لمحة بلاغية: الإيجاز والإطناب

1. الإيجاز: هو التعبير عن الأفكار الواسعة والمعاني الكثيرة بأقل عدد من الألفاظ وهو نوعان:

1. إيجاز حذف: ويتم بحذف كلمة او أكثر من الجملة لأنها تفهم من سياق الكلام ومن أمثلته:

أهم ما يحذف:

1. المبتدأ: وذلك إذا بدأ البيت بنكرة وقيمته الفنية الاهتمام بالخبر.

2. المفعول به: ويفيد العموم والشمول.

3. حذف الفاعل ويكون في الفعل المبني للمجهول: ويفيد الكثرة أو العلم بالفاعل.

4. حذف أداة النداء.

المثال المثال قبل الحذف
وما أدراك ماهية نار حامية وما أدراك ماهية هي نار حامية
واسأل القرية واسأل أهل القرية
من عمل صالحاً فلنفسه من عمل عملاً صالحاً فلنفسه
غدوها شهر ورواحها شهر غدوها مسيرة شهر ورواحها مسيرة شهر

2. الإيجاز بالقصر: ويكون يتضمن العبارات القصيرة معاني كثيرة من غير حذف مثل:

قال تعالى: (ألا له الخلق والأمر) العبارة توضح معاني كثيرة تتعلق بالخالق وعظمته وقدرته و وحدانيته.

ولكم في القصاص حياة. العبارة توضح معاني كثيرة من تخويف للقاتل وحقن للدماء وشعور بالأمن والأمان ..الخ.

وفي قول الرسول (ص): اذا لم تستح فاصنع ما شئت.

الكثير من المعاني التي يحملها ذلك الأمر التهديدي ومعناه أنه إذا انتزع الحياء من نفس الإنسان فقد يعمد الى عمل الفواحش والمنكرات بأنواعها، سراً وجهراً، قولاً وعملاً، ولكن العاقل يدرك أن وراء هذا القول ماوراءه من تهديد ووعيد، فمن يقدم على ذلك فالحساب أمامه والعقاب ينتظره.

جاء في رسالة الرسول (ص) الى كسرى: أسلم تسلم رواه البخاري.

وفي قول الرسول (أسلم تسلم) غاية الإيجاز، ومنتهى الاختصار، فمعنى هاتين الكلمتين: اعرف الإسلام وادخل فيه وسلم أمرك لله بالانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك فإن تحقق ذلك سلمت نفسك من العذاب وسلطانك من الانهيار.

مهم جداً: الفرق بين نوعي الإيجاز هو أن إيجاز القصر يقدر فيه معان كثيرة أما إيجاز الحذف فغايته هي اختصار الكلام وقلة ألفاظه.

سر جمال الإيجاز: إثارة العقل وتحريك الذهن وإمتاع النفس.

2. الإطناب: هو أداء المعنى بأكثر من عبارة سواء أكانت الزيادة كلمة أم جملة بشرط أن تكون لها فائدة (كالرغبة في الحديث مع المحبوب) او التعليل او الاحتراس او الدعاء او التذييل او الترادف او ذكر الخاص بعد العام او التفصيل بعد الإجمال فإذا خلت الزيادة من الفائدة فلا يسمى الكلام معها إطناباً بل تطويلاً او حشواً لا داعي له وهو مذموم.

من صور الإطناب:

1. إطناب عن طريق ذكر الخاص بعد العام: للتنبيه على فضل الخاص.

(تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر).

فقد خص الله سبحانه وتعالى الروح بالذكر وهو جبريل مع أنه داخل في عموم الملائكة تكريماً وتشريفاً له.

2. إطناب عن طريق ذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص.

ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.

3. إطناب عن طريق الجملة الاعتراضية بالشكر والدعاء: وصل أبي - والحمد الله - من السفر سالماً.

4. إطناب عن طريق الاعتراض بالاحتراس:

كقول الرسول: (المؤمن القوي خير وأحب الى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كل خير): فقول الرسول (وفي كل خير) احتراس جميل حتى لا يتوهم القارئ ان المؤمن الضعيف لا خير فيه.

وكقوله تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) فقوله تعالى (والله يعلم إنك لرسوله) إطناب جيء به للاحتراس.

5. إطناب للرغبة في إطالة الحديث مع المحبوب:

كقوله تعالى: (وما تلك بيمينك يا موسى* قال هي عصاي اتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مأرب أخرى) في المثال السابق بسط سيدنا موسى الكلام تلذذاً بالحديث مع الله، فهو يكلم رب العزة ويسعد أعظم سعادة بهذه المنزلة لذلك أطال مع أنه كان يكفيه أن يقول (هي عصاي اتوكأ).

6. إطناب عن طريق التعليل:

كقوله تعالى: (واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور).

7. إطناب عن طريق التفصيل بعد الإجمال:

كقول الرسول: (بني الاسلام على خمس: شهادة ان لا إله الا الله، وان محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان).

8. إطناب عن طريق الترادف: مثل: هشت لك الدنيا فمالك واجما وتبسمت فعلام لا تبتسم.

9. إطناب عن طريق التكرار: كقوله تعالى: (فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا).

10. إطناب عن طريق التذليل: ويأتي بعد تمام المعنى: مثل (حكم على المتهم بالبراءة - والعدل أساس الملك).