الدرس الأول: ماهية العلاقات الدولية

الدرس الأول: ماهية العلاقات الدولية

  • شهد العالم عبر تاريخه الطويل تطورات متلاحقة وتحولات كبيرة في العلاقات الدولية
  • فلا توجد دولة تستطيع أن تعيش بمعزل عن غيرها من الدول.
  • إذ لا بد أن تقوم بينها وبين الدول الأخرى علاقات متبادلة.
  • والتي تأخذ أشكالاً مختلفة كالأحلاف السياسية والعسكرية والتكتلات الاقتصادية وغيرها.
  • وعن طريقها تستطيع أن تفتح أفاقا جديدة لتبادل الخبرات في مختلف المجالات، بما يؤمن مستقبلها وتحقيق التقدم الازدهار.

أولاً: مفهوم العلاقات الدولية وتطورها عبر الزمن

  • العلاقات الدولية: مجموعة تفاعلات بين أطراف أو وحدات دولية (دول، منظمات. تكتلات دولية أخرى) مثل العلاقات الدولية الاقتصادية، والسياسية والعسكرية والقانونية، والدبلوماسية بين الدول (أو منظمات ودول) موجودة على الساحة العالمية.

تطور العلاقات الدولية عبر الزمن:

في العصور القديمة والوسطى:

  • كانت هناك علاقات دولية قديما بين الدول ومن أمثلتها ما يلي:
  • المعاهدة التي عقدها الملك الفرعوني (رمسيس الثاني) مع (خاتو سبل) ملك الحيثيين عام 1258 ق.م.
  • لتنظيم مبادئ الحرب والسلم بين الدولتين.
  • علاقات الفرس والروم مع الممالك الخاضعة لكل منهما، حيث كانت منطقة الشام مسرحاً للعديد من الصراعات بينهما.
  • علاقات الدولة الإسلامية المتعددة مع جيرانها أو مع القوى التي عاصرتها في مختلف العصور.

في العصر الحديث:

  • زادت العلاقات الدولية بين الدول وازداد اعتماد بعضها على بعض الأخر خاصة منذ الثورة الصناعية.
  • والتي نقلت العلاقات بين الدول من علاقات جوار إلى آفاق أوسع شملت العالم بأسره في عهد القوى الاستعمارية الأوربية.
  • ونقلت معها نوعية الخلافات من مجرد الحرب والسلم إلى مجالات أخرى متعددة.

في الوقت الحالي

  • تشعبت العلاقات الدولية بين دول العالم دليل ذلك البعثات الدبلوماسية لأي دولة ونوعية التمثيل داخل الدولة كل بعثة حدة (تمثيل سياسي - اقتصادي - جيرانها أو مع القوى التي عاصرتها في عسكري - صبحي - ثقافي - تعليمي).

ثانياً: العوامل المؤثرة في العلاقات الدولية

تتأثر العلاقات الدولية سواء سلباً أو إيجابياً وضعفا أو قوة، نموا واضمحلال بعوامل كثيرة ومتنوعة ومتشابكة.

الموقع:

  • فالعلاقات الدولية لدولة هامشية مثل نيوزيلاندا وأستراليا.
  • تختلف بالطبع عن دولة مركزية ذات موقع استراتيجي على خريطة العالم مثل مصر.

المساحة:

  • دولة ذات مساحة عملاقة مثل روسيا الاتحادية بكل ما تحمله المساحة من إمكانيات.
  • تختلف بالتأكيد علاقاتها الدولية عن دولة قزمية المساحة.

عدد السكان:

  • دولة بوزن الصين السكاني احتلت مقعداً دائماً في مجلس الأمن بعد الحرب العالمية الثانية.
  • والذي يعد أهم أجهزة الأمم المتحدة، ولم تكن الصين ذات ثقل اقتصادي أو عسكري.
  • يؤهلها لشغل المقعد حينها إلا حجم سكانها (أقل قليلاً من ربع سكان العالم).

الوزن الاقتصادي:

  • أصبحت الصين لاعباً أساسياً على مسرح العلاقات الدولية.
  • تخشاها القوى الكبرى الأخرى.
  • وتتسابق في على إقامة علاقات دولية معها في كافة المجالات.
  • نتيجة لتقدمها الاقتصادي وتطوير قدراتها العسكرية.

القوة العسكرية:

  • تلعب قوة الدولة في المجال العسكري دوراً مؤثراً في العلاقات الدولية، وخريطة العالم السياسية بعلاقتها الدولي في بداية الألفية الثالثة.
  • خير شاهد على ذلك، فما زالت روسيا الاتحادية - الوريث الأكبر للاتحاد السوفيتي السابق تلعب دوراً مؤثراً في كثير من الأحداث العالمية.
  • مثل مشكلة أوكرانيا والأوضاع في سوريا.

ثالثاً: العلاقات الدولية في الحرب والسلم

  • كانت الحرب ومازالت من سمات الحياة البشرية فلم يخل منها زمان أو مكان والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك سواء منها الحروب المحلية أو الإقليمية أو العالمية.

طبيعة العلاقات الدولية في الحرب

الحرب: صراع مسلح بين دولتين أو أكثر تنشب لتحقيق مصالح وطنية من وجهة نظر الدولتين، وهي حالة

قانونية معترف بإمكان حدوثها.

  • تنشأ الحروب عادة إما لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو داخلية أو دينية أو أيدلوجية أو لأسباب سياسية.
  • ونظراً لما تعرضت له البشرية من حروب عديدة قضت على عشرات الملايين من النفوس وآلاف الملايين من الأموال.
  • جاءت فكرة المنظمة العالمية لتكوين علاقات بين الدول تكون أكثر سلماً، وأعمق أمناً وأشمل تعاوناً.
  • وكانت الحربين العالميتين الأولى والثانية من أقوى الدوافع العالمية لإنشاء منظمتين دوليتين مهمتهما الأساسية المحافظة على الأمن والسلم الدوليين هما:

عصبة الأمم:

  • بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) أوزارها.
  • عقد مؤتمر الصلح عام 1919 م في باريس.
  • كان من أهم ما تضمنه إقامة منظمة عالمية ليحول دون تكرار الحروب.
  • عرفت باسم عصبة الأمم.
  • كان من مهامها ضمان السلم ومنع الحروب وتنظيم العلاقات الدولية.
  • وقد تضافرت مجموعة من الأسباب أدت إلى فشل العصبة أهمها:
  1. عدم انضمام دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي.
  2. انسحاب دول أخرى كاليابان وألمانيا.
  3. افتقار العصبة إلى قوة عسكرية تابعة لها وانتهت باندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م.

الأمم المتحدة:

  • بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 م.
  • تعددت الجهود المنادية بإقامة منظمة دولية جديدة لتكون أكثر ثباتاً وأعمق أثراً وأكثر قدرة على حل المشكلات الدولية.
  • وتم الاتفاق على ميثاق هيئة الأمم المتحدة.
  • في مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945 م.
  • وهدفت إلى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وتدعيم التعاون الدولي في مختلف المجالات.
  • وتم اختيار مدينة نيويورك لتكون مقراً دائماً للهيئة.

دور منظمة الأمم المتحدة في بعض المشكلات والنزاعات الدولية

من الناحية السياسية:

  • مساندة حركات التحرر في العالم مثل تونس والجزائر.
  • حل العديد من النزاعات الطويلة أو التخفيف من حدتها عن طريق إرسال قوات حفظ السلام لبعض الدول مثل البوسنة وكرواتيا.
  • إرسال قوات متعددة الجنسيات كما حدث في أفغانستان والعراق.
  • إرسال مراقبين دوليين في مناطق التوتر مثل الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية.

من الناحية الإنسانية:

  • تقديم المساعدات للاجئين في العالم مثل فلسطين والبوسنة والهرسك.
  • تقديم الإغاثة الإنسانية في مناطق الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات.
  • دعم حقوق الإنسان في مناطق مختلفة من العالم.

ورغم الجهود التي تبذلها الهيئة إلا أنه يؤخذ عليها:

  • هيمنة الدول الكبرى على قراراتها.
  • وعدم الحيادية في بعض القرارات مثل القضية الفلسطينية.

الدول الخمسة المنتصرة في الحرب العالمية الثانية حصلت على حق الفيتو:

وهي ((((الولايات المتحدة - روسيا - فرنسا - بريطانيا - الصين)))).

طبيعة العلاقات الدولية في السلم:

  1. المفاوضات.
  2. الوساطة (طرف ثالث بين متصارعين).
  3. المساعي الحميدة (دول متبرعة قد تكون صديقة للطرفين).
  4. التوفيق (إحالة النزاع إلى لجنة محايدة مهمتها تقديم تقرير إلى الطرفين يتضمن اقتراحات واضحة من أجل إجراء تسوية بينهما).
  5. التحكيم وهذا هو الأسلوب القانوني حيث يصدر الحكم بين دولتين وبعد الحكم إلزاماً للطرفين مثل قضية طابا.