الدرس التمهيدي: مدخل لدراسة الجغرافيا السياسية

الدرس التمهيدي: مدخل لدراسة الجغرافيا السياسية

شهدت الخريطة السياسية العالمية تغيرات مستمرة على مر التاريخ، وتمثل ذلك في:

  • ظهور أو اختفاء دول.
  • اندماج دول مع بعضها البعض أو انقسامها.
  • واختلف توزيع القوى العالمية بظهور قوى عالمية واختفاء أخرى.
  • ونسج علاقات دولية جديدة وتمزق أخرى.

وقد شهد العالم في الآونة الأخيرة تفكك الاتحاد السوفيتي إلى عدة دول

(لاحظ الفرق بين الخريطتين، استنتج الدول التي نتجت عن هذا التفكك)

الاتحاد السوفييتي قبل سقوطه

2

نتج عن تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 ظهور دُوَليّ وهي:

  1. روسيا الاتحادية.
  2. روسيا البيضاء - لاتفيا - أوكرانيا - استونيا - لتوانيا - مولدافيا.
  3. جورجيا - أرمينيا - أذربيجان.
  4. كازاخستان - أوربکستان - تركمانستان - قرغيزيا - طاجيكستان.

أولاً: مفهوم الجغرافيا السياسية

الفرع الذي يهتم بدراسة الخريطة السياسية للعالم وتغيراتها هو (علم الجغرافيا السياسية) وهو أحد فروع الجغرافيا البشرية.

الجغرافيا السياسية: فرع من فروع الجغرافيا البشرية يهتم بدراسة المقومات الجغرافية (الطبيعية والبشرية) للدولة وتنظيمها الداخلي وتأثير ذلك في قوتها السياسية وعلاقتها الدولية.

ثانيا: تطور الجغرافيا السياسية

تطورت الجغرافيا السياسية على يد عدد من العلماء مثل:

أرسطو عبد الرحمن بن خلدون فردريك راتزل
  • يعتبر أرسطو أشهر من كتب في الجغرافيا السياسية قديماً.
  • تناول في مؤلفه (السياسة) الدولة المثالية وحدد عناصرها في خمس موضوعات هي:
  1. عدد سكان الدولة.
  2. مواردها الاقتصادية.
  3. العاصمة.
  4. الجيش.
  5. الحدود السياسية.

حدد مدى قوة الدولة أو ضعفها كمركب سياسي في:

  • عدد سكانها.
  • مواردها الاقتصادية.
  • العلاقة بينهما.

• ناقش موضوع الحدود السياسية المحصنة.

• وناقش موقع الدولة الجغرافي وتأثير المناخ عليها.

  • من أبرز المفكرين المسلمين.
  • أضاف كثيراً للفكر الجغرافي في مقدمته الشهيرة (مقدمة التاريخ) التي ركز فيها على اسم ظاهرتين في البناء السياسي بالعالم العربي وقتذاك وهما (القبيلة والمدينة).
  • وضع الإطار العام الذي عرف باسم دورة حياة الدولة وهي:
  1. النشأة.
  2. الثبات.
  3. النضج.
  4. الاضمحلال.
  • تحدث عن عوامل قيام الدولة ونهضتها وسقوطها.
  • الميلاد الحقيقي للجغرافيا السياسية على يد العالم الألماني راتزل.
  • حيث وضع أول مؤلف علمي في الجغرافيا السياسية حمل اسمها الحالي عام ۱۸۹۷ م.
  • وقد اعتبر الدولة بمثابة كائن حي تنطبق عليه قوانين:
  1. الميلاد.
  2. النمو.
  3. الوفاة.
  • ذكر في مؤلفه أن
  • الخريطة السياسية للعالم تشكلت نتيجة الشراكات بين الدول.

واستمرت إسهامات العلماء في الجغرافيا السياسية إلى أن ظهر مصطلح الجيوبولتيك على يد العالم السويدي رودلف كيلين عام 1899 م.

الجيوبولتيك: دراسة الدولة كعضو جغرافي، مستخدمة قوتها لتحقيق الوحدة والانسجام بين شعبها داخلياً،

والتوسع في حدودها خارجياً بالسيطرة والاستيلاء على حساب الدول المجاورة.

  • وقد يحدث خلط بين الجغرافيا السياسية و الجيوبولتيك خاصة في الفترة ما قبل الحرب العالمية الأولى إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث اعتقد البعض أنهما علماً واحداً.
  • وظهر ذلك من خلال التوسع الإقليمي والغزو الاستعماري.
  • وكانت أبرز هذه الصور في ألمانيا التي استغلت مفاهيم الجغرافيا السياسية لراتزل بصورة خطأ في توسعها الاستعماري على حساب الدول المجاورة التي اعتبرتها المجال الحيوي لها.

وعلى الرغم من وجود علاقة بين الجغرافيا السياسية و الجيوبولتيك إلا أن بينهما فروق واضحة:

  1. التشابه: كلاهما يدرس الدولة في ضوء خصائصها الجغرافية.
  2. الاختلاف:

الجغرافيا السياسية:

  • تهتم في دراستها للوحدات السياسية بتحليل بيئتها الطبيعية والبشرية والاقتصادية دراسة موضوعية لتوضح أثر ذلك السلوك السياسي للدولة.
  • تدرس الكيان القائم للدولة كما هو فعلاً.
  • تدرس الدولة ككيان استاتيكي (الثبات).

الجيوبولتيك:

  • تقوم بنفس الدراسة ولكن من وجهة نظر الدولة الذاتية ومطالبها في مجال السياسة الخارجية.
  • ترسم تصوراً لما يجب أن تكون عليه الدولة.
  • تنظر للدولة ككائن حي.

. وقد استمر تطور الجغرافيا السياسية؛ حيث كان للتغيرات التي طرأت على خريطة العالم السياسية أثر كبير في انتعاش هذا العلم وبدأ يأخذ طابع العالمية والشمول.

العلاقة بين الجغرافيا السياسية وفروع الجغرافيا الأخرى:

  • ترتبط الجغرافيا السياسية بفروع الجغرافيا الأخرى التي تمدها بالمعلومات اللازمة عن المقومات الطبيعية والبشرية للدولة (محور الدراسة في الجغرافيا السياسية).
  • كما ترتبط ببعض العلوم الأخرى مثل علم التاريخ والعلوم السياسية، وغيرها.

ثالثاً: أهداف الجغرافيا السياسية:

تتعدد أهداف الجغرافيا السياسية ومنها:

  • دراسة الوحدات السياسية (الدولة) من حيث ملامحها الجغرافية (الطبيعية - البشرية).
  • تحديد عناصر القوة والضعف للوحدات السياسية.
  • تحليل التجمعات الإقليمية والعالمية تحليلاً (جغرافياً) موضوعياً.
  • التعريف بالمشكلات السياسية وتحليلها واقتراح حلول مناسبة لها ومن أمثلة ذلك:
  1. دور الجغرافيين بعد الحرب العالمية الأولى والثانية في رسم الحدود السياسية الحديثة في أوربا.
  2. دور الجغرافيا في الدفاع عن حق مصر في قضية طابا.
  • توفير البيانات والمعلومات الموضوعية اللازمة لاتخاذ القرارات السياسية والعسكرية ذات الأبعاد المكانية (الجغرافية).

رابعاً: مجالات الجغرافيا السياسية:

كان الاهتمام الرئيسي للجغرافيا السياسية قديماً يتمثل فيما يلي:

  1. دراسة الوحدات السياسية في الدولة.
  2. دراسة العلاقات السياسية بين الدول.
  3. دراسة المشكلات السياسية.
  • ونتيجة التغيرات السريعة التي شهدها العالم خاصة خلال أواخر القرن العشرين وبداية القرن فقد اتسعت مجالات الجغرافيا السياسية وتعددت لتشمل ما يلي:

مجالات الجغرافيا السياسية:

  1. الدولة كمجال لدراسة الجغرافيا.
  2. التحليل السياسي للقوة.
  3. سياسة النظام العالمي وما ينتج عنها من تغيرات.

بم تفسر:

اتسعت مجالات الجغرافيا السياسية أواخر القرن العشرين وأوائل هذا القرن.

ما هي المجالات التي تهتم بها الجغرافيا السياسية؟

1- الدولة كمجال لدراسة الجغرافيا السياسية:

تدرس الجغرافيا السياسية الدولة كوحدة سياسية:

  • تشغل مساحة أرضية.
  • لها حدودها السياسية.
  • ومكوناتها الداخلية والتي تتمثل في (السكان - الموارد الطبيعية - نظام الحكم) مع تمتعها بالسيادة.

تشمل دراسة الدولة:

  • الخصائص الطبيعية للدولة من:
  1. موقع ومساحة.
  2. وتضاريس ومناخ وغيرها.
  • الخصائص البشرية للدولة من حيث:
  1. السكان.
  2. والأنشطة والاقتصادية.
  • السياسات العامة للدولة وعلاقاتها الخارجية.
  • دليل قوة أو ضعف الدولة في ضوء خصائصها الطبيعية والبشرية.

2- التحليل السياسي للقوة:

  • يرتكز دور الجغرافيا السياسية في هذا المجال على:

دراسة الأبعاد الجغرافية للصراع بين القوى المتنافسة على مسرح السياسة العالمية.

3- سياسة النظام العالمي وما ينتج عنها من تغيرات:

ويعد هذا المجال بالغ الأهمية خاصة مع التغيرات السريعة التي يشهدها النظام العالمي خلال السنوات الأخيرة والتي تشهد اتجاه القوى الرأسمالية العالمية الكبرى نحو الهيمنة والسيطرة على مقدرات وموارد دول العالم الثالث ويتميز هذا المجال بالشمولية حيث يتضمن عدداً من المجالات الفرعية التي ترتبط بالنظام العالمي الذي يتمثل فيما يلي:

1- التكتلات الاقتصادية والسياسية مثل:

  • مجموعة الاتحاد الأوربي الاقتصادي (السوق الأوروبية المشتركة).
  • واتفاقيات منظمة التجارة العالمية وأثرها على الدول.

2- الأحلاف العسكرية مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

3- ظاهرة العولمة والتي ظهرت بوضوح منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين.

4- قضايا الأمن الغذائي والمائي والطاقة للدول.

5- المنظمات الدولية والإقليمية مثل:

  • الأمم المتحدة.
  • جامعة الدول العربية.

6- آثار التدخلات العسكرية وغيرها.

العولمة

هي عملية تغيير الأنماط والنظم الاقتصادية والاجتماعية تقوم بها الدول الأقوى لفرض هيمنتها على الدول الأخرى وتشمل عولمة اقتصادية وعولمة اجتماعية.

الجغرافيا السياسية والتقنيات الحديثة

أثر التطور المعرفي والتكنولوجي في تطور علم الجغرافيا السياسية كغيرها من العلوم الأخرى حيث ظهرت وسائل وتقنيات حديثة ومنها:

1- الاستشعار عن بعد

أدى الاستشعار عن بعد وما يستخدمه من وسائل التصوير الجوي والفضائي وأجهزة تحديد الموقع العالمي GPS إلى توفير مرئيات فضائية ومعلومات أكثر دقة عن الكثير من المجالات التي تهتم بها الجغرافيا السياسية مثل:

  1. الحدود السياسية بين الدول.
  2. الممرات الملاحية.
  3. والمياه الإقليمية للدولة.
  4. ومناطق النزاعات بين الدولة.

2- تطور وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

كان لتطور وسائل الاتصالات (السلكية واللاسلكية) وتكنولوجيا المعلومات أثره في:

  • أن العالم أصبح وحدة واحدة أو ما يعرف بالقرية الكونية.
  • وذلك نتيجة للسرعة الهائلة التي تتدفق بها المعلومات والبيانات بها عبر حدود الدول.

ولقد استفاد علم الجغرافيا السياسية كغيره من العلوم الأخرى من تطور من تكنولوجيا المعلومات.

3- نظم المعلومات الجغرافية

تعد نظم المعلومات الجغرافية إضافة هائلة لمختلف العلوم خاصة الجغرافيا السياسة وذلك من خلال:

  • توفير كافة البيانات والمعلومات الرقمية عن:
  1. الموارد الطبيعية والبشرية.
  2. واستخدام الأراضي.

مما يساعد في التعرف على مدى قوة الدولة.

  • توفير خرائط دقيقة وحديثة عن الدول.
  • مساعدة متخذي القرار في اتخاذ القرارات السياسية الحكيمة اعتماداً على البيانات الدقيقة
  • والتفصيلية المستمدة منها.

  • المرئيات الفضائية: هي صور يتم التقاطها بواسطة مستشعرات تثبت بالأقمار الصناعية من ارتفاعات عالية من سطح الأرض وتغطي مساحات واسعة.
  • الاستشعار عن بعد: اهو علم القياس أو الحصول على المعلومات عن سطح الأرض بواسطة أجهزة تصوير ومستشعرات (Sensors) لا تلامس سطح الأرض ويضم الاستشعار من بعد كلا من التصوير الجوي والتصوير الفضائي.
  • نظم المعلومات: نظام معلوماتي صمم لإدخال وتخزين ومعالجة واسترجاع وتحليل طبقة من البيانات الجغرافية ويساعد ذلك في الحصول على معلومات واضحة لإعداد تقارير وخرائط وقاعدة بيانات إحصائية بما يساعد على اتخاذ قرارات مناسبة.