قصة: الكنيسة نورت - ابراهيم أصلان
التعريف بالكاتب:
إبراهيم أصلان ولد بمحافظة الغربية، ونشأ وتربى في القاهرة في حي إمبابة، من أهم أعماله "بحيرة المساء" "ورددية ليل " أما رواياته فهي "مالك الحزين"، " حجرتان وصالة " "عصافير الجنة "
حصل إبراهيم على عدد من الجوائز منها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام
جو النص:
النص يعرض صورة رائعة عن عراقة اللوحة الوطنية بين أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين.
اللغويات:
مكشوفا: ظاهرا ـ مصوبة: مسددة ـ أهالي: يقصد سكان م أهل ـ طافحا: ممتلئا ـ مثقلا: محملا ـ الحصر م حصيرة ما يجلس عليه ـ طميه: ما بحمله ماء النهر من طين ـ الفوار: الثائر ـ يتسامرون: السمر الحديث ليلا ـ النحيلة: الرفيعة ـ حوائجهم م حاجة ـ نهلل: نصيح × نسكت ـ تجاورنا: تسكن بجوارنا ـ تزيين: تجميل ـ التصاقا: التحاما × انفصالا ـ صدى: رجع الصوت ج أصداء ـ الرابض: المقيم ـ حجبتها: سترتها ×كشفتها ـ يبين: يظهر × يختفي.
الشرح:
- عبر إبراهيم أصلان عن عراقة الوحدة الوطنية بين أبناء مصر في سيمفونية عذبة وبريشة مصور فنان استطاع الكاتب رصد " الحالة الوطنية " التي تداخل فيها النسيج الإسلامي المسيحي بصورة رائعة مع قدوم شهر رمضان المبارك حيث يهنئ المسيحيون أشقاءهم المسلمين بقدوم الشهر الفضيل على طريقة إدوار الخراط مع الكاتب إبراهيم أصلان.
- و من خلال قدرته على التصوير رسم صورة أهالي إمبابة و شواطئ النيل الممتدة و مغادرة الحوارى و حمل الحصر والأواني ولعب الأولاد وساعات السمر و شرب الشاي و جمع الحوائج ساعة السحور ثم العودة إلى البيوت ثم يأتي ذكر عائلة العم منصور المسيحي بحكم الجوار في البيت وإسهام الإخوة المسيحيين في تزيين الحارة و المشاركة بقروشهم في شراء أدوات الزينة و إصرارهم على الإفطار مع الأذان و تبادل ألواح الصاج التي يرص عليها الكعك و البسكويت و الغريبة و تبادل حملها إلى الفرن القريب ليظل الصبية مسلمين و مسيحيين معا ينتظرون حتى الصباح ليعود كل منهم بألواحه ثم يبدأ تبادل الزيارة يوم العيد.
- هذه المشاهد لا تفارق ذاكرة الكاتب وذاكرة أبناء جيله، خاصة لحظة انتظار مدفع الإفطار على شاطئ النهر الخالد بإنحناءاته تحت كوبري إمبابة، وداخل الانحناءة كان مدفع رمضان لا يظهر منه شيء ولذا كانت أنظار الصبية تتجه إلى النهر والمبنى شبه المختفي وراء الأشجار في حي الزمالك حيث تضاء نوافذه عبر الفروع وليتهلل الجميع في غناء جماعي موقع " الكنيسة نورة ... الكنيسة نورت " ومع نور الكنيسة ينطلق مدفع الإفطار وينطلق دخانه الكثيف الأبيض.
- وهنا يسأل صديقه إدوار الخراط عن تلك الكنيسة فيجيبه بأنها كنيسة العذراء بالمرعشلي بالزمالك.
التذوق:
1. يغادرون.. ويعودون: طباق يوضح المعنى ويقويه.
2. (يغادرون الحواري، وهم يحملون الحصر والأواني) ـ (الأولاد يلعبون، وهم يتسامرون) : سجع يعطي نغمة موسيقية جميلة تطرب لها الأذن.
3. انت عائلة العم منصور المسيحي تجاورنا سواء في البيت أو في قعدة الشاطئ: كناية عن التسامح الديني، وسر جمال الكناية الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم.
4. تزيين الحارة: استعارة مكنية: صور الحارة فتاة تتزرن " تشخيص ".
5. ولا يفطرون إلا مع الآذان: قصر للتوكيد والتخصيص، وهي كناية عن مراعاة مشاعر المسلمين.
6. ومن أكثر صور تلك الأيام التصاقا بذاكرتي: استعارة مكنية صور الصور والذاكرة بأشياء مادية تلتصق " تجسيم ".
7. وكان الشاطئ الممتد ينتهي بانحناءة: استعارة مكنية صور الشاطئ بإنسان ينحني " تشخيص ".
8. مدفع رمضان الرابض: استعارة مكنية صور مدفع رمضان بوحش ينتظر وقت تحركه " توضيح ".
9. كانت عيوننا مصوبة في ترقب: استعارة مكنية صور العيون بأسلحة تصوب " توضيح ".
10. مبنى شبه مختف وراء الأشجار: استعارة مكنية صور المبنى بشخص يختفي بين الأشجار " تشخيص ".
11. تضاء نوافذه النحيلة: استعارة مكنية صور النوافذ بشخص رفيع نحيل الجسد " تشخيص ".
12. الفروع والأغصان: إطناب بالترادف للتوكيد.
13. ونرى دخانها الكثيف الأبيض وهو يغادر مخبأه: استعارة مكنية صور دخان طلقة المدفع إنسانا مختبئا قرر الظهور" تشخيص ".
14. لا يوجد بها إلا كنيسة: قصر للتوكيد والتخصيص.
15. لم أعد أراها.. حجبتها: إطناب بالترادف للتوكيد.
التعليق:
- القصة القصيرة شكل فني يميز بإحكام البناء محدودة الشخصيات. قليلة الأحداث، التعبير فيها غاية الإيجاز، فكل عبارة لها دلالتها، فهذا القصة مكونة من كلمتين (الكنيسة نورت) تحمل رسالة القاص في إيجاز وتوكيد وإيماء بالغ تاركة انطباعاً لدى المتلقي عن المشاركة الوجدانية في الاحتفال برمضان ثم تتوالى الدلالات المعبرة عن طبيعة الشخصية المصرية والعادات والتقاليد التي تجمع بين المصريين جميعاً دون النظر إلى أية اعتبارات.
- وتميزت القصة بمحدودية الشخصيات والأحداث فالمحرك الأساسي للأحداث وهو الراوي وتظهر في نهاية القصة شخصية صديقه.