الدرس الثالث: المشكلات السكانية والاجتماعية وسيناريوهات المستقبل
تعاني مصر من مشكلة سكانية نشأت كنتيجة طبيعية للتزايد السكاني الكبير تبعاً لارتفاع معدل المواليد وانخفاض معدل الوفيات وهذا التزايد السكاني السريع يفوق كل معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهو بهذا يهدد خطط التنمية المستقبلية.
أبعاد المشكلة السكانية:
يتضح مما سبق أن المشكلة السكانية لها عدة أبعاد رئيسية وهي:
البعد الأول:
عدم التوازن بين عدد السكان والموارد والخدمات المتاحة، أي أن معدلات التنمية لا تتماشى مع معدلات الزيادة السكانية.
البعد الثاني:
يتمثل سوء توزيع السكان مما أدى الى تزايد العبء والضغط على الخدمات في المدن وظهرت مشكلات جديدة تشمل تدهور المرافق وتلوث البيئة وزحف المباني على الأراضي الزراعية المحدودة وانتشار العشوائيات.
البعد الثالث:
التوزيع العمري لهؤلاء السكان حيث أن نسبة كبيرة من سكان مصر تحت سن الـ 15 عاماً (حوالي 35% من عدد السكان) وهي فئة غير منتجة وتحتاج الى العديد من الخدمات مما يؤدي الى زيادة الإعالة.
البعد الرابع:
يتمثل ذلك في ارتفاع نسبة الأمية وارتفاع معدلات البطالة والفقر بصورة كبيرة.
يترتب على المشكلة السكانية:
1. نقص الغذاء:
حيث تؤدي الزيادة السكانية الى زيادة الطلب على السلع الاستهلاكية خاصة الغذائية ولا تفي المحاصيل الغذائية والثروة الحيوانية بحاجات السكان لذلك لجأت الدولة الى استيراد المحاصيل الغذائية.
2. نقص نصيب الفرد من المياه العذبة:
يبلغ نصيب الفرد من المياه نحو 750 متراً مكعباً سنوياً، وهو أقل من حد الفقر المائي مما يؤثر على كثير من الأنشطة الاقتصادية، أهمها الزراعة واستصلاح الأراضي.
حد الفقر المائي سنوياً يصل الى 1000 متر مكعب.
3. المشكلة الاجتماعية:
يترتب على المشكلة السكانية العديد من المشكلات الاجتماعية التي ترتبط بعضها ببعض لاحظ الشكل التالي لتعرفها:
ازدحام المدن وظهور العشوائيات:
- تؤدي الزيادة السكانية في مصر وما يرتبط بها من هجرة السكان من الريف الى المدن الى تضخم حجم المدن وازدحامها الشديد مما يؤدي الى تعطيل الإنتاج والتلوث البيئي وزيادة الضغط على الخدمات والمرفق العامة والبنية الاساسية مما يؤدي الى الأضرار بها وتدهورها كذلك انتشار العشوائيات وهي تجمعات عمرانية في المدن الكبرى وحولها غير مخططة عمرانياً وتفتقر الى الخدمات الصحية والمياه النقية والصرف الصحي والطرق وشروط السكن الصحي.
- وتمثل العشوائيات مشكلة لها انعكاسات اقتصادية واجتماعية وأمنية تهدد أمن واستقرار المجتمع.
تستخدم نظم المعلومات الجغرافية في تحديد مناطق العشوائيات وتحديد أفضل الطرق التي يمكن من خلالها تنمية هذه المناطق.
الفقر:
- تعاني نسبة كبيرة من المصريين من انخفاض مستوى المعيشة مما جعل نحو 40% من عدد السكان دون مستوى الحد الأدنى للمعيشة مما يعني زيادة معدلات الفقر، وقد أشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء أن هناك ارتفاعاً في معدلات الفقر في مصر.
- وقد تم حساب قيمة خط الفقر للفرد بحصوله على مبلغ 3076 جنيهاً سنوياً.
مشكلة الأمية:
تعاني مصر من انتشار الجهل والأمية، حيث تبلغ نسبة الأمية في الفئات أكثر من 10 سنوات 30.1% وتزداد نسبة الأمية بين الإناث عن الذكور حيث بلغت نحو 36% كما تزداد نسبة الأمية بين سكان الريف لتصل الى 37.5% وتقل الى 20.7% في المدن وذلك بسبب حرفة الزراعة وغيرها من الحرف التي لا تحتاج تعليماً خاصة مع انخفاض مستوى المعيشة وقلة الخدمات التعليمية ولجوء عدد كبير من الأطفال للعمل في الحقول.
من أسباب انتشار الأمية:
1. الفقر وانخفاض مستوى المعيشة.
2. استخدام الأطفال كأيد عاملة.
3. سوء توزيع الخدمات التعليمية.
وسائل مواجهة مشكلة الأمية:
1. التوسع في برامج محو الأمية.
2. تطوير العملية التعليمية.
3. التوسع في إنشاء المدارس.
4. تكليف الخريجين بالعمل في مجال محو الأمية قبل التوظيف.
البطالة:
- هي ظاهرة عالمية ذات آثار اقتصادية واجتماعية وتعمل الدول المتقدمة والنامية على مواجهتها وتحدث في الدول النامية بسبب قصور النمو الاقتصادي عن ملاحقة النمو السكاني ونتيجة لعجر المدخرات المحلية عن تمويل الاستثمارات اللازمة لتوفير فرص العمل.
- يبلغ عدد العاطلين في مصر نحو 3.2 ملايين وبلغ معدل البطالة عام 2012م (12.5%) من قوة العمل ويزداد معدل البطالة بين الإناث وتقل بين الذكور ويرتفع معدل البطالة في الحضر أكثر من الريف.
حل مشكلة البطالة:
ولحل هذه المشكلة لابد من:
1. التركيز على التعليم المهني والحرفي في ضوء متطلبات سوق العمل.
2. توجيه الاستثمار نحو المشروعات التي تستوعب أكبر عدد من العاطلين وتحفيز مؤسسات المجتمع المدني في دعم المشروعات الصغيرة.
يقصد بالبطالة:
وجود نسبة مؤثرة من شباب المجتمع خراج قوة العمل.
البطالة المقنعة:
تعني زيادة عدد العاملين عما يتطلبه حاجة العمل من ايد عاملة، يظهر ذلك في الوظائف الحكومية خاصة الخدمية منها.
الادمان وتعاطي المخدرات:
هذه المشكلة مرتبطة بالبطالة والفقر، وقد زادت زيادة كبرة في السنوات الأخيرة.
يرتبط بالإدمان العديد من الجرائم مما يمثل مشكلة حقيقية لابد من مواجهتها وذلك من خلال:
1. نشر الوعي بين الشباب عن الاضرار الصحية والاجتماعية لتعاطي المخدرات.
2. التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب.
3. تفعيل قوانين تجريم جلب المخدرات والاتجار بها وتعاطيها.
4. محاربة الأمية والجهل وكذلك الاعتقادات الخاطئة عن المخدرات.
سيناريوهات مقترحة لحل المشكلة السكانية:
للتغلب عن المشكلة بآثارها الاقتصادية والاجتماعية لابد من السير في اتجاهين هما تنظيم الاسرة والتنمية الاقتصادية وأن تركز السياسة الشاملة على مواجهة الأبعاد الأربعة المتعلقة بالمشكلة السكانية ويمكن اقتراح السيناريوهات التالية لحل المشكلة:
أولاً:
التوسع في مجالات التنمية الاقليمية لمناطق بعيدة عن التركز والازدحام السكاني مثل الواحات وشبه جزيرة سيناء والساحل الشمالي وساحل البحر الأحمر ووضع برامج تنموية شاملة.
ثانياً:
البحث عن مصادر جديدة للمياه وتحسين وسائل الري وتحديثها والتوسع في استصلاح الأراضي للزراعة لسد الفجوة الغذائية بزيادة الإنتاج الزراعي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
ثالثاً:
تطوير التعليم خاصة الفني لتوفير الكفاءات اللازمة لتطوير الصناعة.
رابعاً:
تحسين العلاقة مع الدول الخارجية خاصة الدول العربية والتي تضم الملايين من العاملين المصريين.
خامساً:
اتباع برامج فعالة للتنمية البشرية في محو الأمية والتعليم والصحة لمردودها المباشر على السكان.