مدرسة الديوان
س1: من رواد مدرسة الديوان؟ وماذا جمع بينهم؟
رواد هذه المدرسة هم: عبد الرحمن شكري (1886م - 1958م) وعباس محمود العقاد (1889م - 1964م) وابراهيم عبد القادر المازني (1889م - 1949م)، وقد جمع بينهم اعتزازهم بالثقافة العربية وتأثرهم بالرومانتيكية الانجليزية.
س2: لماذا اتجه رواد هذه المدرسة الى الرومانتيكية؟ وماذا فعلوا؟
اتجه رواد هذه المدرسة إلى التجديد عندما وجدوا أنفسهم يمثلون الشباب العربي وهو يمر بأزمة فرضها الاستعمار على الوطن العربي الذي نشر الفوضى والجهل بين أبنائه في محاولة منه لتحطيم الشخصية العربية الإسلامية.
عندئذ تصادمت آمالهم الجميلة مع الواقع الأليم فحدث ما يلي لهم:
- الهروب من عالم الواقع إلى عالم الأحلام.
- الفرار إلى الطبيعة ليبثوا لها آمالهم الضائعة.
- التأمل في الكون والتعمق في أسرار الوجود.
س3: عن أي شيء عبر هؤلاء الشعراء الثلاثة؟ وإلام اتجهوا وجنحوا؟
- عبروا بمواقف حارة وتجربة صادقة عن المأساة التي يعيشها جيلهم.
- واتجهوا في شعرهم الى الذات الإنسانية، وجنحوا الى الخيال، واتفقوا مع خليل مطران الذي اتخذ عن الرومانتيكية الفرنسية فيما ذهب إليه من اتجاه وجداني، وساروا في نفس الدرب العاطفي.
س4: أين بدأ الشعراء الثلاثة ينشرون أراءهم، ويدعون لمذهبهم؟ ومنذ متى؟
بدأوا ينشرون آراءهم منذ عام 1909 في مقالات بالصحف، وفي مقدمات دواوينهم.
س5: اذكر مقولة العقاد التي لخص فيها موقف الديوانين في مقدمة الديوان الأول للمازني عام 1913؟
لقد تبوأ منابر الأدب فتية لا عهد لهم بالجيل الماضي، ونقلتهم التربية والمطالعة أجيالاً بعد جيلهم، فهم يشعرون بشعور الشرقي، ويتمثلون العالم كما يتمثله الغربي، وهذا مزاج أول ما يظهر من ثمراته أن نزعت الأقلام الى الاستقلال، ورفع غشاوة الرياء والتحرر من القيود الصناعية.
س6: كيف اختلفت نظرة الديوانيين عن نظرة الإحبائين في الشعر؟
وجد اعضاء هذه المدرسة أن نظرتهم الى الشعر تختلف عن نظرة الإحيائيين لأن أولئك الإحيائيين ينظرون الى الخلف ويعيشون في ظلال القديم، وهم (الديوانيون) ينظرون الى الأمام يستلهمون ذواتهم، وخيالاتهم وعواطفهم وأحداسهم، ويعبرون عن مأساة عصرهم، وإزاء هذا الاختلاف الكبير بين النظرتين أخذوا يهاجمون الإحيائيين وفي مقدمتهم أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم ومصطفى صادق الرافعي.
س7: ما سبب تسمية المدرسة بهذا الاسم "مدرسة الديوان"؟
بسبب أكثر كتاباتهم شهرة وقسوة وهو كتاب "الديوان في الأدب والنقد" الذي أصدره العقاد والمازني عام 1921م وبه سموا "مدرسة الديوان" وإن ظهرت اسهاماتهم الشعرية وآرائهم النقدية قبل ظهور هذا الكتاب.
س8: ما موقف جماعة الديوان من الإحيائيين؟
- استلهام النماذج البيانية القديمة مثلاً أعلى لهم في شعرهم، وطغيان الجانب البياني على المضمون والفكرة.
- لم يرتضوا منهم اهتمامهم الزائد بشعر المناسبات والمحافل، والبعد عن تصوير الخلجات النفسية الإنسانية وإن كتب العقاد في المدح معللاً بأن المدح الصادق ليس عيباً.
- ثم يوافقوهم في الاهتمام بقشور الأشياء وظواهرها.
- هاجموهم لعدم وضوح شخصياتهم الشعرية وضوحاً تاماً في شعرهم، وبخاصة في معارضاتهم الشعر القديم.
- عابوا عدم مراعاة الوحدة الفنية في شعرهم، وانتقالهم من غرض الى غرض أخر في القصيدة.
- نقدوا مبالغتهم وعدم وضوح الصدق في شعرهم.
س9: ما الخصائص الفنية لمدرسة الديوان؟
- جمعوا بين الثقافة العربية والثقافة الإنجليزية.
- يتطلع شبابهم في طموح الى الآفاق ويستهدفون المثل العليا، وتفوق طموحاتهم وتتجاوز آمالهم واقع عصرهم.
- القصيدة عندهم كائن حي لكل جزء فيه وظيفته ومكانته، كما هو الحال في عضو الجسم، فالقصيدة بناء حي لا تتعدد أغراضه ولا تتنافر أجزاؤه تحت عنوان يضمها في وحدة (فنية) عضوية.
- وضوح الجانب الفكري في شعرهم، مما جعل الذهنية تكثر في شعرهم، والعقلانية تطغى على عاطفتهم يقول المازني:
- لبست رداء الدهر عشرين حجة ... وثنتين يا شوقي الى خلع ذا البرد
- عزوفا عن الدنيا ومن لم يجد لها .... مراداً لآمال تعال بالزهد
5. يتأملون في الكون ويتعمقون في أسرار الوجود.
6. الصدق في التعبير والبعد عن المبالغات.
7. ظهور مسحة الحزن والألم والتشاؤم واليأس في شعرهم.
8. تخلصوا من تأثير الآداب القديمة، فلم يستعيروا المادة الأدبية القديمة، واستخدموا لغة العصر.
9. البعد عن المناسبات والموضوعات السياسية والاجتماعية.
10. اهتموا بتعميق الظواهر على جوهرها، مما جعل الفكر يسبق الشعور عندهم.
11. تعميق فكرة الاهتمام بوضع عنوان للقصيدة، استمراراً لمحاولات بعض شعراء الاتجاه السابق لكنهم تجاوزوها الى وضع عنوان للديوان كله ليدل على الإطار العام للديوان كما تجد في عابر سبيل وكان سابقوهم يذكرون ديوان البارودي وديوان شوقي وديوان حافظ وهلم جراً.
س10: كيف فشل رواد مدرسة الديوان في صداقتهم؟ وما نتيجة هذا الفشل؟
فشل رواد مدرسة الديوان في صداقتهم بعد فترة، وانفضت مدرستهم بعد ان هاجم شكري المازني لا اختلافهما في بعض القضايا الأدبية، وأخذ العقاد جانب المازني، والنتيجة: توقف عبد الرحمن شكري عن قول الشعر بعد صدور ديوانه السابع (أزهار الخريف) عام 1918م، وأخلد الى العزلة، وانصرف المازني عن قول الشعر بعد صدور ديوانه الثاني سنة 1917وآثر كتابة القصة والمقال الصحفي، وبقي العقاد وحده ممثلاً لهذا الاتجاه، جاعلاً للشعر المقام الثاني من اهتمامه الأدبي والفكري في أخريات عمره بعد كتاباته السياسية والاجتماعية والأدبية والإسلامية.
س11: اذكر تلاميذ العقاد الذين استمروا في اتجاه الديوانيين؟
محمود عماد وعبد الرحمن صدقي وعلي أحمد باكثير، والحسابي عبد الله، وأمثالهم بمصر ومحمد حسن عواد بالسعودية وغيرهم كثيرون بالبلاد العربية.
س12: ما مفهوم الشعر عندهم؟
الشعر عندهم تعبير عن النفس الإنسانية وما يتصل بها من التأملات الفكرية والنظرات الفلسفية.