الدرس الثاني: المقومات الطبيعية لقوة الدولة

الدرس الثاني: المقومات الطبيعية لقوة الدولة

  • المقومات الطبيعية للدولة: (6 عناصر) وهي:

(الموقع - المساحة - الشكل - المناخ - التضاريس - النبات الطبيعي)

أولاً: الموقع

يمكن تناول الموقع وأثره في الجغرافيا السياسية لأي دولة من عدة زوايا وهي:

  1. الموقع الفلكي.
  2. الموقع الجغرافي.
  3. (الموقع بالنسبة لليابس والماء - الموقع بالنسبة للدول المجاورة - المواقع الهامشية والمركزية - المواقع الاستراتيجية)

1- الموقع الفلكي

  • المفهوم: يقصد بالموقع الفلكي موقع الدولة بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض.
  • الموقع بالنسبة لدوائر العرض هو الأكثر أهمية لعدة أسباب، منها:
  1. تحديد الملامح العامة لمناخ الدولة.
  2. التأثير في النشاط البشري للسكان.

2- الموقع الجغرافي:

  • المفهوم: الموقع بالنسبة لليابس والماء.

أ- الموقع بالنسبة لليابس والماء

تصنف الدول عادة وفقاً للموقع من اليابس والماء إلى دول بحرية ودول حبيسة.

الدول البحرية

  • المفهوم: هي الدول التي تشرف على مسطحات بحرية مفتوحة.
  • أهمية الموقع البحري:
  1. وسيلة اتصال الدولة بالعالم الخارجي دون عوائق أو دون تحكم دولة أخرى.
  2. زيادة احتكاك الدولة حضاريا بغيرها من الدول.
  3. تمتعها بالثروات البحرية المختلفة.
  • الدولة البحرية قد تشرف على البحر ب:
  1. واجهة بحرية واحدة، مثل: سوريا - تشيلي.
  2. واجهتين مثل: مصر والمملكة العربية السعودية.
  3. من جميع جهاتها وهي الدول الجزرية مثل: بريطانيا واليابان.
  • تتوقف أهمية الموقع البحري للدول على:
  1. طول السواحل.
  2. أهمية المسطحات المائية.
  3. الظهير الساحلي لها.

الدول الداخلية أو الحبيسة

  • هي الدول التي تقع داخل اليابس، وليس لها اتصال مباشر بالبحار المفتوحة، ولكن تتصل بالعالم الخارجي عن طريق المرور في أراضي الدول المجاورة مثل أثيوبيا وأفغانستان وأوغندا، وتعد إفريقيا أكثر الفارات التي تضم دولاً حبيسة يليها آسيا يليها أوربا ثم أمريكا الجنوبية.

ب- الموقع بالنسبة للدول المجاورة

  • يعد موقع الدولة بالنسبة للدول المجاورة لها مهماً فهناك:

أ- دول يجاورها عدد قليل من الدول مثل:

  1. المغرب التي تحدها دولتان هما الجزائر والمغرب والولايات المتحدة.
  2. الولايات المتحدة التي تحدها المكسيك وكندا.

ب- دول يجاورها عدد كبير من الدول مثل:

الصين يحدها خمس عشرة دولة.

  • وقد تؤدي كثرة الدول المتجاورة الى:
  1. تحقيق التعاون وبالتالي زيادة قوتها من دول غرب أوربا.
  2. وأحياناً تسبب كثرة الدول المجاورة للدولة العديد من المشكلات مثل السودان التي يجاورها سبع دول.

ج- المواقع المركزية والمواقع الهامشية

المواقع المركزية المواقع الهامشية
  • هي المتوسطة جغرافيا للعالم.
  • مثل موقع مصر وتمركزه في العالم القديم.
  • هي الواقعة على الأطراف.
  • مثل نیوزيلاند.

د- المواقع الاستراتيجية

  • المواقع الاستراتيجية في تلك المواقع التي تكتسب أهمية بالغة، نظراً لإشرافها وإمكانية تحكمها في شرق الملاحة البحرية الدولية أو البرية.
  • وتعد المواقع الاستراتيجية في غاية الأهمية بالنسبة للدولة سواء وقت الحرب أو وقت السلم.
  • ومن نماذجها: قناة السويس، ومضيق باب المندب، ومضيق جبل طارق.

ثانياً: مساحة الدولة

  • هي رقعة الأرض التي تشغلها الدولة، وهذه الرقعة المحددة بحدود سياسية واضحة المعالم ومعترف بها دولياً.
  • ويوجد تبايناً واضحاً في مساحة الدول، فبعضها تبلغ مساحته عدة ملايين من الكيلومترات المربعة مثل روسيا الاتحادية 17.6 مليون كم على عكس دولة الفاتيكان التي تبلغ مساحتها أقل من كيلو متر مربع.

أثر المسافة على الدولة في السلم والحرب:

المساحة الكبيرة:

المزايا (الإيجابيات) العيوب (السلبيات)
  • تزيد من احتمالية التنوع في التركيب الجيولوجي، وبالتالي التنوع في الموارد المعدنية كما هو الحال في دول مثل: وروسيا الاتحادية والصين.
  • تتيح للدولة أن تتبنى نظرية الدفاع بالعمق.
  • تساعد في ظل الإمكانيات الاقتصادية على أن تضم عدد كبير من السكان الذين يمكنهم استغلال هذه الموارد الاقتصادية.
  • تتيح للدولة وقت الحرب فرصة إبعاد مصانعها وسكانها عن المناطق المهددة بالعدوان إلى مناطق آمنة.
  • تحتاج المساحة الكبيرة للدولة إلى جهود وإمكانيات كبيرة من الحكومة ل:

تطويرها وحمايتها والسيطرة على أجزائها المترامية الأطراف.

المساحة الصغيرة:

المزايا (الإيجابيات) العيوب (السلبيات)

تمكن المساحة الصغيرة للدولة الحكومة من:

  1. ضبط الدولة وإدارتها بسهولة.
  2. تنمية جميع أجزاء الدولة وتطويرها.
  3. سهولة حصر واستثمار كل موارد الدولة.

المساحة الصغيرة للدولة في بعض الأحيان:

  • يسهل اختراقها والسيطرة عليها في حالة الحرب مثل:

سيطرة المانيا على هولندا وبلجيكا اثناء الحرب العالمية الثانية.

  • وتكون أكثر تأثراً بالكوارث الطبيعية إذا تعرضت لها كالزلازل والأعاصير.
  • أهمية مساحة الدولة لا تقاس بالكيلومترات المربعة وإنما لابد الأخذ بعين الاعتبار عوامل عدة وهي:

العوامل المهددة لأهمية مساحة الدولة:

  1. حجم الموارد وتنوعها.
  2. عدد السكان وتوزيعهم بما يتناسب مع الموارد.
  3. النظم الاقتصادية والسياسية السائدة في الدولة.
  4. قدرة السكان العلمية والتكنولوجية على استغلال الموارد.
  5. سهولة الاتصال بكافة أرجاء الدولة.

نظرية الدفاع بالعمق:

تستطيع الدول كبيرة المساحة أن تعتمد على نظرية الدفاع بالعمق في وقت الحرب، حيث تمكن المساحة الكبيرة للدول أن تتخلى عن جزء من أراضها ثم معاودة الدفاع عن نفسها، على سبيل المثال:

  1. الصين في مواجهة اليابان.
  2. والاتحاد السوفيتي في مواجهة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية:

حيث تمكن جيش الاتحاد السوفيتي من هزيمة الجيش الألماني عندما أنهکه حيث استدرجه لداخل الأراضي الروسية حتى وصل مشارف موسكو، إذ لم يتحمل الألمان قسوة المناخ فيها.

ثالثاً: شكل الدولة

  1. المنتظم أو المندمج.
  2. المستطيل (الشريطي).
  3. المجزأ.
  4. المحتوى (الجيوب).

1- الشكل المنتظم أو المندمج

المفهوم:

  • أي تكون المسافة من وسط الدولة إلى أطرافها متساوية تقريباً.
  • مثل: مصر وبلجيكا وفرنسا.

مميزات الدول ذات الشكل المندمج:

  1. قدرة الحكومة على تحقيق أفضل اتصال وسيطرة على أجزاء الدولة وذلك لأن أطرافها تكون على أبعاد متساوية من مركز الدولة.
  2. حسن الإدارة الداخلية للدولة لأن طول حدود الدولة يكون قصيراً بالنسبة إلى مساحتها.
  3. يقلل من فرص الاحتكاك والنزاع على الحدود.
  4. توفر لجيشها الحرية المكانية للحركة.

الشكل المندمج ذو البروز:

في هذا الشكل تبدو الدولة مندمجة عدا جزء منها يبرز داخل دولة أخرى مثل: دولة الكونغو، وأفغانستان.

أمثلة بالخرائط:

خرائط

2- الشكل المستطيل الشريطي:

المفهوم:

يطلق هذا الشكل على الدولة إذا بلغ طولها ستة أمثال عرضها ویکون شكل الدولة قريباً من المستطيل.

آثاره السلبية:

غالباً ما يؤدي ذلك إلى بعض المشاكل السياسية مثل:

  1. مشكلة الاتصال بين أجزاء الدولة.
  2. مشكلة الدفاع عنها.

أنواعه:

  • قد يكون الامتداد الطولي للدولة من الشمال إلى الجنوب مثل: شيلي وإيطاليا۔
  • قد يساعد هذا الشكل على تنوع المناخ والإنتاج في الدولة؟
  • قد يكون الامتداد الطولي للدولة من الشرق إلى الغرب.
  • مثل: تركيا ومنغوليا وهذا لا يساعد على تنوع مناخها.

شيلي

3- الشكل المجزأ:

المفهوم:

  • هو الشكل الذي تكون فيه أراضي الدولة غير متصلة جغرافياً.
  • يأخذ الشكل المجزأ للدول ثلاثة أنماط هي:

1- دول بحرية مجزأة:

هي الدول الجزرية التي تفصل المياه بين جزرها، مثل اليابان وأندونيسيا.

2- دول برية مجزأة:

هي الدول التي تفصل بين أراضيها دول أخرى مثل ألاسكا التابعة للولايات المتحدة وتفصل بينهما كندا.

3- دول برية بحرية مجزأة:

هي الدول التي يكون جزء من أراضيها متصلاً مع اليابس والجزء الأخر موجوداً كجزيرة في البحر مثل: دولة ايطاليا تتجزأ إلى شبه جزيرة إيطاليا وجزيرتي سردينيا وصقلية التابعتين لها واللتين تنفصلان عنها بمياه البحر المتوسط.

4- الشكل المحتوى:

تعريفها:

هي الدولة التي تقع داخل دولة أخرى ولا يمكن الوصول إليها إلا بالمرور في أراضي وأجواء الدول المطوقة لها.

  • مثل دولة ليسوتو المحتواه بدولة جنوب افريقيا.
  • ولابد وأن تتبع الدولة الجيبية في سياستها الداخلية والخارجية الدولة المطوقة لها.
  • مما يضعف قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية.
  • ولذا تسعى الدولة الجيبية للحفاظ على علاقاتها الودية مع الدولة المطوقة لها.

رابعاً تضاريس الدولة:

تختلف دول العالم من حيث مظاهر التضاريس التي تتشكل منها أراضيها، فهناك:

  • دول يغلب على أراضيها الطابع السهلي مثل: هولندا وألمانيا.
  • دول يغلب على أراضيها الكتاب الجبل مثل سویسرا واليابان.
  • ودول متنوعة التضاريس مثل مصر والبرازيل.

تعد المظاهر التضارسية من العوامل الثورة في قوة الدولة ويرجع ذلك إلى:

  1. تؤثر التضاريس في النواحي العسكرية فهي التي تحدد سير العمليات العسكرية.
  2. تؤثر التضاريس في مدى استثمار موارد الدولة المائية والمعدنية.
  3. تؤثر التضاريس في الأنشطة البشرية وتوزيع السكان في الدولة.
  • بعض المظاهر التضاريسية وأثرها في قوة الدولة (السهول - المرتفعات - الأنهار)

1- السهول:

أنواعها:

تتنوع السهول في العالم ما بين السهول الفيضية والساحلية والصحراوية.

مميزاتها:

كلما زادت مساحة السهول في الدولة كلما كان لذلك آثار إيجابية على قوة الدولة وحيث تسهم في:

  1. تنوع الإنتاج الزراعي ووفرته.
  2. تطور العمران والأنشطة الصناعية والتجارية، نظراً لسهولة النقل والمواصلات وإنشاء البنية التحتية.
  3. سهولة الاتصال والامتزاج الثقافي، وتعزيز الوحدة بين سكان الدولة.

سلبياتها:

  • تجعل الدولة مكشوفة.
  • وأقل منعة أثناء تعرضها للاحتلال.

2- المرتفعات:

المزايا (الإيجابيات) السلبيات

المرتفعات تكسب الدولة العديد من الجوانب الإيجابية وذلك لأنها:

تمنح الدولة مزيدات من القوة لأنها تشكل مناطق استراتيجية في المراقبة والدفاع.

تشكل الجبال حدودا طبيعية واضحة بين كثير من الدول كجبال البرانس بين إسبانيا وفرنسا.

تشغل المناطق الجبلية في كثير من الدول مناطق سياحية:

إما للاصطياف مثل جبال بلاد الشام.

  1. صعوبة الاتصال بين أجزاء الدولة.
  2. إعاقة تحقيق التنمية الشاملة.
  3. تعزيز روح الانفصال لبعض الأقليات في بعض الدول.
  4. مثل: أقلية إقليم كتالونيا في إسبانيا.

3- الأنهار:

  • تعد الأنهار من أكثر ظاهرات السطح تأثيراً في الكيان السياسي للدولة.
  • واتخذت بعضها كحدود سياسية.
  • وتثير الأنهار الدولية التي تشترك فيها أكثر من دولة مشاكل سياسية بين الدول وبعضها سواء:
  1. اقتسام المياه.
  2. أو الملاحة الدولية بها خاصة الدول الحبيسة التي تعد الأنهار الدولية بمثابة أحد الطرق اتصالها بالعالم الخارجي مثل نهري الراين والدانوب.

خامساً مناخ الدولة:

يؤثر المناخ بشكل مباشر أو غير مباشر في تحديد أهمية الدولة ووزنها السياسي حيث يؤثر المناخ في:

  1. نوع التربة والنبات الطبيعي.
  2. والعديد من الأنشطة البشرية ويتضح ذلك من خلال:

يزيد المناخ المعتدل من:

  • فاعلية الأنشطة البشرية في مختلف المجالات.
  • مما يساعد على قوة الدولة.
  • كما هو الحال في معظم دول حوض البحر المتوسط.

يؤدي المناخ البارد أو الحار إلى (المناخ المتطرف):

  • الحد من فاعلية الأنشطة البشرية.
  • وجعلها مناطق خالية أو قليلة السكان.
  • مثل: شمال روسيا، وشمال كندا بفعل البرودة والصحاري الحارة في معظم شمال إفريقيا بفعل الحرارة والجفاف.

يسهم التنوع المناخي للدولة في:

  • الاقتراب من درجة الاكتفاء الذاتي.
  • حيث التنوع في الإنتاج الزراعي الذي يعمل على تنوع الأنشطة الاقتصادية.
  • مما يؤدي إلى: التكامل بين أقاليم الدولة، وتعزيز وحدتها الوطنية.
  • تمثل الولايات المتحدة الأمريكية نموذجاً لهذا التكامل حيث تتعدد فيها الأقاليم المناخية.

قد يساهم التقدم العلمي والتكنولوجيا في:

  • التقليل من أثر المناخ السلبي على الدولة من خلال:
  1. تطور وسائل النقل والمواصلات.
  2. وأجهزة التكييف.
  3. والزراعة الحديثة في البيوت البلاستيكي.

سادساً: النبات الطبيعي

تتمثل النباتات الطبيعية في نوعين (الغابات والحشائش) ولهما تأثير في قوة الدولة كما يلى:

- الغابات:

تمثل دوراً مهماً من الموارد الطبيعية للدولة لما تحققه من فوائد منها:

  1. إنتاج الأخشاب لبناء وصناعة السفن والأثاث.
  2. توفير المطاط الذي يدخل في صناعة للطائرات والسيارات.
  3. تعد أحد مصادر الدخل القومي لبعض الدول.
  4. تقدم فوائد حربية مثل اللجوء إليها والاحتماء فيها أثناء الحروب.

- الحشائش:

  • لعبت الحشائش دوراً مهماً في التاريخ.
  • كانت العصور القديمة أهم مناطق الرعي في العالم.
  • وحالياً تساعد وفرة الحشائش على نمو اقتصاد بعض الدول.
  • حيث تمثل مراعي طبيعية للثروة الحيوانية.
  • مما يزيد إنتاج الألبان واللحوم والأصواف مثل: استراليا والأرجنتين.