ثانياً: حركة القارات ونظرية الألواح التكتونية

ثانياً: حركة القارات ونظرية الألواح التكتونية

نظرية الانجراف القاري

هناك عدة عومل ساعدت عالم الأرصاد الألماني الفريد فيجنر ۱۹۲۲ أن يتقدم بنظريته (الانجراف القاري):

  1. التشابه الكبير بين الشاطئ الشرقي لشمال وجنوب أمريكا وتعرجات الشاطئ الغربي لأوربا وإفريقيا وكما لو كانت قطعة واحدة وتمزقت.
  2. التشابه العجيب بين صخور القارات المختلفة وبقايا الحياة القديمة عليها.

النظرية

  1. جميع القارات كانت منذ القدم كتلة واحدة عملاقي تسمى أم القارات لا (بانجيا) Pangaea مكونة من صخور السيال الجرانيتية فوق صخور السيما البازلتية خلال حقب الحياة القديمة.
  2. وبدأت أم القارات في الإنفصال الى اجزاء متباعدة عن بعضها خللال حقب الحياة المتوسطة من حوالي 220 مليون سنة إلى أن أخذت أوضاعها الحالية أثناء زمن البليستوسين.
صخور السيال صخور السيما
هي الصخور الجرانيتية المكونة للقشرة القارية (سائدة في جسم القارات). هي الصخور الجرانيتية المكونة للقشرة المحيطية (التي تكون قيعان المحيطات).
غنية بالسيلكا (70%) والمونيوم فقيرة بالسيلكا (45%) ماغنسيوم

تفسير فيجنر لنظرية زحزحة القارات (الانجراف القاري)

أرجع فيجنر الزحف القاري إلى التيارات الناقلة للحرارة في السيما وأشار أن لهذه التيارات قدرة هائلة على تجد القشرة الأرضية وتصدعها مما سبب اختلافا في تضاريس السطح خاصة على حواف القارات الكبيرة مثل أمريكا الشمالية والجنوبية وإفريقيا واستراليا حيث ارتفعت سلاسل الجبال بفعل الزحزحة أو الانجراف القاري.

شواهد الانجراف القاري (الأدلة على وجود انجراف قاري)

عندما أفصح فيجنر عن نظريته الزحف القاری (زحزحة القارات) ثار جدل لما يزيد عن 50 عام إلا أن الأمثلة التي ساقها والحجج التي استشهد بها هدأت من عنف معارضيه نسبياً.

و البراهين التي قدمها لتدعيم نظريته هي:

  1. المغناطيسية القديمة.
  2. المناخ القديم.
  3. مثالج حقب الحياة المتأخر.
  4. الأحافير الحيوانية والنباتية.
  5. البناء الجيولوجي للقارات.

البراهين التي قدمها فيجنر لتدعيم نظريته

أولاً: المغناطيسية القديمة

  1. هي مغناطيسية الصخور التي تحتوي على معادن قابلة للمغنطة مثل أكاسيد الحديد والتي تتأثر بالمجال المغناطيسي للأرض أثناء تكوين تلك الصخور.
  2. حيث أن المعادن المغناطيسية في الصخور تظهر تشابهاً في اتجاه وشدة المجال المغناطيسي عند تكوينها وتعطي شواهد على سلوك المجال المغناطيسي للأرض في العصور المختلفة.
  3. ومن خلال دراسة زاوية إنحراف الأبرة المغناطيسية وجد أن مقدار إنحرافها عند القطب 90 وعند خط الاستواء صفر.
  4. ومن ثم يمكن تحديد الموقع الأصلي للصخر أثناء تكونه إذا كان في موقع مختلف عن موقعه الأصلي.
  • وبناء عليه فإن وجود صخر ذو زاوية انحراف مغناطیسی 20 قرب القطب الشمالي يدل على زحزحة كتلة الصخر عن موقعها الأصلي مما يؤكد نظرية الانجراف القاري.
  • كما يتضح ذلك عند دراسة حيد وسط المحيط حيث تتماثل الأشرطة المغناطيسية وتغيراتها على جانبي الحيد كما بالشكل المقابل ويدل هذا على حدوث انجراف قاري.

ثانياً: المناخ القديم

  1. تنتنظم الأحزمة المختلفة في أطر متوازية تمتد من الشرق إلى الغرب.
  2. وتتدرج من المناخ الاستوائي إلى المداري الصحراوي إلى المعتدل (منطقة المراعي أو الأعشاب) ثم منطقة الغابات متساقطة الأوراق ثم الغابات الصنوبرية ثم المناخ المتجمد القطبي.
  3. وبدراسة السجل الجيولوجي نستدل على الزحف القاري من خلال:
دراسة المتبخرات القديمة أحافير الشعاب المرجانية والفحم (بيئتهما) البيئة التي يتواجدا حالياً فيهما
وهي رواسب ملحية ترسبت على هيئة طبقات نتيجة تبخر المحاليل الحاوية على تلك الأملاح في مناطق مناخية جافة قاحلة حيث توجد حاليا في مناطق شديدة البرودة شمال أوربا وكندا. أ- الشعاب المرجانية والتي تتواجد في بيئة مدارية. ويوجدان حالياً قرب المناطق القطبية.
ب- الفحم الذي يتواجد في بيئة استوائية.
وهذا يدل على أن هذه المناطق كانت في بيئة مختلفة عن وضعها الحالي.

ثالثاً: مثالج حقب الحياة القديمة المتأخر:

  1. تظهر في نصف الكرة الجنوبي مجموعة من الصخور تؤرخ من نهاية حقب الحياة القديمة إلى العصر الطباشيري.
  2. وتتشابه فيما بينها بشكل مثير رغم انتشارها في قارات مختلفة جَنُوب أمريكا (جزر الفوكلاند) وجنوب إفريقيا والهند واستراليا والقارة القطبية (جميعهم في نصف الكرة الجنوبي).
  3. وقد فسرت الظاهرة إلى وجود قارة عظيمة في الماضي ذات مساحة هائلة أطلق عليها أرض جندوانا.
  4. ومع ملاحظة توزيع رواسب الثلاجات على كتل اليابس بجنوب القارات سالفة الذكر يبدو جليا أن حركة انجراف قاري لعبت دوراً في التوزيع الجغرافي لتلك الأقطار الجنوبية خاصة.
  5. وأن الغطاء الجليدي وما نتج عنه من رسوبيات بكل من امريكا الجنوبية وأفريقيا متشابهة تماماً.
  6. وهذا يؤكد أن القارتين كانتا كتلة واحدة في الماضي وانفصلت إلى جزأين وتحرك كل منهما بعيداً عن الآخر.

رابعاً: الأحافير الحيوانية والنباتية:

الأحافير الحيوانية أماكن التواجد الأحافير النباتية أماكن التواجد
توجد أحافير بعض الزواحف من جنس واحد ولا تستطيع خوض المحيطات. محصورة في صخور القارات الجنوبية فقط. كذلك أحافير أوراق و بذور نباتات أولية برية. محصورة في صخور القارات الجنوبية والهند.
ويدل ذلك على الاتصال بين هذه القارات بعضها البعض

خامساً: البناء الجيولوجي للقارات:

  1. التراكيب الجيولوجية للجبال يكمل بعضها البعض ويكون امتداداً متناسقاً واستمراراً متكاملاً.
  2. مما يرجح أنها كانت متصلة وتباعدت عن بعضها البعض.

من أمثلة التشابه والربط بين:

  1. جبال جنوب إفريقيا ونظيرتها في الأرجنتين غرباً وسلسلة جبال غرب استراليا شرقاً.
  2. التشابه الكبير بين الشاطئ الغربي لقارة إفريقيا مع الشاطئ الشرق لأمريكا الجنوبية.

وقد اعترض بعض العلماء على هذه النظرية إلا أنه قد ثبت فشلهم.

وهناك سؤال مهم يجل الإجابة عليه وهو ما سبب تلك الزحزحة القارية

نظرية تكتونية الألواح لـ (رایزاکس - أوليفر - سایکس) 1968م

  1. تعتمد أسساً على افتراض أن سطح الأرض مكون من عدة ألواح أما محيطية أو قارية أو كلاهما معاً تبلغ حوالي 100 كم في السمك.
  2. تقع حدود هذه الألواح عند أغوار (شقوق) بحرية عميقة أو تشققات عميقة أو سلاسل جبال عالية.
  3. وهذه الألواح تتحرك حركة دائبة بسرعة بطيئة غير محسوسة علل؟ نتيجة وجود تيارات الحمل الدورانية فينتج عنها معظم الظواهر البنائية الضخمة بالقشرة الأرضية.

أسباب حركة الألواح التكتونية

علل تحدث حركة الألواح التكتونية؟

بسبب تباين توزيع الحرارة في الوشاح فتتكون تیارات حمل دورانية في الصهارة الموجودة في الطبقة العليا من الوشاح وهي نوعان:

  1. تیارات حمل دورانية هابطة: تسبب تكوين الأغوار السحيقة.
  2. تیارات حمل دورانية صاعدة: تسبب تكوين حيد وسط المحيط.
  • تتكون قيعان البحار والمحيطات من صخور بازلتية ثقيلة الوزن النوعي (أعلى كثافة) وتسمى السيما.
  • بينما تتكون القارات من صخور جرانيتية خفيفة الوزن (أقل كثافة) وتسمى السيال.

ما النتائج المترتبة على هذا الاختلاف؟

أدى ذلك إلى أن الألواح المحيطية تنزلق أسفل الألواح القارية ثم تنصهر في الوشاح عندما تحركها تيارات الحمل.