الفصل الرابع: أساليب حل الصراعات ومواجهة الاحباطات
أولاً: الأساليب المباشرة:
يستطيع معظم الناس التغلب على مواقف الاحباط والصراع من خلال:
1. بذل الجهد لإزالة العائق والوصول الى الهدف:
إن أول طريق مباشرة للتغلب على مواقف الإحباط والصراع، وما يتضمنه من عوائق تحول دون إشباع الدوافع أو الوصول إلى الأهداف هي:
القيام بعمل جدي، ومضاعفة الجهد لإزالة هذه العوائق، فالطالب الذي يرسب في الامتحان يحاول أن يزيد من مجهوده في استذكار دروسه حتى ينجح في الامتحان عند إعادته ويتفوق فيه.
2. البحث عن طرق أخرى للوصول الى الهدف:
- إذا وجد الشخص أن الطريقة التي يستخدمها للوصول إلى الهدف ال تؤدى إلى ذلك بالرغم مما يبذله من جهد ونشاط.
- فإنه يبدأ في البحث عن طريقة أخرى تؤدى إلى ذلك.
- فالطالب في المثال السابق قد يلجأ إلى تغيير عاداته في الاستذكار، وهذه الطريقة لا تصلح إلا إذا كان العائق خارجياً أو كان ناجماً عن عيوب شخصية يمكن تفاديها وعلاجها.
3. استبدال الهدف بغيره:
- إذا فشل الشخص في التغلب على الإحباط والصراع والوصول إلى الهدف بإحدى الطريقتين السابقتين فإنه حينئذ قد يلجأ إلى طريقة ثالثة وهي تغيير الهدف نفسه، وإحلال هدف آخر يسهل الوصول إليه محله.
- تتوقف كفاءة هذه الطريقة على نجاح الهدف الجديد عند إحرازه بإشباع الدافع أو الحاجة، لنفرض أنك كنت تتهيأ للعب كرة قدم؛ فأمطرت السماء واضطررت إلى البقاء في المنزل، وأخذت تشاهد التليفزيون، فإذا كان هدفك من لعب كرة القدم مرتبطاً برغبتك في التسلية وقضاء وقت الفر غ؛ فإن الهدف البديل كان وهو مشاهدة التليفزيون يمكن أن يشبع هذه الحاجة اما إذ كان لعب كرة القدم هدفاً للحاجة الى التقدير فإن مشاهدة التليفزيون لن تكون هدفاً بديلاً.
4. استخدام أسلوب حل المشكلة:
- يمكن للشخص الذي يعاني من خبرة الإحباط أو الصراع أن يلجأ إلى طرق مباشرة للوصول إلى الهدف وتحقيق التوافق وهي أسلوب حل المشكلة.
- وتتطلب هذه الطريقة أن يحاول الشخص جمع أكبر قدر من المعلومات عن الهدف الذي يسعى إليه، أو الأهداف المتصارعة لديه.
- ثم يجرب عمليات التحليل المعتادة في سلوك حل المشكلة، ويجرى الوصول إلى الهدف ليتعرف على عواقبه وتوابعه، وقد ينتهي به ذلك إلى قبول الهدف أو التخلي عنه.
ثانياً: الأساليب غير المباشرة:
إذا فشلت الأساليب المباشرة في التغلب على الإحباط أو الصراع.
فإن حالة التوتر النفسي الناشئة عنهما تستمر لفترة طويلة على نحو يسبب للشخص كثيرا من القلق والألم والضيق، ولذلك يتلمس الشخص بعض الطرق غير المباشرة لتخفيف حدة التوتر من خلال:
الحيل الدفاعية ومنها:
1. الكبت:
الكبت هو نوع من النسيان اللاشعوري يسعى المرء، بطريقة ال إرادية إلى إبعاد الدوافع غير المقبولة والذكريات المؤلمة أو المشينة أو المخيفة عن دائرة الشعور والوعي، واخفائها في اللاشعور، والتي تظهر فيما بعد في شكل أحالم النوم، الهفوات وذالت اللسان.
مثال: استبعاد الطفل لمشاعر العدوانية تجاه أبيه عندما يعنفه بشده.
2. الإعلاء التسامي:
هو تحويل الطاقة النفسية المتعلقة بأحد الدوافع أو الأهداف غير المقبولة اجتماعيا وتوجيهها إلى نشاط اجتماعي مقبول ومفيد، فالدافع الجنسي مثال يمكن عالجه بالنشاط الأدبي والفني والرغبات العدوانية يمكن أن تتسامى من خلال بعض الأنشطة الرياضية. مثل محمد علي كلاي الملاكم.
مثال: ممارسة رياضة الملاكمة والكاراتيه هي إعلاء للغريزة العدوانية في شكل مقبول اجتماعياً.
3. التعويض:
التعويض هو حيلة دفاعية الشعورية يلجأ إليها الفرد لتخفيف حدة التوتر الناجم عن خبرة الإحباط أو الصراع وما يصاحبها من شعور بالنقص أو إحساس بالفشل، وهو نوع من تغيير الأهداف إلا أنه في حالة التعويض يكون لاشعوري.
مثال: فشل الفرد في مجال معين يعوضه في مجال آخر.
4. التبرير:
التبرير هو محاولة الشعورية لإعطاء أسباب تبدو مقبولة اجتماعيا، أو معقولة منطقياً على الرغم من أنها بالفعل غير سليمة.
مثال: الطالب الذي يبرر عدم إنجازه لواجباته بالمرض.
5. الإزاحة الإحلال او النقل:
الإزاحة حيلة دفاعية يلجأ إليها الشخص لنقل الانفعالات من معانيها الأصلية غير المقبولة إلى معان أخرى قبولاً بديلة تكون أكثر لدى الشخص، وقد تتخذ الإزاحة صورة النقل من أشياء أو أشخاص معينين إلى أشخاص أخرين.
مثال: الموظف الذي يغضبه رئيسه قد ينقل غضبه إلى زوجته أو أبنائه.
6. الإسقاط:
الإسقاط حيلة أخرى يلجأ إليها الإنسان حين يلصق عيوبه او فشله بالآخرين، وهو بذلك وسيلة لإنكار وجود أن ينسب المرء إلى شخص آخر مسئولية الأفعال التي يود أن هذه العيوب أو الأخطاء فيه، ومن الإسقاط أيضا يبرأ منها.
مثال: الشخص الذي يشعر بالكراهية نحو شخص آخر قد يسقط ذلك عليه، ويدركه على أنه يضمر له العداء.
7. التقمص التوحد:
حيلة التقمص هي عكس حيلة الإسقاط، وفيها يسعى المرء إلى خفض التوتر النفسي الناجم عن الإحباط والصراع عن طريق التحلي ببعض الصفات والخصائص التي يتسم بها شخص آخر، أو عن طريق التوحد الوجداني مع هذا الشخص، ومن ذلك توحد الطفل الصغير مع والده أو الطالب مع أستاذه.
8. النكوص:
النكوص هو ارتداد إلى بعض أساليب التوافق القديمة التي كانت تشبع رغبات الشخص وتحقق أهدافه في مرحلة سابقة من مراحل نموه، على الرغم من أنه يكون قد تعدى هذه المرحلة.
مثال: عودة الطفل إلى التبول اللاإرادي حين يلاحظ انصراف اهتمام والديه إلى شقيقه المولود حديثا ويعتبر النكوص في هذه الحالة حيلة الشعورية لجذب انتباه الوالدين إليه.
9. الإنكار:
تظهر هذه الحيلة في صورة رفض الشخص الاعتراف بأنه في حالة إحباط أو صراع.
مثال: شعور التاجر بالرضا على الرغم من أن تجارته تنهار ويكاد يفلس.