الفصل الأول: النظرية الاجتماعية بناؤها ووظائفها
بم تفسر للنظرية العلمية مكانة متميزة في البحث العلمي وضح ذلك؟
- سواء أكان موضوع هذا البحث ظاهرة طبيعية أم ظاهرة إنسانية.
- ويعلق عليها عدد من الباحثين أهمية خاصة في تحديد "هوية" أي علم من العلوم.
- تمثل النظرية البوصلة بالنسبة لربان السفينة فبدونها ال يوجد موجه للباحث في جمعه للوقائع الاجتماعية، وبالتالي يتخبط في جمع معلوماته بحيث تأتي غير مترابطة ثم يعجز في النهاية عن إضفاء معنى عليها أو تفسيرها.
أولاً: تعريف النظرية في علم الاجتماع:
النظرية عبارة عن نسق من المعرفة التي تتسم بالتعميم وتفسر الجوانب المختلفة للواقع.
س: تختلف النظرية العلمية عن غيرها من النظريات الرياضية دلل على ذلك؟
- أنها تخضع للتحقق من صدقها عن طريق الملاحظة الأمبيريقية (التجريبية).
- كما أنها تساعد العلماء في الوقت نفسه على اكتشاف قوانين جديدة، أو وضع فروض الاختبار صدقها.
ثانياً: بناء النظرية في علم الاجتماع:
تتكون النظرية من العناصر الآتية:
- الشكل الأساسي.
- مجموعة من التصورات.
- مجموعة من الأحكام (البديهيات، والقضايا، والفروض) تتعلق بالعالقة المنطقية بين هذه المفاهيم.
- التعريفات الإجرائية ابتداء من الفروض، والمتغيرات، والمؤشرات.
- المنهج المستخدم الاختبار العالقات بين الفروض
- تحليل البيانات.
- تفسير النتائج.
- تقييم البناء المنطقي المنهجي التجريبي للنظرية في ضوء تحليل البيانات وتفسيرها.
ثالثاً: وظائف النظرية في علم الاجتماع:
وتتمثل وظائف النظرية في علم الاجتماع في:
1. تحديد الاتجاه الأساسي للعلم (وضح ذلك في ضوء ما درست)؟
عن طريق تحديد نوع المادة أو الوقائع التي يجب جمعها عن الظاهرة المدروسة.
مثال: فلو كانت الظاهرة موضوع الدراسة مثلاً هي كرة القدم.
فإن النظرية الاقتصادية سوف توجه العالم لجمع حقائق عن أنماط العرض والطلب التي تتصل بتسويقها، أما النظرية الاجتماعية فهي توجه العالم لجمع حقائق تتعلق بالأنشطة الاجتماعية المتصلة بالكرة، ونوعية التنظيمات الاجتماعية الخاصة بهذا النشاط وهكذا.
2. تقديم إطار تصوري يسترشد به العالم عند جمعه للحقائق فسر ذلك؟
وهذا الإطار يساعد العالم على إدراك ما بين الوقائع من عالقات ويرشده إلى نوعية الوقائع التي يتعين عليه جمعها.
3. تلخيص الوقائع وتلخيص العلاقات بينها بين ذلك؟
إن كل قانون، أو فرض، أو مفهوم تتضمنه النظرية ليس لعدد إلا تلخيصاً لا نهاية له من الملاحظات التي قام العلماء بإجرائها.
مثال: فمفهوم الخلية الحية مثلاً يلخص في كلمة واحدة ملاحظات عديدة أجريت عن شكل أو صورة معينة من المادة.
4. التنبؤ بالوقائع:
إذا كانت النظرية تلخص الوقائع وتقرر وجود نظام عام يربط بين الملاحظات التي يتوصل إليها العالم فإنها تصبح أيضاً تنبؤات بما سيحدث في المستقبل.
فقولنا مثلاً: إن المعادن تتمدد بالحرارة يعنى في الوقت نفسه أنه إذا لم تترك مسافات مناسبة بين قضبان السكك الحديدية فإنها سوف تتقوس نظراً لتمددها.
وقولنا مثلاً: بأن إن البعوض ينقل مرض الملاريا يعنى في الوقت نفسه تنبؤا نسبة هذا المرض ستقل إذا ً ردمنا البرك والمستنقعات التي يتوالد فيها البعوض وهكذا.
5. تحديد أوجه النقص في معرفتنا:
- إننا لا نستطيع أن نعرف ما ينقصنا في أي مجال الا إذا عرفنا أولاً ما هو متوفر لدينا.
- وإذا كانت المعرفة المتوفرة لدينا كثيرة؛ فإنه يصعب علينا أن نعرفها جيداً.
- ولما كانت النظرية تلخص، وتنظم المعرفة المكتسبة؛ فإنها تساعدنا على التعرف على ما ينقصنا من معرفة،
- وبالتالي ترشدنا إلى الجوانب التي يجب أن نركز بحثنا عليها.
6. النظرية تقوم بمهمة ترشيد التطبيق:
بمعنى أن العلماء يدرسون ظواهر الكون ويحاولون التوصل إلى القوانين التي تحكمها من أجل استخدام نتائج دراساتهم في التعامل مع الطبيعة والسيطرة عليها.
والنظرية العلمية بما أنها تلخيص لكل الحقائق التي اكتشفها العلماء.
فهي تقوم بمهمة ترشيد أي توجيه التطبيقات العلمية في مجالات الحياة المختلفة.
فقوانين الطفو مثلاً: ساعدت على بناء السفن وقوانين الجاذبية ساعدت على بناء الطائرات، وهكذا.
رابعاً: نماذج من بعض النظريات في علم الاجتماع:
يوجد العديد من النظريات الاجتماعية منها على سبيل المثال النظرية البنائية الوظيفية، التفاعلية الرمزية، نظرية الصراع، المادية التاريخية وفيما يلي نعرض للنظرية البنائية الوظيفية كمثال.
تعريف النظرية البنائية الوظيفية في علم الاجتماع:
إن البنائية الوظيفية قد استخدمت بعدة معاني في علم الاجتماع وهي:
- الإسهام الذي يقدمه الجزء للكل قد يكون المجتمع أو الثقافة وهذا هو المعنى الذي استخدمه دوركايم،
- الإسهام الذي تقدمه الجماعة إلى أعضائها، أو الإسهام الذي يقدمه المجتمع الكبير للجماعات الصغيرة التي يضمها.
- تستخدم للإشارة إلى دراسة الظواهر الاجتماعية بوصفها عمليات، أو آثار لأبنية اجتماعية مثل أنساق القرابة أو الطبقة.
إن الافتراضات الأساسية للنظرية البنائية الوظيفية يمكن تلخيصها في:
- يجب تحليل المجتمعات تاريخياً على أنها أنساق ذات أجزاء متداخلة.
- إن علاقات السبب والنتيجة متكررة.
- إن الأنساق الاجتماعية هي في حالة توازن ديناميكي.
- إن التكامل التام لا يمكن حدوثه ألن كل نسق اجتماعي له انحرافاته ولكنه أخيراً يميل إلى أن يكون متعادلاً.
- إن التغير هو عملية توافقية بطيئة في الأساس.