الدرس الثاني: النظام العالمي الجديد

الدرس الثاني: النظام العالمي الجديد

تأثرت الخريطة السياسية في السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين بحدث عالمي تمثل في:

  • سقوط الاتحاد السوفيتي وتفتته إلى دول.
  • وبسقوط الاتحاد السوفيتي انفرط عقد ما كان يعرف بالمعسكر الشرقي الذي كان يتزعمه الاتحاد السوفيتي السابق.
  • وسقط معه كل ما أرتبط به من حلف عسکری (حلف وارسو) وكتلة اقتصادية (الكوميكون).
  • أو سقوط الاتحاد السوفيتي يمكن القول ببساطة إن عنصر التوازن أيضاً قد سقط أيضاً معه.
  • وترتب على ذلك أصبح في العالم قوة عظمى واحدة انفردت وحدها بالقمة وأصبح لها اليد العليا في كل الأحداث العالمية التي تلت هذا الحدث.
  • وظهر الرئيس الأمريكي "جورج بوش الأب" بدعم إلى عالم جديد، عندما تحدث عام 1991 م عن "إمكانية قيام نظام جديد" كتعبير عن السيطرة شبه المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية.

أولاً: مفهوم النظام الدَّوْليّ العالمي الجديد النظام العالمي

مجموعة التفاعلات بين أعضاء المجتمع الدَّوْليّ على المستويين الإقليمي والعالمي والتي تجري وما ينسق أو منظومة معينة للقيم (مسقاة من فلسفة العولمة).

وهذا النظام في الحقيقة:

  • لم يكن ثمرة اتفاق بين الدول.
  • وإنما فرضته ظروف العالم في الفترة التي تلت الحرب الباردة.
  • وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية على نشر هذا النظام وأحياناً فرضه على العالم بوسائل مختلفة.

ثانياً: مراحل تطور النظام الدَّوْليّ المالي الجديد

وهناك خلفية تاريخية للنظام العالمي الجديد يمكن إيجازها في الآتي:

  • أول من طرح فكرة نظام عالمي جديد هو:
  1. الرئيس الأمريكي ويلسون خلال الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م).
  2. والذي وضع أربعة عشر مبدأ لنظام عالمي جديد.
  • ظهر النظام العالمي الجديد للمرة الأولى في:
  1. الخطاب السياسي العالمي لرئيس الاتحاد السوفيتي السابق (جورباتشوف)،
  2. عندما أعلن عن بدء حقبة جديدة بالتعاون مع الغرب ونهاية الحرب الباردة،
  3. على اعتبار أن هناك مجموعة جديدة من المبادئ الحاكمة للعلاقات بين الدولتين.

على اعتبار أن هناك مجموعة جديدة من المبادئ الحاكمة للعلاقات بين الدولتين وهذه المبادئ الحاكمة الجديدة هي:

  1. نزع السلاح.
  2. إحلال مبدأ توازن المصالح بدلاً من توازن القوى.
  3. نزع الصفة الأيدلوجية عن العلاقات الدولية.
  4. العمل من أجل تخطى الحواجز والصراعات تحقيقاً لصالح البشرية.

عرف المصطلح وشاع منذ:

  • أزمة الخليج 1990 م.
  • من خلال خطاب الرئيس الأمريكي الأسبق (جورج بوش) الأب.
  • حين قال (إن ما يتعرض للخطر ليس بلداً صغيراً فحسب بل فكرة حيوية هي فكرة النظام العالمي الجديد).

فالتطورات والتغيرات التي حدثت على الساحة الدولية في السنوات الأخيرة دفعت إلى الإعلان عن ضرورة إقامة نظام عالمي جديد ومن أبرز متغيراته:

متغيرات النظام العالمي الجديد

  • سعى دول أوربا الغربية:
  1. لاستكمال وحدتها بمحورها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
  2. وباتت السوق الأوربية المشتركة تعرف بدول" المجموعة الأوربية".
  3. والتي تسعى إلى القط نحو مزيد من التكتلات الاقتصادية لتحقيق التكامل الاقتصادي.
  • سعى الدول الصناعية الأسيرة الناشئة:
  1. للحصول على مكانة هامة في الساحة الاقتصادية والسياسية.
  2. ومن هذه الدول (الصين، كوريا، سنغافورة، الهند، ماليزيا).
  • ظهور اليابان وألمانيا:
  1. كقوتين عظميين لهما دورها الفعال والمؤثر في النظام الاقتصادي العالمي والأسواق العالمية.
  • الثورة الصناعية الثالثة:
  1. والتي يطلق عليها الثورة المعلوماتية.
  2. وظهور الثورة العلمية والتكنولوجية.
  • إيجاد حلول لعدد من القضايا العالمية:
  1. مثل انتهاء الحرب العراقية الإيرانية.
  2. وانتهاء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان.
  3. ونهاية الحرب الأهلية اللبنانية وغيرها.
  • تدعيم دور هيئة الأمم المتحدة:
  1. في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
  2. وتكوين قوات حفظ السلام القادرة على أداء مهمتها.

ثالثاً: أهداف النظام الدَّوْليّ العالمي الجديد

  • المحافظة على الاستقرار العالمي واحترام دور الأمم المتحدة.
  • احترام سيادة كل دولة واستقلالها وعدم المساس بوحدتها الوطنية.
  • نشر قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

رابعاً: خصائص النظام الدولي العالمي الجديد

  1. الثورة الهائلة في وسائل الاتصال والعلوم والتكنولوجيا.
  2. بروز ظاهرة الاعتماد الدولي المتبادل وظهور التكتلات الاقتصادية الكبرى.
  3. تحرير التجارة العالمية.
  4. تداول المشاكل والقضايا التي يواجهها العالم.
  5. ظهور الشركات متعددة الجنسيات وزيادة دور المؤسسات المالية مثل البنك الدَّوْليّ.
  6. تقلص دور السيادة الوطنية.

خامساً: تأثير النظام العالمي الجديد على الدول المتقدمة والدول النامية

أوضحت الأحداث العالمية منذ ظهور ما يسمى بالنظام الدولي العالمي الجديد أن له تأثيراً كبيراً على دول العالم المتقدم والنامي ومن أبرز مظاهر ذلك:

  • احتكار مطلق للسلاح والمال والتكنولوجيا
  1. من قبل دول الغرب الرأسمالية.
  2. ومن ثم تحويل كثير من المساعدات الاقتصادية والمالية والتكنولوجية والتبادل التجاري لصالح العلاقات الجديدة بين شرق أوربا والغرب عموماً على حساب الدول النامية.
  • توظيف التكنولوجيا
  1. من أجل الوصول لأعلى معدلات الإنتاج.
  2. ولذلك يدور الصراع الخفي على المواد الخام التي تدخل في الصناعات التكنولوجية المتطورة.
  3. مثل اليورانيوم والذي تتوفر خاماته في بعض الدول النامية وخاصة أفريقيا.
  4. مما يجعلها مطمعاً للدول المتقدمة.
  • تضاؤل الدور الذي تلعبه حركة عدم الانحياز في العلاقات الدولية
  • كان من أهم أسباب سقوط الاتحاد السوفيتي
  1. عجزه عن تطوير نظم إنتاجه الاقتصادي مقارنة بالمستوى السائد في الدول الغربية، ويعد هذا درس لكل الدول النامية وجرس إنذار لها لإصلاح أوضاعها الاقتصادية بالاعتماد على الذات أولاً.
  • التدخل الأمريكي في الشئون الداخلية لبعض الدول
  • اختراق الأمن الثقافي العربي
  1. من خلال إحلال قيم العولمة السلبية.
  • انتشار العلف وقيام الحروب الأهلية وحروب الحدود

كما حدث في الصومال والكنغو وأفغانستان.