الدرس الأول: نمو وتركيب السكان
مقدمة:
مصر غنية بسكانها وبما يملكونه من طاقات وقدرات وهم المحور الأساسي والهدف الرئيسي لكافة أوجه التنميةـ ويتطلب ذلك أن يكون لدينا بيانات دقيقة عن السكان.
من أين نحصل على البيانات السكانية؟
مصادر البيانات السكانية:
تتمثل مصادر البيانات السكانية في التعدادات السكانية والاحصاءات الحيوية.
1. التعدادات السكانية:
هي عبارة عن عمليات جمع وحصر شامل للمعلومات المرتبطة بالسكان من حيث عددهم وتوزيعهم والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لهم في منطقة معينة وفي فترة زمنية محددة.
وتعد مصر أقدم الدول العربية والأفريقية في القيام بإجراء التعدادات السكانية.
2. الإحصاءات الحيوية:
مصدر للبيانات السكانية في مصر وتتمثل أساساً في تسجيلات المواليد والوفيات وحالات الزواج والطلاق وغيرها وقد بدأت عام 1901م.
أولاً: نمو السكان:
أسباب زيادة عدد السكان في مصر: كيف يحدث النمو السكاني؟
يحدث النمو السكاني نتيجة لعاملين أساسيين هما:
1. الزيادة الطبيعية.
2. الزيادة غير الطبيعية.
أولاً: الزيادة الطبيعية:
ويقصد بها زيادة عدد السكان نتيجة ارتفاع معدلات المواليد وانخفاض معدلات الوفيات.
معدلات المواليد:
يتم حساب معدلات الوفيات من خلال المعادلة التالية:
عدد المواليد الأحياء في العام × 1000/ عدد السكان في منتصف العام
- تعد معدلات المواليد في مصر مرتفعة بشكل عام.
- وقد كانت شديدة الارتفاع خلال النصف الأول من القرن العشرين (تراوحت ما بين 45:40 في الألف).
باستثناء فترة الحرب العالمية الثانية ثم بدأت في الانخفاض لتصل في عام 2012م الى 30.4 في الألف وهو معدل مرتفع على المستوى العالمي.
بم تفسر ارتفاع معدل المواليد في مصر:
- بسبب الفقر الذي يدفع الأسر لإنجاب عدد كبير من الأطفال لمساعدتهم اقتصادياً.
- ارتفاع الأمية.
- زواج الأطفال دون 18 عام.
- البطالة خاصة بين النساء.
معدلات الوفيات:
في العنصر الثاني المؤثر في نمو السكان وقد كانت مرتفعة في النصف الأول من القرن العشرين (حيث بلغت 27.8 في الألف عام 1952م) واستمرت في الانخفاض بشكل سريع لتصل 6.1 في الألف عام 2012م وهو معدل منخفض على المستوى العالمي.
يتم حساب معدلات الوفيات من خلال المعادلة التالية:
معدل الوفيات = عدد الوفيات × 1000/ عدد السكان في منتصف العام
معدلات الزيادة الطبيعية:
نتيجة لزيادة معدلات المواليد وانخفاض معدلات الوفيات تظهر الزيادة الطبيعية في عدد السكان ويتم حسابها من خلال المعادلة التالية:
معدل الزيادة الطبيعية = معدل المواليد - معدل الوفيات
وقد كانت مرتفعة خلال القرن العشرين حيث وصلت الى أعلى معدلاتها عام 1988م (37.8 في الألف) ولكنها بدأت تنخفض الى أن وصلت الى أدنى معدلاتها عام 2012م، حيث بلغت 24.3 في الألف بم تفسر.
تطبيقات تكنولوجية:
يتم استخدام عديد من البرامج الاحصائية المتطورة في حساب معدلات المواليد والوفيات ومعدل النمو السكاني وحساب معامل الارتباط بينها وبين عديد من المتغيرات السكانية مثل العلاقة بين مستوى الدخل وارتفاع معدل المواليد وانخفاض معدل الوفيات ومن هذه البرامج برنامجي ms.excel و spss ويمكن استخدام هذه البرامج في إجراء عديد من المعادلات السكانية وعرضها في صورة أشكال ورسوم بيانية.
ثانياً: الزيادة غير الطبيعية:
ويقصد بها الزيادة في أعداد السكان نتيجة الهجرة وهي تلعب دوراً مهماً في تغيير حجم سكان الدولة او محافظاتها ومراكز العمران بها وتنقسم الى قسمين لاحظ الشكل التالي لتتعرف عليها.
أولاً: الهجرة الداخلية:
1. ما أكثر المحافظات الجاذبة للسكان؟
2. ما أكثر المحافظات الطاردة للسكان؟
كما تلاحظ فهناك:
1. تيار هجرة الى القاهرة ويأتي من معظم محافظات مصر عدا محافظات القناة.
2. تيار من الهجرة الوافدة الى الاسكندرية من جنوب الصعيد وغرب وشمال الدلتا.
3. تيار من الدلتا الى مدن القناة وشبه جزيرة سيناء.
4. تيار من جنوب الصعيد الى مدن القناة والبحر الأحمر.
وتتمثل أسباب الهجرة الداخلية في وجود عوامل طرد وعوامل جذب:
1. عوامل الجذب:
1. توفر فرص العمل.
2. ارتفاع الأجور.
3. ارتفاع مستوى المعيشة.
4. توافر الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية.
5. تركز الإدارة والحكم والمنشآت الترفيهية والثقافية بالمدن.
2. عوامل الطرد:
1. قلة فرص العمل.
2. انخفاض الأجور.
3. تدهور مستوى الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية.
4. قلة الوحدات السكانية.
5. صغر مساحة الملكيات الزراعية.
النتائج المترتبة على الهجرة الداخلية:
1. ارتفاع معدل النمو السكاني وارتفاع نسبة الذكور الى الإناث بالمحافظات المستقبلة للهجرة.
2. ظهور عديد من المشكلات في المدن مثل الازدحام والعشوائيات.
3. نقص العمالة خاصة الزراعية في المحافظات الطاردة.
ثانياً: الهجرة الخارجية:
الهجرة الخارجية قد تكون وافدة او نازحة ويحسب الصافي من حساب الفرق بين عدد المهاجرين وعدد القادمين والنتيجة تكون في صالح الدولة إذا كان القادمون أكثر من النازحين.
أسباب الهجرة الخارجية:
1. انخفاض مستوى المعيشة وانتشار البطالة.
2. عدم توظيف القدرات العلمية مما يؤدي الى هجرة العقول المفكرة الى دول قادرة على توظيف هذه القدرات وقد وصل عدد المهاجرين للعمل في الدول العربية نحو 3 ملايين نسمة وتؤكد الدراسات على أن نحو 70% من المهاجرين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة.
هجوم العقول تعني:
هجرة الكفاءات العلمية من مصر الى الدول الأوروبية بسبب قلة فرص العمل وضعف الامكانات العلمية بالإضافة الى الإغراءات المادية والمعنوية التي تقدمها لهم الدول الأجنبية، ولهذه الظاهرات آثار خطيرة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية بمصر.
التركيب السكاني:
يعد التركيب السكاني من أبرز الخصائص السكانية لأي مجتمع، ويتمثل التركيب السكاني فيما يلي:
أ. التركيب النوعي (ذكور وإناث).
ب. التركيب العمري (فئات العمر).
ج. التركيب الاقتصادي (ويرتبط بقوة العمل).
أ. التركيب النوعي:
- يقصد به تقسيم السكان حسب النوع (إناث وذكور) ويمكن حسابه من خلال تحديد نسبة النوع الى إجمالي عدد السكان.
- ومن متابعة التعدادات المصرية بداية من عام 1996م حتى الوقت الحاضر نجد أن نسبة الذكور أكبر من نسبة الإناث فقد بلغت نسبة الذكور تبعاً لتقدير عام 2012م نحو 51.2% وهذه النسبة قد تقل أو تزيد من محافظة لأخرى فهي تقل في المحافظات الطاردة للسكان، بينما تزداد في محافظات أخرى مثل البحر الأحمر وجنوب سيناء.
- ب. التركيب العمري:
- يعتبر تركيب السكان تبعاً للفئة العمرية من أهم المؤشرات السكانية لمعرفة القدرة الإنتاجية والحيوية للمجتمع ويهتم المخططون بالتركيب العمري للسكان لبناء خططهم الاقتصادية والاجتماعية في المستقبل.
- ويتم تمثيل البيانات السكانية الخاصة بالعمر والنوع في شكل بياني يعرف بالهرم السكاني.
لاحظ:
- يدل الاتساع النسبي لقاعدة الهرم السكاني في مصر على ارتفاع معدل النمو السكاني.
- يعني ذلك أننا لم نصل الى مرحلة الاستقرار السكاني.
- نلاحظ أن الهرم السكاني ينقسم أفقياً الى قسمين قسم للذكور وقسم للإناث.
- كما يقسم رأسياً الى فئات عمرية مرتبة ترتيباً رأسياً حيث الفئات العمرية الصغرى ثم الفئات العمرية الأكبر.
ومن قراءة الهرم السكاني لمصر يلاحظ ما يلي:
- قاعدة الهرم تتكون من الصغار أقل من 15 سنة وتصل نسبتهم 31.7% وزيادة هذه الفئة تعني زيادة نسبة الإعالة وما تتطلبه هذه الفئة من متطلبات حياتية واجتماعية وتعليمية.
- منتصف الهرم يمثل قوة العمل، ويضم السكان الذين تتراوح أعمارهم من 15 الى أقل من 65 سنة وتصل نسبتهم الى 61.1% وزيادة نسبة هذه الفئة يعني وفرة قوة بشرية اقتصادية في المجتمع.
- وفي قمة الهرم كبار السن والذين تبلغ أعمارهم أكثر من 65 سنة وتصل نسبتهم الى 6.2% من جملة عدد السكان وزيادة هذه الفئة تعني زيادة نسبة الإعالة في مصر مثل فئة صغار السن.
ج. التركيب الاقتصادي:
ويقصد به تقسيم السكان حسب الأنشطة الاقتصادية او الحالة التعليمية.
أولاً: الأنشطة الاقتصادية:
يقدر عدد المشتغلين (15 سنة فأكثر) بالأنشطة المختلفة 23.3 مليون.
من الشكل نجد أن:
أكثر الأنشطة انتشاراً يتمثل في النشاط الزراعي، وهذا يدل على أهمية الزراعة بالنسبة للاقتصاد المصري فقد بلغ عدد المشتغلين بالزراعة 6.7 مليون نسمة أي 29.2% من إجمالي المشتغلين.
سلسلة الجوهري:
- وبلغ عدد المشتغلين في التشييد والبناء 2.7 مليون نسمة (11.6%).
- وبلغ عدد المشتغلين في التعدين والصناعة 2.3 مليون (10%).
- بلغ عدد المشتغلين بالتعليم 2.1 مليون بنسبة 9.1%.
- بلغ عدد المشتغلين بالنشاط التجاري 2.6 مليون نسمة بنسبة 11%.
- بلغ عدد المشتغلين بالخدمات والأنشطة الأخرى 6.8 مليون نسمة بنسبة 29.1%.
ثانياً: الحالة التعليمية:
يمكنك تعريفها من خلال قراءة الشكل التالي:
من قراءة الشكل نلاحظ ما يلي:
- أعلى نسبة للسكان من الملتحقين بالتعليم بالتعليم المتوسط، حيث وصلت الى 25.9%.
- أقلها من الحاصلين على تعليم أعلى من الجامعي، حيث وصلت الى 2%.
- نلاحظ أيضاً أن نسبة الأمية لازالت مرتفعة وتمثل 30.1% وتشكل مشكلة تقف حاجزاً أمام مشروعات التنمية وسوف نناقشها في الدرس الثالث.
ظهرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الهجرة غير الشرعية للشباب وذلك بسبب ارتفاع مستويات الفقر وتدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة فيقع الشباب ضحايا لمكاتب السفر غير القانونية ووسطاء الهجرة الذين يتاجرون بأحلام الشباب بدعوى توفير فرص عمل لهم خاصة في دول أوربا ثم يهربون بهذه الأموال وتنتهي رحلة الشباب إما بالموت أو السجن او الترحيل.