مدرسة المهاجر
س1: اضطر بعض أبناء الشام من العرب المسيحيين إلى الهجرة عن أوطانهم. فما الأسباب التي دفعتهم إلى الهجرة؟
- الاضطهاد السياسي والقهر الاجتماعي.
- الصراع المذهبي الديني.
- الصراع الطبقي والفقر.
- التطلع إلى الحرية والكسب.
س2: ماذا كان أثر البيئة الجديدة في حياتهم وفى أحاسيسهم؟ ولماذا لم يذوبوا في هذه البيئة الجديدة؟
- بعد أن استقروا في مهجرهم الجديد بدأت البيئة الجديدة تؤثر في حياة الشباب المهاجرين وفى أحاسيسهم، ثم في أدبهم، وذلك لاختلاف الإطار الاجتماعى والثقافي والحضاري عن وطنهم الأصلي لبنان.
- ولكنهم لم يستطيعوا أن يذوبوا في وطنهم الجديد فأصبحوا كالمعلقين في الهواء، ولم تحقق لهم الحياة في مهجرهم المثل العليا والطموحات التي كانوا يرنون إليها، وعاشوا وماتوا وهم فقراء، بعد أن كانوا يتطلعون إلى وضع اجتماعي كريم يساوي بين الإنسان أمام فرص الحياة. ولكن أجمل ما شعروا به واكتسبوه فى الوطن الجديد هو الشعور بالحرية.
س3: تكونت في أمريكا جماعتان أدبيتان للرومانتيكية فما هما؟ وما الفرق بينهما من حيث التجديد والمحافظة؟
1ـ الرابطة القلمية:
وتكونت في أمريكا الشمالية سنة 1920م، وكان رائدها " جبران خليل جبران " ومن أعضائها أمير شعرائها " إيليا أبو ماضي " ومن أهم سماتها: الميل إلى التجديد والثورة على الشعر التقليدي، وبذلك كان شعراؤها حملة مشعل التجديد في شعر المهاجر.
2ـ العصبة الأندلسية:
وتكونت في أمريكا الجنوبية سنة 1933م، ومن شعرائها: رشيد خوري، وفوزي المعلوف، ومن سماتها: الميل إلى المحافظة، وعقد الصلة بين القديم والجديد في الشعر.
لاحظ: بدأ الشعراء المهاجرون يتجهون بشعرهم للتعبير عن حياتهم الجديدة، وكانت فرحتهم بإحساسهم بالحرية، إلى جانب عدم اهتمامهم بالتراث العربي القديم دافعا إلى التحرر من القيود الشعرية التقليدية، على درجات متفاوتة فيما بينهم.
س4: ما خصائص أدب المهجر من حيث المضمون؟
- تحقق في شعرهم كثير من سمات الرومانتيكية
- اتفقوا مع مدرسة الديوان في دعوتهم إلى التجديد، ولكنهم اختلفوا عنهم في أنهم لم يجعلوا شعرهم غارقا في الذهنية، بل جعلوه محلقا مع العاطفة، كما كانوا أكثر تحررا وانطلاقا في معانيه وأخيلته وأوزانه.
- الإيمان بأن الشعر يعبر عن موقف الإنسان في الحياة، وأنه يقوم بدور إنساني: هو تهذيب النفس، وإعلاء الحق ونشر الخير والتمسك بالقيم وجعل الحب وسيلة إلى سلام دائم يشمل النفس والوجود.
- نزعوا في شعرهم إلى استبطان النفس الإنسانية، وذلك بتأمل الشاعر نفسه، ومشاركته الوجدانية لمن حوله، يقول " إيليا أبو ماضي " في ديوانه " الجداول ":
أنا لا أذكرُ شيئاً عن حياتي الماضِيَةْ
أنا لا أعِرفُ شيئاً عن حياتي الآتيَةْ
لي ذاتٌ غيرَ أني لسْتُ أدرى ماهِيَهْ
فمتى تعرف ذاتِي كُنْه ذاتِي؟
لستُ أدرِى!!
5. حفل شعرهم بالتأمل في حقائق الكون والحياة، في الخير والشر، في الحياة والموت، مما أتاح لخيالهم أن يجسد لهم الأمور الوهمية ويجعلها حية تشاركهم حياتهم، بما في ذلك تأمل الموت. يقول " ميخائيل نعيمة " في ديوانه " همس الجفون ":
وعندما الموت يدنو .... واللحد يغر فاه
أغمض جفونك تبصر ... في اللحد مهد الحياة
6. النزعة الروحية في شعرهم وذلك حين وازنوا بين موقف الإنسان من القيم الروحية العاطفية في الشرق والقيم المادية في الغرب، مما جعلهم يلجؤون إلى الله بالشكوى ويدعون إلى المحبة والتساند الجماعي. وها هو " نسيب عريضة " ينادى أخاه في الإنسانية:
وإذا شئتَ أن تسيرَ وحيدًا ... وإذا ما اعترَتْك منِّي مَلالهْ
فامْضِ لكنْ ستَسْمعُ صوتي ... صارخًا «يا أخِي» يؤدِّي الرسالةْ
وسيأتيك، أين كنت، صدى حبي ... فتدري جمله وجلاله
7. الاتجاه إلى الطبيعة والامتزاج بها، وجسدوها وجعلوها حية متحركة في صورهم. يقول " شكر الله الجر ".
رتِّلى يا طيرُ ألحانكِ في هذي السفوحْ
هُوَ ذا الليلُ وقدْ أهْرَمَ يمشِي كالكَسِيحْ
هو ذا الفجر وها رياه في الوادي تفوح
يا له طفلا على أرجوحة الأفق يلوح
8. شعروا بحنين جارف إلى وطنهم العربي فأذابوه شعرا رقيقا يفيض بالشوق والحب والحنين، وكلما قست الحياة عليهم ـ وكثيرا ما قست ـ زادوا من نغمات الحنين إلى بلادهم، يقول «نعمة قازان»:
غريبٌ أراني على ضفَّة ... كآني غيري على ضِفَّتي
فحتَّى السَّواقي إذا نَغَّمتْ ... كأن السَّواقي بلا نَغْمةِ
فلا لا أحب سوى قريتي ... ولا لا أريد سوى أمتي
س6: ما خصائص أدب المهجر من حيث التجديد في الفن الشعري (الشكل)؟
1. المغالاة في التجديد، فقد غالى أدباء الشمال" الرابطة القلمية " في تجديدهم، فبعدوا في بعض شعرهم عن أصول اللغة العربية، ويرجع ذلك إلى:
أ. بعدهم عن الثقافة العربية الأصيلة.
ب. اندفاعهم نحو التجديد مما جعلهم يتساهلون في اللغة.
2. الاهتمام بالنثر حيث أوشك الشماليون أن يقتصروا على النثر، وأوشك الجنوبيون أن يقتصروا على الشعر، ومن كتب جبران خليل جبران ذات الطابع الرومانتيكي: " عرائس المروج ـ الأجنحة المتكسرة ـ دمعة وابتسامة ـ الأرواح المتمردة ـ العواصف "، كما كتب ميخائيل نعيمة كتابه النقدي الغربال نثرا.
3. الميل إلى الرمز قاصدين بذلك إلى دلالات تستنبط من القصيدة نفسها مثل قصيدة " التينة الحمقاء " لـ " إيليا أبو ماضي ".
عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه ... فازينت واكتست بالسندس الشجر
وظلتِ التينةُ الحمقاءُ عاريةً ... كأنها وتِدٌ في الأرِض أو حَجرُ
ولم يُطِقْ صاحبُ البستانِ رُؤيتَها ... فاجتثَّها فهوَتْ في الناِر تستعرُ
من ليس يسخو بما تسخو الحياة به ...فإنه أحمق بالحرص ينتحر
4. التمسك بالوحدة الفنية بل تجاوزوها في القصيدة إلى الوحدة الشعورية في الديوان الواحد الذي يضم قصائد ذات طابع موحد، كما يحمل اسما ذا صلة بمضمونه، ويبدو ذلك في أسماء دواوينهم، مثل:
(همس الجفون) لميخائيل نعيمة، و(الخمائل ـ الجداول) لأيليا أبى ماضي، وبذلك حرصوا على وجود الترابط الفني بين فكرها وموسيقاها وعاطفتها.
5. الاهتمام بالصور الشعرية حيث تتعاون الصور الجزئية (تشبيه – استعارة – كناية – مجاز) في تكوين صورة كلية، وبذلك نالت الطبيعة حظا كبيرا من وصفهم.
6. التصرف في الأوزان والقوافي، وتنوع شعرهم بين النثر الشعرى والشعر ذي الوزن والقافية الموحدين، والأناشيد والأغاني الشعبية، والقافية المزدوجة، والمقطوعات المتنوعة.
7. اتخاذهم القصة وسيلة للتعبير والتحليل النفسي للعواطف والمشاعر وتجسيد المواقف والمعاني وتقابل الآراء والأفكار وتصارعها.
8. الميل إلى اللغة الحية والكلمة المعبرة وسلاسة الأسلوب، ومثال ذلك مطلع قصيدة البلاد المحجوبة لجبران خليل جبران:
هو ذا الفجر فقومي ننصرف ... عن ديار ما لنا فيها حبيب
ما عسى يرجو نبات يختلف ... زهره عن كل ورد وشقيق؟