الفصل الأول: النمو - تعريفه ومبادئه والعوامل المؤثرة فيه
أولاً: تعريف النمو:
" سلسلة التغيرات التي تحدث للكائن الحي منذ لحظة الحمل وحتى الشيخوخة في الجوانب الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية واللغوية والخلقية ".
ويتضح مما يتضمنه التعريف السابق أن النمو:
- سلسلة متصلة تبدأ منذ لحظة الحمل ثم الطفولة والمراهقة والشباب والرشد والشيخوخة.
- يشمل الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية واللغوية وهذه الجوانب متفاعلة مع بعضها البعض.
ثانياً: مبادئ عامة للنمو: (قوانين النمو):
1. النمو يسير من العام الى الخاص:
تتحول الحركة من حركة عامة إلى حركة خاصة.
مثال: فالطفل يحاول أن يحرك جسمه كله ليلتقط شيئا أمامه ثم يتعلم بعد ذلك كيف يحرك يديه فقط.
مثال: ويكون مشى الطفل في البداية حركة غير منتظمة لكل أجزاء جسمه، وبعدها تأخذ شكلاً منسقاً.
مثال: وحينما يريد الطفل أن يلتفت إلى مصدر صوت ما فإنه يحاول الالتفات بكل جسمه
2. النمو تغير مستمر:
- يقوم على التفاعل بين كائن عضوي بيولوجي ورث كثيرا من الاستعدادات وما يتعرض له من مؤثرات بيئية مادية ونفسية واجتماعية.
- لا يتوقف النمو عند مرحلة الطفولة بل مع امتداد الزمن ينتقل من مرحلة إلى أخرى، مكتسبا كل ما يؤهله للنضج لهذه المرحلة.
3. توجد فروق فردية بين الأفراد في معدلات النمو:
- الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي.
- بل توجد فروق داخل الفرد الواحد فربما سرعة النمو الجسمي لا تساير النمو العقلي أو الاجتماعي أو الانفعالي.
4. تميل جوانب النمو المختلفة الى الارتباط ببعضها:
- فمن ينخفض ذكاؤه يتأخر في المشي والكلام.
- يلاحظ أن الطفل الذكي كثير ما يكون متقدما في النمو الاجتماعي والانفعالي.
5. تختلف سرعة النمو من مرحلة الى أخرى:
إذ يكون النمو الجسمي سريعاً في المرحلة الجنينية والطفولة المبكرة والمراهقة، بينما بطيئاً في الطفولة المتأخرة وفى الرشد.
6. يسير النمو في اتجاهات طولية واتجاهات عرضية:
فالنمو يسير في اتجاه محورين متعامدين أحدهما
طولي يبدأ من أعلى الراس ويتجه إلى آخر القدم، والآخر عرضي يتجه من منتصف الصدر الى الاطراف.
ثالثاً: العوامل المؤثرة في النمو:
1. الوراثة:
- الوراثة هي انتقال الصفات الوراثية من الوالدين إلى الأبناء.
- ويتم ذلك عن طريق الموروثات أو الجينات Genes التي تحملها الكروموسومات Chromosomes التي تحتويها البويضة المخصبة بالحيوان المنوي بعد عملية الإخصاب.
- ومن المعروف أن الخلية الإنسانية تتكون من جدار وبروتوبلازم، والبروتوبلازم يحتوي على سيتوبلازم ونواة، ويوجد داخل النواة الشبكة الكروماتينية المكونة من خيوط رفيعة يطلق عليها الكروموسومات التي تحمل الجينات، والتي تحدد جميع الصفات الوراثية للكائن الحي.
2. الغدد:
الغدد أعضاء داخلية في الجسم، تتكون من مجموعة من الأنسجة التي تتألف من خاليا عصبية وخاليا عضلية.
ويحتوي الجسم على مجموعتين من الغدد وهما:
- الغدد القنوية: وهي غدد لها قنوات خاصة تسير فيها إفرازاتها، ومن أمثلتها: الغدد الدمعية، والغدد اللعابية، الغدد العرقية، والغدد الدهنية، وغدة البروستاتا.
- الغدد اللاقنوية: وتطلق إفرازاتها المواد الكيميائية تسمى الهرمونات (في الدم مباشرة).
س: ترتبط وظائف الغدد الصماء ارتباطاً وثيقاً بوظائف أجهزة الجسم المختلفة علل؟
- تساهم في نمو الجسم وضبط السلوك الانفعالي.
- والتوازن في إفرازات هذه الغدد تجعل الفرد شخصاً سليماً.
- والاضطراب في إفرازاتها يؤدى إلى الاضطرابات النفسية والجسمية.
- هذا الأمر الذي يؤدى إلى سوء التوافق النفسي والاجتماعي واضطرابات الشخصية.
أهم الغدد اللاقنوية او الصماء ما يلي:
أ. الغدة النخامية:
- تقع أسفل سطح المخ في منتصف الرأس عند قاعدة المخ.
- ويفرز الفص الأمامي هرمون النمو الذي يبدأ عمله منذ الشهور الأولى في حياة الجنين.
- ونقص هذا الهرمون في الدم قبل البلوغ يعوق نمو العظام، فيتحول الطفل إلى قزم، وزيادة إفراز هذا الهرمون في مرحلة البلوغ تؤدى إلى نمو سريع وشاذ في عظام الجذع والأطراف.
ب. الغدة الدرقية:
- تفرز هرمون الثيروكسين Thyroxin الذي يضبط عملية تحويل الطعام إلى طاقة ويمد الخلايا بالحرارة اللازمة.
- ونقصه يؤدى إلى الشعور بالبرودة بصفة دائمة وبالدوخان أحياناً وعدم النشاط وقلة الرغبة ففي العمل وبطء التنفس وضعف الرغبة الجنسية وقلة الرغبة في الطعام وبطء ضربات القلب أما إذا ذاد إفرازها ونشاطها عن الحد العادي أو عن القدر المطلوب للجسم من هرمون الثيروكسين؛ فقد يعاني الفرد الذي يزداد لديه نشاط الدرقية وافرازها عن المعدل العادي من العصبية وعدم الاستقرار في ضربات القلب وصعوبة التنفس وكثرة الحركة ونحو ذلك.
3. الأسرة:
- -إذا كانت العالقات بين الطفل ووالديه تتسم بالحب، والقبول والثقة والاحترام فهذا يجعل الطفل يتقبل ذاته ويتقبل الآخرين ويثق فيهم.
- في حين نجد أن العالقات التي تسودها الحماية الزائدة والإهمال أو التسلط أو السيطرة أو التهاون أو الرفض تؤدى إلى زيادة اعتمادية الطفل، وشعوره بعدم الثقة والعجز والنقص،
4. الغذاء:
- حيث أنه يساعد في إعطاء الجسم الطاقة اللازمة له.
- كما يساعد في بناء خاليا الجسم وتعويض التالف منها.
- بالإضافة إلى أنه يسهم في وقاية الفرد من الأمراض الناتجة عن النقص الغذائي.
- يجب أن يتناسب الغذاء مع طبيعة المرحلة التي يمر بها الفرد، وفى كل الحالات يفضل أن يتناول الفرد وجبات غذائية تحتوي على كل العناصر المطلوبة للنمو.
5. رياض الاطفال ودور الحضانة:
- تعد الروضة المعبر الذي ييسر انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة.
- كما أنها المكان الذي يظهر فيها فروق التنشئة الاجتماعية الخاصة لتتحول إلى تنشئة اجتماعية عامة.
- لذلك فهي سلطة مؤثرة في تشكيل نمط التطور البشري.
- كما تعد خبرة الذهاب إلى الروضة من أهم التغيرات الاجتماعية التي يواجهها الطفل في سبيل تحقيق نضجه الاجتماعي، فالروضة تسهم في اتساع عالم الطفل الاجتماعي الذي يزيد صلته بأشخاص.
6. المدرسة:
- هي تلك المنظمة الرسمية التي كفلها المجتمع بحكم تطور الحياة وتعقدها.
- وأوكل إليها مهمة تربية النشء وتعليمهم بشكل ثقافي مقصود وفقاً لنظم معينة.
- ومن خلال نقل الثقافة، واكتسابهم أنماط السلوك والتفكير، وتكوين العادات والاتجاهات الاجتماعية.
- وتعد المدرسة حلقة وسطى بين الأسرة بنطاقها الضيق والحياة الاجتماعية بنطاقها الواسع.
7. جماعة الرفاق:
- هي الجماعة التي تتكون من مجموعة من الأفراد المتقاربين في السن أو المستوى الدراسي أو في السكن أو الميول والاتجاهات ... وغيرها، ويربط بينهم مجموعة من الروابط العاطفية والاجتماعية، وهذه الجماعة بنظامها وتقاليدها وتتضح أهمية جماعة الرفاق في التوافق النفسي والاجتماعي في كل مراحل الحياة بصفة عامة، وفى الطفولة والمراهقة بصفة خاصة، لما تمثله من مصدر للصحبة والنصيحة والترفيه والمساعدة عند الأزمات.
- كما أن شعور الطفل أو المراهق بأنهما مرفوضان من جماعة الرفاق يترتب عليه الشعور بالوحدة النفسية وازدياد مشاعر الاكتئاب وانخفاض قيمة الذات.
8. وسائل الاعلام:
- تعد وسائل الإعلام امتداداً لدور الأسرة في التنشئة.
- وتزداد أهمية وسائل الإعلام في ظل الثورة التي أصبحت تعرف الآن باسم ثورة المعلومات ليس من حيث تنوع أساليب الاتصال ويسر استخدامها فحسب، ولكن من حيث الكم الهائل من المعلومات التي تقدمها بالإضافة إلى التناقض والتضارب في اتجاهات هذه المعلومات وما تتبناه من قيم إيجابية أو سلبية أو ايديولوجية متعارضة بل ومتناقضة أحياناً.
9. الانترنت والكمبيوتر (الحاسب الآلي):
- إذا كان العصر الراهن هو عصر الثورة العلمية التكنولوجية وعصر المعلومات والانفجار المعرفي، ودخول الحاسبات الآلية إلى كل مجالات النشاط في السياسة والاقتصاد والاعلام والخدمات فإن تعلم الطفل والمراهق وتنشئتهما قد تأثرت كثيرا بهذه الثورة المعلوماتية.
- إلا أن هناك بعض المخاطر تتطلب تقنين استخدامه بالنسبة للأطفال وهذه المخاطر منها:
- صعوبة التحقق من مدى صحة ودقة المعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت.
- الدخول إلى غرف الاتصال حيث يتبادلون الحديث مع أشخاص غرباء لا يعرفونهم.
- استهلاك ساعات طويلة من الوقت مما يقلل من تفاعلهم الاجتماعي ويؤثر على نموهم النفسي.
- عندما يقل التواصل الاجتماعي مع الآخرين يصبح الطفل أكثر عرضة للشعور بالوحدة النفسية والاكتئاب.