الفصل الثاني: الثقافة من منظور علم الاجتماع
الثقافة في منظور علم الاجتماع:
تنطوي الثقافة على دلالات تعكس شكل العلاقات الاجتماعية، ويكتسبها الفرد أثناء عملية التنشئة الاجتماعية، وهي بذلك تعد أسلوب حياة بمعنى أنها الوسيلة التي يمارس المجتمع من خلالها طقوسه الاجتماعية اليومية، وتتضمن آداب الحديث والعادات والمأكل والملبس ... إلخ.
أولاً مفهوم الثقافة:
الثقافة ي ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعارف، والمعتقدات، والفنون، والآداب، والاعراف والقوانين وغير ذلك من انجازات الإنسان كفرد، أو كمجتمع.
وقد عرفت منظمة اليونيسكو الثقافة بانها "جميع معارف الإنسان المتعلقة بالطبيعة والمجتمع".
ثانياً: الرؤى المتعلقة بالثقافة:
- الثقافة كمعرفة فالثقافة هي عبارة عن تراكم للمعلومات.
- الثقافة كبناء من المفاهيم الأساسية التي تعد بمثابة الأساس الذي يفهم به الأشخاص العالم الذي يعيشون فيه.
- الثقافة كبناء من المفاهيم المترابطة والمتوافقة مع الأنشطة التي يقوم بها الأشخاص.
ثالثاً: خصائص الثقافة:
- الثقافة عملية إنسانية: أي أنها تخص الإنسان دون سواه من سائر الكائنات الحية.
- الثقافة عملية اجتماعية مكتسبة: تنشأ عن طريق التفاعل بين الأفراد، فالإنسان يكتسب ثقافته من مجتمعه، وال يوجد مجتمع بال ثقافة، وال ثقافة خارج المجتمع، والتراث الثقافي الذي أبدعه الإنسان ينتقل من جيل إلى جيل عن طريق التعليم.
- الثقافة عملية متغيرة: هي تتحرك معظم الأحيان نحو الأفضل، الا أن درجة التغيير تختلف من مجتمع تبعا لصغر المجتمع أو انغلاقه، او سريعة تبعاً لاتساع المجتمع وانفتاحه.
- الثقافة عملية متنوعة المضمون: تختلف الثقافات في مضمونها إلى أن تبلغ احياناً حد التناقض فما هو ايجابي في مجتمع قد يبدو سلبياً في مجتمع اخر.
- الثقافة عملية تحدد أسلوب الحياة: فهي تفرض على المشاركين فيها نمطاً معيناً من الممارسات الحياتية.
رابعاً: عناصر الثقافة:
العموميات | الخصوصيات | المتغيرات البديلة |
هي التي يشترك فيها غالبية افراد المجتمع الواحد، من أمثلتها اللغة والزي وطريقة التحية وأساليب الاحتفال في المناسبات. وهذه العموميات تعطي الثقافة طابعها العام الذي يميزها عن غيرها من الثقافات، وتساعد على تنمية روح الانتماء اللازمة لتماسك المجتمع ووحدته والعمل على تحقيق أهدافه. | تختص بها جماعة معينة من افراد المجتمع دون غيرها من الجماعات كالخصوصيات (ثقافة فرعية) التي تسود بين افراد مهن أو بين أفراد طبقات معينة ويكون لدى بقية افراد المجتمع فكرة عنها. | من أمثلتها التجديدات والاختراعات التي تظهر في ظل ثقافة معينة فإذا انتشرت اندمجت في خصوصيات الثقافة أو عمومياتها وإذا لم تنتشر فإنها تبقى على حالها أو تندثر |
خامساً: اشكال الثقافة هناك شكلان أساسيان هما:
الثقافة المادية | الثقافة غير المادية |
إن الطبيعة التراكمية للثقافة يمكن أن نلاحظها بوضوح أكثر فيما يتعلق بالثقافة المادية مثل: الأدوات والمباني والآثار | أما الثقافة غير المادية فمثالها آداب السلوك والسياسة والقانون والقيم |
سادساً: وظيفة الثقافة:
- تحدد ثقافة أي مجتمع أسلوب الحياة فيه سواء من ناحية وسائل الإنتاج وعلاقات الإنتاج والأنظمة السياسية والاجتماعية أو من ناحية الأفكار، والقيم، والعادات، والتقاليد، وآداب السلوك وغير ذلك.
- وتعبر عناصر الثقافة في أي مجتمع عن خالصة التجارب، والخبرات التي عاشها الأفراد في الماضي فضلاً عما تعرضوا له من أزمات وما حددوه من أهداف وما استخدموه من أساليب.
وللثقافة وظائف منها: أنها توفر للفرد:
- الاتجاهات، والقيم التي تساعده في تكوين ضميره الذي يتواءم به مع جماعته، ويعيش متكيفاً معها.
- ما يشعره بالانتماء وما يربطه بسائر افراد جماعته لتميزهم عن سائر الجماعات الأخرى.