الدرس الأول: البيئة نظامها ومواردها
تشمل عناصر البیئة شقین ھما الطبیعیى والبشري:
أولاً: البيئة:
ھي ذلك الوسط المحیط بالإنسان والذي یتأثر به ویؤثر فیه، ویشمل كافة الجوانب الطبیعیة والبشریة.
فمصطلح البيئة يهتم بكل العناصر الطبيعية (مكونات البيئة):
- الغلاف الغازي ومكوناته.
- والغلاف المائي وما بداخله.
- والغلاف الصخري وما یتضمنه من (المعادن مصادر الطاقة وتربة).
- والغلاف الحیوي وما یشمله من نباتات وحیوانات، وتجمعات بشریة مختلفة.
1. مراحل تفاعل الإنسان والبيئة:
- ارتبط الإنسان بالبیئة منذ بدایة الخلیقة ساعیا لاستغلال مواردھا لإشباع حاجاته
- وقد مر تفاعل الإنسان ببیئته بعدة مراحل تظھر تظھر فیھا علاقة التأثیر والتأثر بینھما، ویمكن تلخیص ھذه المراحل على النحو التالي:
المرحلة الأولى:
- في بدایة ھذه المرحلة عاش الإنسان حیاة تنقل مستمر باحثاً عن طعامه وشرابه ومارس فیھا جمع الثمار وصید الحیوان.
- ولم یكن للإنسان تأثیراً على البیئة، بم تفسر؟ لضیق نشاطه ومحدودیة متطلباته الأساسیة.
- ولكن بنھایة ھذه المرحلة تطورت أدوات الصید وأسالیبه وتم اكتشاف النار، فازدادت متطلبات الإنسان الأساسیة وازداد النشاط البشري، وأصبح تأثیره على البیئة محدوداً.
المرحلة الثانية:
- عرف الإنسان الزراعة لتوافر المیاه والتربة الخصبة، واستقر قرب مزرعته في تجمعات سكنیة عرفت بالقرى وتمثل أول أشكال الاستقرار البشري.
- وازداد تأثیره على البیئة حیث قام باستخدام وضبط میاه الأنھار، وشق القنوات.
ما النتائج المترتبة على ھذه التغیرات والانشطة؟
ونتج عن ھذه الأنشطة البشریة نفایات، لكنھا لم یكن لھا تأثیراً سلبیاً على البيئة وتعد ھذه المرحلة بدایة تفاعل الإنسان مع البیئة.
المرحلة الثالثة:
- تمتد ھذه المرحلة منذ بدایة الثورة الصناعیة في منتصف القرن الثامن عشر المیلادي وحتى منتصف القرن العشرین، حیث استخدم الإنسان الآلات لأغراض متعددة،
- فبدأ بحرق الوقود الحفري (الفحم والبترول) لتسییر وسائل النقل المختلفة، وخلال ھذه المرحلة أدت عملیة التصنیع الى ظھور مشكلات بیئیة متعددة وخطیرة كالتلوث بأنواعه.
- وھذه المرحلة ظھر فیھا التأثیر السلبي للإنسان على البیئة.
المرحلة الرابعة:
- ھى المرحلة التي نعیشھا الأن وتبدأ من النصف الثاني للقرن العشرین حتى الآن.
- وفي ھذه المرحلة ظھرت الحاسبات الإلكترونیة وتطورت وسائل الاتصال.
- كما تمیزت ھذه المرحلة بتعاظم تأثیر الانسان على البیئة، ما النتائج المترتبة على تعاظم تأثیر الانسان على البیئة؟
- ظھرت مشكلات بیئیة أكثر خطورة من المرحلة السابقة كاستنزاف الموارد الطبیعیة، والاحتباس الحراري، والتلوث النووي.
- وبدأ العالم یبادر بحلول ھذه المشكلات والعمل على الحفاظ على البیئة واستدامة ثرواتھا للأجیال القادمة.
وبناء على مراحل تفاعل الإنسان مع البیئة قام العلماء بتنظیر وتفسیر ذلك التفاعل وتلك العلاقات بین الإنسان والبیئة.
2. النظريات المفسرة لعلاقة الإنسان بالبيئة:
ظھرت عدید من النظریات التي تفسر العلاقة بین الإنسان والبیئة ھیا بنا نتعرفھا.
أ. النظرية الحتمية البيئية (الحتمية الجغرافية):
1. تقر ھذه النظریة أن الإنسان یخضع للبیئة فھي تسیطر علیه ولیس العكس فالبیئة بما فیھا من مناخ وغطاء نباتي وحیاة حیوانیة تؤثر على الإنسان وتحتم علیھ أنشطته الاقتصادیة وعلاقاته التجاریة.
النقد الموجه لتلك النظرية:
تعرضت النظریة للنقد حیث تجاهلت التطور التكنولوجي ودوره في الحد من العوائق البيئية.
أید صحة العبارة التالیة تجاھلت النظریة الحتمیة التطور التكنولوجي ودوره في الحد من العوائق البیئیة؟
والدلیل على ذلك أن بعض البلدان التي یفرض موقعھا الجغرافي علیھا العزلة مثل الیابان أصبحت بفضل التقدم التكنولوجي الھائل وتطور وسائل النقل والمواصلات والاتصالات غیر معزولة عن العالم، وبالتالي ظهرت النظرية المضادة للحتمية وهي النظرية الإمكانية.
ب. النظرية الإمكانية أو الاحتمالية:
تقوم فلسفتھا على أن الإنسان یؤثر على البیئة بشكل كبیر، وتؤكد على إیجابیة الإنسان لأنھ یملك إرادة فعالة مؤثرة لیس فقط فیما یتخذه من قرارات في كل مجالات حیاته، وإنما له تأثیراً كبیراً على بیئته أیضاً، دلل على صحة ذلك؟
وخیر مثال على ھذه القدرات الإنسانیة؛ الحضارة المصریة القدیمة، حیث نجح الإنسان في السیطرة على نھر النیل من خلال إقامة الجسور ومشروعات الري، وحدیثا بناء السد العالى.
النقد الموجه لتلك النظرية: تعرضت النظریة للنقد بسبب المغالاة في أھمیة دور الإنسان الذي یصل فیه إلى السیادة والتحكم في بیئته، مما نتج عنه مشكلات عدیدة بفعل ھذه السیادة شبه المطلقة مثل مشكلات التلوث وتآكل طبقة الأوزون والتصحر والتي أدت إلى مشكلة عالمیة وھي "عدم التوازن البیئي".
ج. النظرية التوافقية:
تعد النظریتان السابقتان على طرفي نقیض لذا ظھرت نظریة ثالثة بینیة تقوم بدور الوساطة بین كل من الحتمیة والإمكانیة وھذه النظریة لا تؤمن بالحتمیة المطلقة أو الإمكانیة المطلقة وإنما تؤمن بتأثیر الإنسان على البیئة وتأثره بھا.
النظام البيئي:
وضع الله سبحانه وتعالى للكون الذي نعیش فیه دورة حیویة تتسم بالدقة والتوازن، وتستمر الحیاة في عالمنا بفضل سلسلة من التحولات والتفاعلات بین عناصر البیئة المحیطة، وبالتالي لابد من التعرف على:
النظام البيئي: والذي یمثل منطقة متكاملة تتكون من كائنات حیة ومكونات غیر حیة موجودة في مكان معین، تتفاعل مع بعضھا البعض، وفق نظام دقیق ومتوازن في دینامیكیة ذاتیة، لتستمر في أداء دورھا لاستمراریة الحیاة.
مدخلات ومخرجات النظام البيئى:
یشمل النظام البیئي عدة عناصر تدخلھ في صورة وتسمى «مدخلات» وتمر بعدة عملیات، وتخرج منه بصور مختلفة وتسمى «مخرجات».
ولكي یحیا الإنسان بمستوى صحي عال، ودون المساس بحقوق الأجیال القادمة من الموارد الطبیعیة لابد من الحفاظ على البيئة وتحقيق التوازن البيئي.
ب. التوازن البيئي:
یعد التوازن البیئي من أھم خصائص النظام البیئي، ویقصد به بقاء مكونات وعناصر البیئة الطبیعیة على حالتھا دون إخلال، ولكن یتعرض النظام البیئى لعدة عوامل تؤدي إلى تغییر بعض عناصرھا مما یؤدي إلى اختلال ھذا التوازن فمتى یختل التوازن البیئي؟
یختل التوازن البیئي عندما یبدأ الإنسان في تغییر بعض مكونات أو عناصر تلك البیئة عن شكلھا الطبیعي.
وتتمثل مظاهر تدخل الإنسان في البيئة فيما يلي: (اسباب اختلال التوازن البيئي):
- الثورة الصناعیة وما ترتب علیھا من نتائج سلبیة كزیادة معدلات التلوث.
- واستنزاف بعض الموارد الطبیعیة ( المیاه التربة).
- الصید الجائر للطیور والحیوانات البریة والإفراط في استخدام المبیدات والأسمدة.
- عملیات التعدین وقطع الغابات أدى إلى ارتفاع درجة حرارة العالم مما یؤدي إلى تغیرات مناخیة لھا تداعیات سلبیة على كل عناصر النظام البیئي.
- إدخال كائن حي أو إخراجه من بیئة ما أو القضاء علیه.
ما دور جغرافیة التنمیة فى المحافظة على البیئة؟
وهنا يظهر دور جغرافية التنمية في:
- رصد التعدیات البیئیة وأشكال اختلال التوازن البیئي وأسبابه.
- تمھیداً لوضع خطط وسیاسات تنمویة شاملة تھدف إلى حمایة البیئة ومواردھا من التلوث وإعادة التوازن البیئي، بھدف الحفاظ على حقوق الأجیال القادمة فیھا وذلك من خلال:
- نشر الوعي البیئي لدى أفراد المجتمع بمختلف فئاته.
- وضع استراتیجیات لحمایة البیئة من التدھور (مثل إنشاء المحمیات الطبیعیة).
- تفعیل نتائج وتوصیات المؤتمرات العالمیة للبیئة.
- یؤثر اختلال التوازن البیئي سلباً على الموارد.
ثانياً: الموارد:
یتكون النظام البیئي من عدة عناصر متنوعة تمثل موارد نافعة للإنسان.
المورد: ثروة اكتشفھا الإنسان وأدرك أھمیتھا وتمكن من استغلالھا.
تصنيف الموارد:
تم تصنیف الموارد وفقا لثلاثة أسس یلخصھا الشكل التالي:
وهنا تتجلى القيمة النفعية لجغرافية التنمية في تقييم ومتابعة أساليب استخدام الموارد بأنواعها، كما تهتم بالحفاظ عليها واستثمارها بشكل يشبع حاجة الشعوب في الحاضر والمستقبل.