الفصل الثاني: الاتجاهات والقيم

أولاً: (الاتجاه) تعريف الاتجاه:

" وهو مركب يتميز بالثبات والاستقرار النسبي، يوجه سلوك الأفراد قريبا من أو بعيدا عن عنصر من عناصر البيئة " أمثلة الاتجاه: (حب فرد لشيء ما، او كراهيته لشيء ما).

ثانياً: مكونات الاتجاه:

الاتجاه يتكون من ثالثة عناصر أساسية تتفاعل مع بعضها البعض لتعطى:

1. المكون المعرفي:

  • يشتمل على معتقدات الفرد وأفكاره وتصوراته نحو شيء سواء كان أشياء أو أشخاصاً أو مواقف او غيرهم.
  • ويسهم في كيفية تكوين اتجاهاتنا سلبياً أو إيجابياً نحو الموضوعات.

مثال: الاتجاه نحو تدخين السجائر يقصد به مجموعة المعتقدات التي توجد لدى الفرد حول هذا.

2. المكون الوجداني (الانفعالي):

  • ويشير إلى مشاعر الفرد وانفعالاته نحو موضوع معين.
  • ولعل هذا الجانب هو أكثر المكونات عرضة للثبات، وعدم التغير.

3. المكون السلوكي:

تحمل الاتجاهات معها ميلاً أو نزوعاً للقيام أو عدم القيام بفعل أو سلوك معين بالرجوع إلى مثال التدخين نجد أن:

  • اعتقاد الفرد بأن التدخين ضار بالصحة مكون معرفي.
  • كراهية الفرد لرائحة التدخين والمدخنين مكون وجداني.
  • الابتعاد عن المدخنين أو محاولة منعهم من التدخين مكون سلوكي.

ثالثاً: أهمية دراسة الاتجاهات:

ويعتبر (هربت سبينر) أول من استخدم هذا المفهوم ".

يرجع انتشار مفهوم الاتجاه وكثرة استخدامه الى عدة أسباب منها:

  1. تتسم الاتجاهات بالثبات النسبي.
  2. أنها متعلمة ومكتسبة، وبالتالي يمكن تغييرها وتطوير برامج لتدعيم الاتجاهات المرغوبة.
  3. إمكانية التنبؤ من خلال المعرفة باتجاهات الأفراد وبسلوكهم في المواقف المختلفة.
  4. تساهم الاتجاهات في رسم حدود الصلة بين قيم المجتمع وتوجهات الأفراد.

رابعاً: خصائص الاتجاهات:

  1. الاتجاهات مكتسبة ومتعلمة، وليست وراثية.
  2. الاتجاهات تتكون وترتبط بمثيرات ومواقف اجتماعية، ويشترك عدد من الأفراد أو الجماعات فيها.
  3. الاتجاهات لا تتكون في فراغ ولكنها تتضمن دائماً علاقة بين فرد، وموضوع من موضوعات البيئة، أو قضية من القضايا.
  4. الاتجاهات تتعدد، وتختلف حسب المثيرات التي ترتبط بها.
  5. يتضمن الاتجاه عنصرا عقليا يعبر عن معتقدات الفرد، أو معرفته العقلية عن موضوع الاتجاه.
  6. يتضمن الاتجاه عنصراً انفعالياً يعبر عن تقييم الفرد، ومدى حبه، أو استجابته الانفعالية لموضوع الاتجاه.
  7. يتضمن الاتجاه عنصرا سلوكيا يعبر عن سلوك الفرد الظاهر الموجه نحو موضوع الاتجاه.
  8. الاتجاهات تعتبر نتاجا للخبرة السابقة، وترتبط بالسلوك الحاضر، وتشير إلى السلوك في المستقبل.

خامساً: وظائف الاتجاهات:

  1. تحدد طريق السلوك وتفسره.
  2. تنظم العمليات الدافعية والانفعالية والإدراكية المعرفية حول بعض النواحي الموجودة في المجال الذي يعيش فيه الفرد.
  3. تيسر للفرد القدرة على اتخاذ القرارات في المواقف النفسية المتعددة في شيء من الاتساق.
  4. وتوضح صورة العالقة بين الفرد، وبين عالمه الاجتماعي.
  5. توجه استجابات الفرد للأشخاص، والأشياء، والموضوعات بطريقة تكاد تكون ثابتة.
  6. تساعد الفرد على أن يشعر، ويدرك، ويفكر بطريقة محددة إزاء موضوعات البيئة الاجتماعية.

سادساً: تغيير الاتجاهات:

أهم العوامل التي تساعد على احداث تغيير الاتجاهات:

  • ضعف الاتجاه وعدم قوته.
  • وجود اتجاهات متوازية أو متساوية في قوتها بحيث يمكن ترجيح أحدهما على باقي الاتجاهات.
  • وجود خبرات مباشرة تتصل بموضوع الاتجاه.
  • سطحية أو هامشية الاتجاه.

أهم العوامل التي تجعل تغير الاتجاهات امراً صعباً:

  • قوة الاتجاه القديم ورسوخه.
  • الجمود الفكري، وصلابة الرأي عند الأفراد مصاحبة الانفعال الشديد لالتجاه، وتحوله إلى تعصب يعمى الأعين.
  • إدراك الاتجاه الجديد على أنه تهديد للذات.
  • محاولة تغيير الاتجاه رغم إرادة الفرد.

ثانياً: القيم:

أولاً تعريف القيم:

في اللغة: تعنى قيمة الشيء، وقدره أو ثمنه، وان كانت القيمة أعم من الثمن.

أما القيمة فتعني كل ما هو جدير باهتمام الشخص وعنايته لاعتبارات؛ اجتماعية، أو اقتصادية، أو أخلاقية، أو دينية، أو جمالية، أو نفسية.

يجب نميز بين اطارين اساسين لمفهوم القيمة:

  • الإطار الأول: هو الإطار الاجتماعي العام، الذي يشير إلى ترتيب الأولويات وفق فهو الذي يشير إلى ترتيب أولويات وتفضيلات الفرد.
  • أما الإطار الثاني: فهو الإطار النفسي الذي يشير إلى ترتيب أولويات وتفضيلات الفرد.

ثانياً: خصائص القيم:

  1. القيم أكثر عمومية وتجريداً وشمولاً من الاتجاهات
  2. القيم أكثر ثباتاً من الاتجاهات وأقل قابلية للتغيير منها.
  3. تكون للقيم عادة جانب إيجابي في حين يمكن أن تكون الاتجاهات سلبية.

ثالثاً: اكتساب القيم:

س: القيم نتائج لعمليات التعلم ناقش؟

  1. فقد يكتسب الفرد قيمة كما يكتسب أنماط سلوكه الأخرى بالملاحظة والتقليد، وينطبق عليها في هذه الحالة ما ينطبق على أشكال التعلم الاجتماعي الأخرى والناتجة من تفاعل الفرد مع متغيرات بيئته؛ فالكثير من الأولاد، وبخاصة حديثي السن منهم يقبلون بوجهات نظر آبائهم، أو الأشخاص المهمين في حياتهم.
  2. قد يكتسب الفرد بعض قيمه نتيجة مبادئ التعلم الشرطي وأثر عمليات التعزيز، والعقاب في اكتساب بعض القيم دون الأخرى، حيث يعمل التعزيز على تقوية السلوك القيمي المرغوب فيه، في حين يؤدي العقاب إلى انطفاء أو كف السلوك غير المرغوب فيه.

رابعاً: العوامل التي تؤثر في القيم:

اختلاف الأفراد في قيمهم نتيجة اختلافهم في العديد من العوامل، كالسن والقدرات والخبرات التعليمية، والوضع الاقتصادي الاجتماعي، والخلفية الثقافية.

دور التنشئة الاجتماعية وتشكيل القيم لدى الفرد:

  1. تؤدي الاسرة منذ مراحل مبكرة من العمر دوراً هاماً في تحديد دلالات الاشياء والأحداث والأشخاص، وما هو ملائم وما هو غير ملائم من أنماط السلوك والدوافع، مثل دعم سلوك الاستقلال أو الإنجاز.
  2. فخصال الطفل الوراثية والعقلية تشكل أسلوب تفاعله مع الخبر ات والأحداث التي يتعرض لها في الأسرة، والبيئة الاجتماعية المحيطة.
  3. وهذه الخصال الفردية هي أساس الفروق الفردية بين الأشخاص.