الدلتا ومن أهم المصارف: بحر البقر في شرق الدلتا ومصرف زفتى ي وسط الدلتا ومصرف ايتاي البارود في غرب الدلتا.

3. العمالة الزراعية:

تعد الأيدي العاملة أساس قيام النشاط الزراعي بمراحله المختلفة، وقد لوحظ أن نسبة العاملين في الزراعة في تناقص مستمر فقد بلغت نسبتهم عام (1976) 48% انخفضت الى 29% عام 2011م.

4. السياسات الحكومية:

وتتضح أثاراها فيما يلي:

  • تحديد المساحات المطلوب زراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية.
  • نظم الضرائب ودعم المزارعين من لخال الجمعيات الزراعية.
  • متابعة مشروعات الري والصرف الكبرى.

المساحة الزراعية في مصر:

تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في مصر عام 2011م نحو 8.6 مليون فدان، وتتوزع هذه المساحة في أراضي الوادي والدلتا ومنخفض الفيوم وفي الواحات بالصحراء الغربية، وفي الساحل الشمالي.

مفاهيم:

هناك فارق بين المساحة الزراعية والمساحة المحصولية فالمساحة الزراعية هي مساحة الأرض الفعلية.

اما المساحة المحصولية: هي اجمالي مساحة المحاصيل في كل المواسم الزراعية خلال السنة فإا زرع الفدان في السنة مرتين تصبح المساحة فدانين وهكذا.

المحاصيل الزراعية في مصر:

أهم المحاصيل الزراعية في مصر:

القمح:

  • محصول شتوي يزرع في جميع أنحاء الوادي والدلتا الى جانب زراعته في مناطق الواحات والساحل الشمالي وتعد محافظات البحيرة والشرقية والدقهلية أكبر المحافظات في الإنتاج.
  • تبلغ المساحة المزروعة بالقمح نحو 3.4 ملايين فدان.
  • وبلغ الإنتاج عام 2013م أكثر من 9.5 ملايين طن وهذا الإنتاج لا يكفي للاستهلاك المحلي.
  • تعد مصر من أكبر الدول في العالم استيراداً للقمح وتستورد مصر سنوياً كميات كبيرة من القمح.
  • تقوم الدولة بالعديد من الجهود المستمرة لزيادة المساحة المزروعة من القمح.

وتتمثل هذه الجهود فيما يلي:

1. زيادة رقعة المساحة المزروعة قمحاً.

2. استنباط أصناف جديدة من القمح تعطي انتاجاً أكبر وتقاوم الأمراض النباتية.

3. استصلاح أراض جديدة في هوامش الدلتا وفي الصحاري المصرية.

الأرز:

  • محصول صيفي تتركز زراعته في شمال الدلتا وانتشر أخيراً في مصر الوسطى.
  • ويلي القمح من حيث أهميته كمحصول غذائي بالنسبة للسكان.
  • تعد مصر أكبر الدول العربية انتاجاً للأرز.
  • حيث يبلغ انتاجه 7.6 ملايين طن، وتصدر منه كميات الى الخارج.

قصب السكر:

  • تتركز زراعته في محافظات الوجه القبلي ويعد من المحاصيل المدارية الحارة.
  • يبلغ انتاجه 16 مليون طن في عام 2013م.
  • هو محصول انتاج السكر الرئيسي في مصر.

بنجر السكر:

هو محصول شتوي من محاصيل المناطق المعتدلة والمعتدلة الباردة وتتركز زراعته في محافظات الوجه البحري، كما يزرع في بعض محافظات الوجه القبلي ومن أهم محافظات انتاجه كفر الشيخ والدقهلية.

القطن:

  • يعد من المحاصيل النقدية المهمة التي لعبت دوراً كبيراً في اقتصاديات مصر.
  • اشتهرت مصر بزراعة القطن طويل التيلة.
  • يصدر جزء منه الى الخارج ويصنع الجزء الباقي محلياً.
  • يزرع القطن في كل محافظات مصر ومن أهم المحافظات الدقهلية والبحيرة والشرقية وبنى سويف.
  • ويبلغ انتاج مصر من القطن في عام 2013م نحو 255 ألف طن.

بم تفسر هذا الانتاج أقل بكثير من انتاج مصر في السنوات السابقة؟

لاتجاه السياسة الحكومية نحو التوسع في زراعة المحاصيل الغذائية لاحظ الشكل التالي لتتعرف على تغير انتاجية ومساحة القطن في سنوات مختارة.

محاصيل أخرى:

  • الذرة الشامية وتنتج منه أكثر من 5 ملايين طن.
  • الفول والشعير.
  • كما تنتج انواع عديدة من الخضروات والفاكهة والحمضيات وغيرها الكثير.

المشكلات التي تواجه الزراعة في مصر:

يمكننا تحديد أهم مشكلات الزراعة في مصر في النقاط التالية:

1. تفتت الملكية الزراعية فنحو 60% من الأراضي الزراعية في مصر مقسم الى حيازات زراعية أقل من 5 أفدنة للحيازة.

2. العمالة الزراعية غير المدربة على استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة في الزراعة.

3. النمو العمراني على حساب الرقعة الزراعية، وما يصاحبه من تبوير للأراضي الزراعية وتناقص مساحتها.

4. التصحر الذي تتعرض له الأراضي الزراعية خاصة في هوامش الوادي والدلتا وكذلك في الواحات.

5. انتشار الآفات مما يؤدي الى انخفاض انتاجية الاراضي الزراعية، ويعمل على زيادة تكلفة الانتاج.

6. انتشار الوسائل القديمة في عمليات الري والزراعة.

7. إزالة التربة واستخدامها في صناعة الطوب الأحمر فيما يخالف القانون.

الجهود المبذولة للتغلب على مشكلات الزراعة:

تتعدد جهود الدولة في مجال التنمية الزراعية وذلك على النحو التالي:

1. استصلاح الأراضي بهوامش الدلتا ومناطق الواحات وشمال سيناء والساحل الشمالي.

2. استنباط سلالات جيدة من المحاصيل الرئيسية مثل: القمح والارز والقطن لزيادة إنتاجية الفدان.

3. مساعدة المزارعين من خلال منح القروض ومدهم بالأسمدة والأعلاف وتوريد محاصيلهم بأسعار مناسبة.

4. ادخار وسائل حديثة في الري خاصة في المشروعات الجديدة.

5. التوعية والارشاد الزراعي ودعم نقابة الفلاحين.

6. الاهتمام بمشروعات الري والصرف وحفر الآبار.

ثانياً: الثروة الحيوانية في مصر:

ترتبط الثروة الحيوانية في مصر بالزراعة ويتضح ذلك فيما يلي:

  • توجد أنواع رئيسة من الحيوانات تعتمد على الغذاء من الحقول او الحظائر.
  • كثيراً ما يربي الفلاح الحيوانات بهدف العمل في الحقل وإن كان الأمر قد تغير أخيراً بعد التوسع في المكنة الزراعية وإحلال الآلة محل الحيوانات.

من الرسم البياني يتضح ما يلي:

بلغت اعداد الثورة الحيوانية في مصر عام 2011م نحو 18.4 مليون رأس منها:

  • 4.7 مليون من الأبقار.
  • 3.8 مليون رأس من الجاموس.
  • 5.5 مليون رأس من الأغنام.
  • وأكثر من 4 ملايين رأس من الماعز بالإضافة الى 111 ألف رأس من الجمال.

انخفاض أعداد الثروة الحيوانية في مصر بشكل عام ويرجع ذلك الى ما يلي:

1. نقص المساحات المزروعة بالأعلاف مثل البرسيم.

2. استخدام المزارعين للحيوانات في الحقل مما يؤدي الى إجهادها وضعفها.

3. انتشار الأمراض التي تفتك بالثروة الحيوانية مثل الحمى القلاعية وجنون البقر.

4. قلة الإمكانات البيطرية.

5. ارتفاع أسعار الأعلاف المصنعة محلياً.

ثالثاً: الثروة السمكية في مصر:

  • تعد الأسماك والقشريات مصدراً رئيسياً للغذاء.
  • ترجع أهميتها الى سد النقص في اللحوم والدواجن خاصة في خص ثمنها وإقبال عدد كبير من السكان عليها.
  • وقد بلغ انتاج الأسماك في مصر عام 2013 نحو 1.1 مليون طن.

وينتج من:

1. مصايد البحار والبحيرات الشمالية والبحيرات الداخلية.

2. نهر النيل وفرعيه والترع، ويبلغ انتاجها نحو 275 ألف طن.

3. بينما ينتج من المزارع السمكية نحو 825 ألف فدان.

وجدير بالذكر أنه رغم الإنتاج الكبير لمصر من الأسماك إلا أنها تستورد أنواعاً عديدة من الأسماك والقشريات (الجمبري) والرخويات لسد حاجة السكان من الأسماك.