الموضوع الأول: معنى العلم وأخلاقيات العالم

المعنى اللغوي والإصلاحي للعلم:

لقد اختلف مفهوم العلم لغوياً واصطلاحاً من مجتمع لآخر، وكلمة (العلم) كمصطلح حديث لم تتم صياغته إلا في الثلث الأول من القرن التاسع عشر في أوروبا.

وكلمة (العلم)، (Science) مشتقة من الفعل اللاتيني (Scere) بمعنى أن يعرف: العلم في اللغة العربية يعني النشاط العقلي، وقد أطلقها البعض على علوم أصول الدين.

المعنى الاصطلاحي للعلم:

تعددت تعريفات العلم اصطلاحاً فيعرف من حيث:

  • الموضوع: هو دراسة للوقائع والظواهر الحسية، وهذا يشير إلى المعرفة. العلمية.
  • المنهج: هي الطريقة التي ينتج بها العلماء القوانين والنظريات العلمية.
  • النتائج التطبيقية: أي نتائج العلم التطبيقية التي ننعم بها من شبكة اتصالات، مواصلات، أجهزة منزلية.

موضوع العلم:

  1. يدرس رجال العلم الظواهر التي نراها في عالمنا، سواء كانت طبيعية أو بيولوجية أو نفسية أو اجتماعية، وهي ظواهر يمكن وصفها وتفسيرها.
  2. يحتل علم الفيزياء المرتبة الأولى في تصنيف العلوم الطبيعية؛ لأنه أكثر فروع العلم بحثاً في إطار الكون أو الظواهر التي نراها فهو يتصف بالعمومية.

هدف العلم:

يهدف العلم إلى تحكم وسيطرة الإنسان على العالم الذي يعيش فيه ليتجنب أخطار الطبيعة من زلازل وبراكين وسيول مدمرة.

وللعلم جانبان:

ا. جانب نظري.

ب. جانب تجريبي.

ووفقاً لهذه الجوانب ينقسم العلماء الى فريقان:

الفريق الأول: علماء متخصصون في التنظير العقلي، وهؤلاء عباقرة العلم ومبدعوه مثل: (نيوتن، داروين، أينشتاين، أحمد زويل).

الفريق الثاني: علماء متخصصون في تكنولوجيا التجربة، والتي يمكنهم التحقق من الفروض المختلفة التي يضعها العلماء كحل لمشكلاتهم العلمية.

مهام العالم:

1. الوصف:

إن المهمة الأولى لرجل العلم وصف ما يراه أو يسمعه، فيقوم بالنظر إلى الوقائع والمشاهدات الحسية التي يراها ليجمع كل نوع في مجموعة يطلق عليها اسم معين، وتعرف هذه العملية بالتصنيف.

2. التفسير:

هو العثور على أسباب الوقائع الحسية التي نراها بهدف فهم الظواهر المحيطة بالإنسان وتوضيح كيفية حدوثها.

3. التنبؤ:

يرتبط التنبؤ بالتفسير ارتباطاً وثيقاً؛ فالتفسير الذي نصل به للقوانين العلمية يكون موجهاً إلى المستقبل؛ إذ يتم أخذ المعلومات بالتعميمات المقبولة، وبها نتنبأ بحدوث ظاهرة معينة.

صفات رجل العلم وأخلاقياته:

1. الأمانة العلمية:

وللأمانة عدة صور، منها:

أ. الأمانة فيما يقدمه من براهين وأدلة، فأدلة العلوم الطبيعية تكون بالتجارب والمعادلات الرياضية، بينما تكون في العلوم الاجتماعية من طريق استطلاعات الرأي والمقاييس المختلفة.

ب. الأمانة في نقله من الآخرين: فإذا رجع لجهود علماء سبقوه يجب أن يذكر جهودهم ولا ينسب جهدهم لنفسه.

ج. الأمانة في شكر من تعلم على يديهم والاعتراف بفضلهم.

2. الدقة:

ولها العديد من الصور، تتمثل في:

أ. الدقة في الكتابة العلمية: الذي تختلف عن الكتابة الإنشائية، فيجب استخدام لغة المعادلات الرياضية والبعد عن المجاز والرمز.

ب. الدقة في إعطاء الموضوع الذي يدرسه ما يستحقه من بحث ودراسة وعدم إهمال أي جانب.

3. الروح النقدية:

العالم يختبر كل الآراء السابقة بنظره نقدية ولا يقبل من الرأي إلا ما يبدو مقنعاً على أسس علمية، وأن يقبل نقد الآخرين.

4. الخيال:

الخيال للعالم وسيلة وليس غاية يتوجه به إلى اكتشاف الحقيقة.

خصائص المعرفة العلمية:

  1. هي معرفة عقلانية تتطلب الجرأة العقلية والإقدام على الفعل والعمل الجاد المتقن والمراجعة والنقد والتصحيح المستمر.
  2. تؤكد المعرفة العلمية أن ما نعلمه يعد قليلاً بالنسبة لما لا نعلمه، فمعرفتنا لنصف العلم تؤكد لنا الجهل بالنصف الآخر.
  3. المعرفة العلمية تجري في سياق تعاوني ويحمل داخله قيم أخلاقية جمالية لخدمة الإنسان.
  4. لكل معرفة علمية إطار نظري مختلف؛ لذلك لا يصح مقارنة نظرية بأخرى مثل مقارنة نظرية أينشتاين بنيوتن.
  5. تعتمد جميع فروع المعرفة العلمية في أساسيات البحث العلمي القائم على الدليل والبرهان والفروض لكي تصل للقانون العلمي.
  6. المعرفة العلمية احتمالية لا تقدم لنا خبراً نهائياً حول أي ظاهرة.
  7. المعرفة العلمية تراكمية؛ فهي دائمة النمو والتطور، حيث تثور على نظريات أثبت العلم المعاصر قدمها.
  8. المعرفة العلمية ذات جانب اجتماعي لا تقوم إلا في إطار مجتمعي.
  9. المعرفة العلمية تتقدم من خلال الصراع بين القديم والحديث، والصواب والخطأ.