من أنت يا نفسي - ميخائيل نعمة

التعريف بالشاعر:

  • ميخائيل نعيمة (1889 - 1988) مفكر لبناني حصل على الجنسية الأمريكية. انضم إلى الرابطة القلمية التي أسّسها أدباءٌ عرب في المهجر وكان نائباً لجبران خليل جبران فيها، قاد النهضة الفكرية والثقافية. شاعر وقاصّ ومسرحيّ وناقد وكاتب مقال ومتأمّل في الحياة والنفس الإنسانية، وقد ترك خلفه آثاراً بالعربية والإنجليزية والروسية، لقّب بـ "ناسك الشخروب (مكان)".
  • من أعماله مجموعته القصصية "سنتها الجديدة"، و"مسرحية الآباء والبنون" ومجموعته الشعرية الوحيدة هي "همس الجفون" وضعها بالإنكليزية، وعرّبها محمد الصابغ.

التجربة الشعرية:

يعبر فيها الشاعر عن حيرة الإنسان أمام ظواهر الطبيعة مع التأمل في النفس البشرية ومحاولة استخراج مكنوناتها.

1. البجر وأسئلة متابعة:

إِنْ رَأَيْتِ الْبَحْرَ يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ ويَثُورْ

أَو سَمعْتِ الْبَحْرَ يَبْكِي عِنْدَ أَقْدَامِ الصُّخُورْ

ترْقُبِي الْمَوْجَ إلَى أَنْ يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ

وتُنَاجي الْبَحْرَ حَتَّى يَسْمَعَ الْبَحْرُ زَفِيرَهْ

رَاجِعًا مِنْك إِلَيْه

هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْتِ؟

اللغويات:

يطغى: يضطرب ويفيض ـ يثور: يهيج ـ ترقبي: لاحظي ـ يحبس: يوقف ـ هديره : صوته المرتفع ـ زفيره: المراد اضطرابه.

الشرح:

يبدأ الشاعر بالحديث عن البحر في قوته وثورته ثم في هدوئه واستكانته والتي تبدو في ضعفها تبكي حين تصطدم بالصخور وتنكسر عنده فيطلب من نفسه أن تناجيه وتمتزج معه وتبادله حركة بحركة ونفَسَا بنَفَس فالنفس دائما تشتاق إلى ما يشابهها ثورة واستكانة.

التذوق:

1. رَأَيْتِ الْبَحْرَ يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ ويَثُورْ: رَأَيْتِ الْبَحْرَ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص "، يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ ويَثُورْ: استعارة مكنية صور فيها الموج بإنسان يطغى " تشخيص "، فِيهِ: قصر للتوكيد والتخصيص، يَطْغَى ـ يَثُورْ: إطناب بالترادف للتأكيد.

2. أَو سَمعْتِ الْبَحْرَ يَبْكِي عِنْدَ أَقْدَامِ الصُّخُورْ: سَمعْتِ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص "، الْبَحْرَ يَبْكِي: استعارة مكنية صور فيها البحر بإنسان يبكي " تشخيص "، أَقْدَامِ الصُّخُورْ: استعارة مكنية صور فيها الصخور بإنسان له أقدام " تشخيص ".

3. ترْقُبِي الْمَوْجَ إلَى أَنْ يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ : ترْقُبِي الْمَوْجَ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يترقب " تشخيص "، يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ : استعارة مكنية صور فيها الموج سجانا والهدير مسجونا " تشخيص ".

4. تُنَاجي الْبَحْرَ حَتَّى يَسْمَعَ الْبَحْرُ زَفِيرَهْ: حَتَّى: حرف يفيد الغاية والهدف، يَسْمَعَ الْبَحْرُ زَفِيرَهْ: استعارة مكنية صور فيها البحر بإنسان له زفير " تشخيص ".

5. رَاجِعًا مِنْك إِلَيْه.. هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْتِ؟: كناية عن الامتزاج بين البحر والنفس، مِنْك إِلَيْه: طباق يوضح المعنى ويقويه، هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْتِ؟: أسلوب إنشائي نوعه استفهام غرضه الحيرة والتشويق مِنَ الْأَمْوَاج: قصر للتوكيد والتخصيص.

2. الامتزاج بالطبيعة:

إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ يَدْوِي بَيْنَ طَيَّات الغَمَامْ

أو رَأَيْتِ البَرْقَ يَفْرِِي سَيْفُهُ جَيْشَ الظَّلَامْ

تَرْصُدِي البَرْقَ إلَى أَنْ تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ

ويَكُفَّ الرَّعْدُ لَكِنْ تَارِكاً فِيكِ صَدَاهْ

هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟

أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ؟

اللغويات:

الرعد: صوت تصادم السحب ـ يدوي: يرتفع صوته ـ طيات: داخل ـ الغمام: السحاب ـ يفري: يشق ـ ترصدي: لاحظي ـ تخطفي: تأخذي مسرعة ـ لظاه: لهب النار ـ يكف: يتوقف ـ انفصلت: افترقتِ وخرجتِ ـ انحدرتِ: نزلتِ.

الشرح:

يتحدث الشاعر إلى نفسه ممتزجا بالطبيعة فيقول لنفسه: هل سمعتِ الرعد بصوته الشديد بين السحاب المتراكم وهل شاهدتِ البرق يشق الظلام بضوئه السريع فيفرق الظلام، الطبيعة الثائرة تشبه نفسه الحائرة فكأن نفسه خرجت من البرق والرعد وكأنها جزء منهما.

التذوق:

1. إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ يَدْوِي بَيْنَ طَيَّات الغَمَامْ: سَمِعْتِ الرَّعْدَ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص ", طَيَّات الغَمَامْ: استعارة مكنية تصور الغمام ثوبا يُطوى " تجسيم " ، سَمِعْتِ ـ الرَّعْدَ: مراعاة نظير تثير الذهن.

2. أو رَأَيْتِ البَرْقَ يَفْرِِي سَيْفُهُ جَيْشَ الظَّلَامْ : رَأَيْتِ البَرْقَ : استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " , رَأَيْتِ ـ البَرْقَ : مراعاة نظير تثير الذهن , البَرْقَ يَفْرِِي سَيْفُهُ جَيْشَ الظَّلَامْ : استعارة مكنية صور فيها البرق بمحارب " تشخيص " , سَيْفُهُ : استعارة تصريحية صور ضوء البرق بسيف لامع " توضيح " , جَيْشَ الظَّلَامْ : استعارة مكنية صور فيها الظلام قائدا له جيش مخيف " تشخيص " , البَرْقَ ـ الظَّلَامْ : طباق يبرز المعنى ويوضحه , سَيْفُهُ ـ جَيْشَ : مراعاة نظير تثير الذهن.

3. تَرْصُدِي البَرْقَ إلَى أَنْ تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يلاحظ ويراقب " تشخيص "، تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يخطف " تشخيص "، منه: قصر للتوكيد والتخصيص.

4. يَكُفَّ الرَّعْدُ لَكِنْ تَارِكاً فِيكِ صَدَاهْ: فِيكِ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يتأثر بصدى الرعد " تشخيص "، والكاف لاستحضار الصورة، الرَّعْدُ ـ صَدَاهْ: مراعاة نظير تثير الذهن.

5. هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟ أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ؟: أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق، انْفَصَلْتِ ـ انْحَدَرْتِ: استعارة مكنية فيها تجسيم للنفس بشيء مادي ينفصل وينحدر " تجسيم ".

3. علاقة النفس بالريح:

إنْ رَأَيْتِ الرِّيحَ تَذْرِي الثََّلْجَ عَنْ رُوسِ الجبَالْ

أو سَمعْتِ الرِّيحَ تَعْوِي فِي الدُّجَى بَيْنَ التِّّلَالْ

تَسْكُنُ الرّيحُ وتَبْقَيْ باشْتِيَاقٍ صَاغِيهْ

وأُنَادِيكِ ولَكِنْ أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ

فِي مُحِيط لَا أَرَاهْ

هَلْ مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ؟

اللغويات

الريح: الهواء المتحرك ـ تذري: تُطير ـ تعوي: صوت الذئب ـ الدجى: الظلام ـ التلال: المرتفعات ـ تسكن: تهدأ ـ اشتياق: تعلق ـ صاغية: مستمعة بإنصات ـ قاصية: بعيدة

الشرح:

تتفاعل نفس الشاعر مع الريح العنيفة التي تبعثر الثلج من قمم الجبال بقوتها واندفاعها أو مع الريح التي تعوي حيث تحاصرها الجبال من كل جانب وقد تهدأ الريح فلا يكاد يسمع لها صوت مثل نفسه ثائرة وساكنة فلا تجيبه مهما حاول فهمها والاتصال بها لتوضيح مكنوناتها.

التذوق:

1. إنْ رَأَيْتِ الرِّيحَ تَذْرِي الثََّلْجَ عَنْ رُوسِ الجبَالْ: رَأَيْتِ الرِّيحَ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص "، رُوسِ الجبَالْ: استعارة مكنية صور فيها الجبال بإنسان له رأس " تشخيص "

2. أو سَمعْتِ الرِّيحَ تَعْوِي فِي الدُّجَى بَيْنَ التِّّلَالْ: سَمعْتِ الرِّيحَ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص "، الرِّيحَ تَعْوِي: استعارة مكنية صور فيها الريح بذئب يعوي " تجسيم "

3. تَسْكُنُ الرّيحُ وتَبْقَيْ باشْتِيَاقٍ صَاغِيهْ: تَبْقَيْ باشْتِيَاقٍ صَاغِيهْ: استعارة مكنية صور فيها الريح بإنسان يصغي " تشخيص "، باشْتِيَاقٍ: قصر للتوكيد والتخصيص

4. أُنَادِيكِ ولَكِنْ أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ: أُنَادِيكِ: استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة يناديها الشاعر " تشخيص "، والكاف لاستحضار الصورة، لكن: حرف للاستدراك ومنع الفهم الخاطئ، ويوحي بالمفاجأة، أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ: استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة تبتعد عن الشاعر ولا تتجاوب معه " تشخيص "، عَنِّي: قصر للتوكيد والتخصيص

5. فِي مُحِيط لَا أَرَاهْ.. هَلْ مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ؟ أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق، وُلِدْتِ: استعارة مكنية صور فيها الريح بالأم والنفس بالمولود " تشخيص ".

4. علاقة النفس بالفجر:

إنْ رَأَيْتِ الفَجْرَ يَمْشِي خِلْسَةً بَيْنَ النُّجُومْ

ويُوشِّي جُبّةَ اللَّيْلِ المُوَلِّي بالرُّسُومْ

يَسْمَعُ الفَجْرُ ابْتهَالًا صَاعداً مِنْك إلَيْهْ

وتَخِرِّي كَنَبِيٍّ هَبَطَ الْوَحْيُ عَلَيْهْ

بخُضُوعٍ جَاثِيَهْ

هَلْ مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ؟

اللغويات

خلسة: متسللا ـ يوشي: يزين ـ جبة: ثوب ج جُبب وجِباب ـ المولي: الهارب ـ بالرسوم: الزخارف ـ ابتهالا: دعاء ـ تخري: تسقطي ـ خشوع: خضوع ـ جاثية: جالسة راكعة في تذلل ـ انبثقت: خرجت

الشرح:

نفس الشاعر تذهب لمراقبة الفجر لتعرف حقيقة نفسها تذهب لتراقب الفجر بضيائه الذي يبدد ظلام الليل في ساعة الخشوع والتذلل والدعاء لله حيث تبدو النفس في هذا الوقت كالنبي العابد الذي يحاول الخلاص من جحيم الدنيا وماديتها الزائلة إلى الروحانية.

التذوق:

1. إنْ رَأَيْتِ الفَجْرَ يَمْشِي خِلْسَةً بَيْنَ النُّجُومْ: رَأَيْتِ الفَجْرَ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص "، الفَجْرَ يَمْشِي خِلْسَةً: استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يمشي خلسة " تشخيص " ، خلسة: توحي بالخداع.

2. يُوشِّي جُبّةَ اللَّيْلِ المُوَلِّي بالرُّسُومْ: يُوشِّي جُبّةَ اللَّيْلِ: استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يوشي ويزين " تشخيص " جُبّةَ اللَّيْلِ: استعارة مكنية صور فيها الليل بإنسان يرتدي جبة " تشخيص ".

3. يَسْمَعُ الفَجْرُ ابْتهَالًا صَاعداً مِنْك إلَيْهْ: استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يسمع " تشخيص " , صَاعداً مِنْك إلَيْهْ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يبتهل ويدعو " تشخيص " منك.. إليه: طباق يبرز المعنى ويوضحه.

4. تَخِرِّي كَنَبِيٍّ هَبَطَ الْوَحْيُ عَلَيْهْ: تشبيه للنفس بالنبي " تشخيص "، نبي: نكرة للتعظيم، نبي.. الوحي: مراعاة نظير لإثارة الذهن.

5. بخُضُوعٍ جَاثِيَهْ.. هَلْ مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ؟: بخُضُوعٍ جَاثِيَهْ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يخضع " تشخيص "هَلْ مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ؟: أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق، مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ: استعارة مكنية صور فيها النفس بشيء مادي يخرج " تشخيص ".

5. علاقة النفس بالشمس:

إنْ رَأَيْتِ الشَّمْسَ فِي حُضْنِ المِيَاهِ الزاخرة

تَرْمُقُ الأَرْضَ ومَا فِيهَا بِعَيْنٍ سَاحِرَهْ

تَهْجَعُ الشَّمْسُ وقَلْبي يَشْتَهِي لو تَهْجَعِينْ

وتَنَامُ الأَرْضُ لَكِنْ أَنْتِ يَقْظَى تَرْقُبِينْ

مَضْجِعَ الشَّمْسِ البَعيدْ

هَلْ مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ؟

اللغويات:

حضن: المراد منعكسة ـ الزاخرة: الكثيرة ـ ترمق: تنظر ـ ساحرة: جذابة ـ تهجع: تنام ـ يشتهي: يتمنى

الشرح:

حين تلاحظ النفس الشمس وهي منعكسة على المياه تسحر الكون بجمال اللوحة التي تصنعها ثم تغيب رويدا رويدا إلى أن تختفي كمن يذهب للنوم هانئا فتتخيل النفس نفسها كالشمس لكن هيهات فالنفس قلقة لا تهدأ ولا تنام مع أنها كانت تتمنى أن تكون مثل الشمس.

1. إنْ رَأَيْتِ الشَّمْسَ فِي حُضْنِ المِيَاهِ الزاخرة: رَأَيْتِ الشَّمْسَ: استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة ترى " تشخيص "، الشَّمْسَ فِي حُضْنِ المِيَاهِ الزاخرة: استعارة مكنية صور فيها الشمس والمياه بشخصين يحتضنان " تشخيص "

2. تَرْمُقُ الأَرْضَ ومَا فِيهَا بِعَيْنٍ سَاحِرَهْ: استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينظر للكون بعينين ساحرتين " تشخيص "

3. تَهْجَعُ الشَّمْسُ وقَلْبي يَشْتَهِي لو تَهْجَعِينْ: تَهْجَعُ الشَّمْسُ: استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينام " تشخيص "، قَلْبي يَشْتَهِي لو تَهْجَعِينْ: استعارة مكنية صور فيها القلب بإنسان يتمنى والنفس بإنسان يرفض النوم والراحة ".

4. تَنَامُ الأَرْضُ لَكِنْ أَنْتِ يَقْظَى تَرْقُبِينْ: استعارة مكنية صور فيها الأرض بإنسان ينام والنفس بإنسان يرفض النوم والراحة " تشخيص "، لكن: حرف استدراك لمنع الفهم الخاطئ، تنام.. يقظى: طباق يبرز المعنى ويوضحه.

5. مَضْجِعَ الشَّمْسِ البَعيدْ.. هَلْ مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ؟: مَضْجِعَ الشَّمْسِ: استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينام " تشخيص "، هَلْ مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ؟: أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق، مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ: استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يهبط " تشخيص ".

6. علاقة النفس بالبلبل الصداح:

إنْ سَمعْتِ البُلْبُلَ الصَّدَاحَ بَيْنَ اليَاسَمينْ

يَسْكُبُ الأَلْحَانَ نَارًا فِي قُلُوبِ العَاشِقينْ

تَلْتَظِِي حُزْنًا وشَوْقًا والهَوَى عَنْكِ بَعيدْ

فَاخْبِرينِي هَلْ غِِنَا البُلْبُلِ فِي اللَّيْلِ يُعيدْ

ذِكْرَ مَاضيك إلَيْك

هَلْ مِنَ الأَلْحَانِ أنْت؟

اللغويات:

الصداح: المغنى ـ يسكب: يصب ـ العاشقين: المحبين ـ تلتظي: تحرق ـ غنا: غناء ـ ذكر: تذكر.

الشرح:

يطلب الشاعر من نفسه أن تستمع إلى صوت البلبل الصداح الذي يبدع الألحان التي تطرب قلوب العشاق وتحرك المشاعر فتتمنى النفس أن يعيد البلبل غناءه العذب وألحانه الشجية يذكرها بالماضي الذي عاشته.

التذوق:

1. إنْ سَمعْتِ البُلْبُلَ الصَّدَاحَ بَيْنَ اليَاسَمينْ: سَمعْتِ البُلْبُلَ: استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة تسمع " تشخيص "، البُلْبُلَ الصَّدَاحَ: استعارة مكنية صور فيها البلبل بإنسان يغني " تشخيص "، الصداح: توحي بالدوام وكثرة الغناء وعدم انقطاعه.

2. يَسْكُبُ الأَلْحَانَ نَارًا فِي قُلُوبِ العَاشِقينْ: يَسْكُبُ الأَلْحَانَ: استعارة مكنية صور فيها الألحان بماء يصب " تجسيم "، يَسْكُبُ الأَلْحَانَ نَارًا: تشبيه للألحان بالنار " تجسيم "، فِي قُلُوبِ العَاشِقينْ: استعارة مكنية صور قلوب العاشقين مكانا تسكب فيه الألحان " تجسيم ".

3. تَلْتَظِِي حُزْنًا وشَوْقًا والهَوَى عَنْكِ بَعيدْ: تَلْتَظِِي حُزْنًا وشَوْقًا: استعارة مكنية صور فيها الحزن والشوق بنار " تجسيم "، الهَوَى عَنْكِ بَعيدْ: استعارة مكنية صور فيها الهوى بشيء مادي يبتعد عن نفس الشاعر " تجسيم "، عنك: قصر للتوكيد والتخصيص، والكاف لاستحضار الصورة.

4. فَاخْبِرينِي هَلْ غِِنَا البُلْبُلِ فِي اللَّيْلِ يُعيدْ: فَاخْبِرينِي: أسلوب إنشائي أمر للتمني، والفاء للترتيب والتعقيب والسرعة، هَلْ غِِنَا البُلْبُلِ فِي اللَّيْلِ يُعيدْ: أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق، البلبل.. الليل : جناس ناقص يعطي نغمة موسيقية تطرب لها الأذن

5. يُعيدْ ذِكْرَ مَاضيك إلَيْك. هَلْ مِنَ الأَلْحَانِ أنْت؟: يُعيدْ ذِكْرَ مَاضيك: استعارة مكنية صور فيها ذكر الماضي شيئا مختفيا يمكن استعادته " تجسيم "، مَاضيك: استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة لها ماضي " تشخيص "، هَلْ مِنَ الأَلْحَانِ أنْت: أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق، مِنَ الأَلْحَانِ: قصر للتوكيد والتخصيص، أنْت: استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة يخاطبه " تشخيص ".

7. الحقيقة:

إيهِ نَفْسِي! أَنْتِ لَحْنٌ فِيَّ قَدْ رَنَّ صَدَاهْ

وقَّعَتْكِ يَدُ خلَّاقٍ بديعٍ لَا أَرَاهْ!

أَنْت ريحٌ، ونَسيمٌ، أَنْتِ مَوْجٌ، أَنْتِ بَحْرٌ

أَنْت بَرْقٌ، أَنْت رَعْدٌ، أَنْت لَيْلٌ، أَنْت فَجْرٌ،

أَنْت فَيْضٌ منْ إلَهْ!

اللغويات:

إيه: زيديني ـ رن: أحدث صوتا ـ وقعتك: اوجدتك ـ خلاق: خالق ـ فيض: معناها كثير غزير والمراد نعمة

الشرح:

تظهر أمام الشاعر حقيقة نفسه فهي تبوح بسرها في النهاية، هي نتاج إبداع الخالق سبحانه هي كالريح والنسيم والموج والبحر والبرق والرعد والليل والفجر هي مزيج من كل هذا الإبداع.

التذوق:

1. إيهِ نَفْسِي! أَنْتِ لَحْنٌ فِيَّ قَدْ رَنَّ صَدَاهْ: إيهِ نَفْسِي! : أسلوب إنشائي نوعه أمر غرضه التمني، نفسي: أسلوب إنشائي نوعه نداء وحذفت الأداة للقرب والحب، أَنْتِ لَحْنٌ: تشبيه للنفس باللحن، قَدْ رَنَّ صَدَاهْ: أسلوب مؤكد بقد، رَنَّ.. صَدَاهْ: مراعاة نظير تثير الذهن

2. وقَّعَتْكِ يَدُ خلَّاقٍ بديعٍ لَا أَرَاهْ! : لَا أَرَاهْ! : توحي بالاضطراب العقائدي عند شعراء المهجر

3. أَنْت ريحٌ، ونَسيمٌ، أَنْتِ مَوْجٌ، أَنْتِ بَحْرٌ، أَنْت بَرْقٌ، أَنْت رَعْدٌ، أَنْت لَيْلٌ، أَنْت فَجْرٌ، أَنْت فَيْضٌ منْ إلَهْ! : تشبيهات بليغة للنفس بالريح والنسيم والموج والبحر والبرق والرعد والليل والفجر، أَنْت فَيْضٌ منْ إلَهْ! : إجمال بعد تفصيل.

التعليق:

نوع التجربة: ذاتية تحولت لعامة.

العاطفة: الحيرة والقلق.

اللون الأدبي: الأدب الإنساني الوجداني.

غرض النص: الدعوة للتأمل في النفس البشرية.

السمات أسلوب الشاعر:

  1. السهولة والاعتماد على اللغة الواضحة.
  2. الاهتمام بالفكرة مع وضوح العبارة.
  3. الاعتماد على الحوار.
  4. استعمال الرمز.
  5. الإغراق في العاطفة وشيوع النزعة الإنسانية.

ملامح شخصية الشاعر:

  1. يميل للتأمل لكي يصل لحقيقة النفس.
  2. عاشق للطبيعة.
  3. ذو مشاعر صادقة.
  4. البعد عن التعصب المذهبي.