الفصل الأول: علاقة علم الاجتماع بالعلوم الأخرى

أولاً: الفلسفة:

وهي أقدم من علم الاجتماع ظهرت في اليونان القديمة وازدهرت في القرن الثامن عشر، عصر التنوير الذي سبق مباشرة مولد علم الاجتماع.

أوجه الشبه بينهما: كلاهما يحاول وصف الواقع وتفسيره وملاحظته واشتقاق التعميمات من الملاحظات.

أوجه الاختلاف بينهما:

1. كلاهما بمثابة نوعين مختلفين من الجهد العقلي الانساني، الاختلاف بينهما يشبه الاختلاف بين العلم الامبيريقي والفلسفة.

في العلم الامبيريقي تستمد التعميمات من الوقائع التي ملاحظاتها دون التسليم بالتأكيد سواء بالتأكيد أو بالنفي.

2. أما الفلسفة فهي على النقيض من ذلك، ألنها تسعى أساسا إلى فهم الحقيقة في صورة كلية.

ثانياً: الانثروبولوجيا:

"هي علم دراسة الإنسان من خلال النظم الاجتماعية التي يتكون منها المجتمع مثل النظام القرابي، والعائلي، والاقتصادي، والسياسي، والقانوني، والديني، كما تهتم ثقافيا بدراسة العادات والتقاليد المشكلة لثقافة المجتمع عن طريق دراسة اللغة، وعناصر الثقافة المادية وغير المادية، فضال عن دراسة الجانب الفيزيقي للإنسان من حيث الشكل والملامح إلخ".

الانثروبولوجيا علم الاجتماع
تهتم بدراسة الإنسان البدائي يتناول علم الاجتماع بالدراسة الحضارات الأكثر تقدماً
يميلون إلى دراسة المجتمعات من كل جوانبها دراسة كلية شاملة. فيميلون إلى دراسة قطاعات أو اجزاء معينة من المجتمع كأن يدرسوا نظاماً بعينه (الأسرة)
عادة ما يعيش الأنثربولوجيون في المجتمع الذي يدرسونه حيث يلاحظون السلوك ملاحظة مباشرة والمنهج الأنثروبولوجي هو منهج كيفي أو علاجي. علماء الاجتماع فغالبا ما يعتمدون على الإحصاءات والاستبيانات؛ لذلك فإن تحليلاتهم غالبا ما تكون رسمية وكيفية.
تدرس الأنثروبولوجيا المجتمعات المحلية الصغيرة المكتفية بذاتها. عالم الاجتماع يدرس بمرونة كبيرة التنظيمات الكبرى والعمليات الاجتماعية المعقدة.

ثالثاً: علم النفس:

يمكن تعريف علم النفس بأنه علم دراسة الشخصية او السلوك الناتج عنها.

يعالج علم النفس العمليات العقلية كالإدراك والتعرف، والتعلم، والمشاعر، والعواطف، والدوافع، والحوافز، وتحديد نمط الشخصية، كما نجد ارتباطا واضحا بين الدراسات التي تتناول العواطف والدافعية.. الخ، وتلك التي تتناول مشاركة الفرد في العلاقات الاجتماعية. ويكاد يلتقي علم الاجتماع، وعلم النفس عند نقطة هو علم النفس الاجتماعي.

نجد علم لاجتماعي: يهتم بتناول الوسائل التي من خلالها تخضع الشخصية (أو السلوك) للخصائص الاجتماعية للفرد أو الوضع الاجتماعي الذي يشغله.

أما علم الاجتماع: فيهتم بالأثر الاجتماعي على الشخصية والهوية، وهو ال يسعى للكشف عن الآثار النفسية أو العصبية، بل أنه يقدم حلولاً تستهدف إحداث التغيرات على المستوى المجتمعي وليس الفردي.

رابعاً: علم التاريخ:

التفرقة بين علم الاجتماع والتاريخ:

فالتاريخ يدرس الماضي الإنساني بوصفه سياقاً من الأحداث.

ويحاول المؤرخ أن يعيد بناء الماضي مستخدما التفصيلات الامبيريقية كما حدثت، مثال ذلك كيف اندلعت حرب تحرير الأرض في السادس من أكتوبر 1973م، وكيف اشتعلت ثورة يوليو 1952م.

إن العقل الإنساني ال يقف عند إعادة تصوير الأحداث الفريدة غير المتكررة، وانما يسعى إلى الكشف عن أنماط التكرار خلف الإطار الفردي، والتاريخي، والزماني لهذه الأحداث، إن الأنماط المتكررة من الاعتماد الإنساني المتبادل هو موضوع دراسة العلوم الاجتماعية التي ينتمي علم الاجتماع إليها، تقوم هذه العلوم علي أن النظام أو الانتظام مسلمة يمكن اعتبارها المقدمة المنطقية في كل تسمو فوق مستوي الوصف البسيط.

مثال: الحروب عديدة، لكن التساؤل يثار حول ما إذا كان هناك نمط تكراري لنشأتها، ووطأتها على المجتمعات التي تشترك فيها، أو النتائج التي تترتب عليها.

مثال: الجرائم التي ترتكب ال حصر لها، فهل يمكن تمييز أنماط مستمرة لها بغض النظر ان التباين ملموس في هذه الجرائم.

خامساً: علم السياسة:

ينقسم هذا العلم الى مبحثين أساسيين هما:

  1. النظرية السياسية.
  2. الإدارة الحكومية.

ويرتبط كال المبحثين بروابط عميقة بالسلوك السياسي.

فبرامج النظرية السياسية تتناول الآراء السياسية المتعلقة بالحكومة والحكم كتلك التي قدمها أفلاطون وميكيافيللى وروسو.

أما برامج الإدارة فغالباً ما تزود الدارس بوصف شامل لبناء الهيئات الحكومية ووظائفه.

علم السياسة علم الاجتماع
يكرس كل اهتمامه لدراسة القوة كما تتجسد في التنظيمات الرسمية علم الاجتماع يهتم بدراسة كل جوانب المجتمع
علم السياسة يميل إلى الاهتمام بالعمليات الداخلية، أي العمليات التي تحدث داخل الحكومة مثلاً هتم العالقات المتبادلة بين مجموعة النظم الاجتماعية المختلفة، بما في ذلك الحكومة.
علم الاجتماع السياسي يشترك مع علم السياسة في دراسة كثير من الموضوعات.

سادساً: علم الاقتصاد:

يهتم علم الاقتصاد بوجه عام بدراسة إنتاج وتوزيع السلع والخدمات. ولقد تطور علم الاقتصاد في ظل المجتمع، فهو يتناول العالقات المتبادلة بين المتغيرات الاقتصادية خاصة العلاقات بين الأسعار والعرض وتدفق النقود.. الخ.

أن علماء الاقتصاد شأنهم في ذلك شأن علماء الاجتماع:

  1. يؤكدون فكرة العالقات بين الأجزاء وعلى الأخص أنماط الاعتماد والسيطرة والتبادل.. الخ.
  2. يهتمان بالقياس وبالعالقات بين المتغيرات المختلفة، أي أنهما يستعينان بالنماذج الرياضية في تحليل البيانات.