المدرسة الجديدة

س1: ما السمات الفنية للقصيدة الواقعية من حيث [المضمون والموضوع]؟

1. اتجهوا إلى الحياة العامة حولهم يصورون هموم الناس ومشاكلهم وآمالهم وتطلعاتهم، كقول محمد إبراهيم أبو سنة في قصيدة (أسئلة الأشجار):

سأَلَتْني في الليلِ الأشجارْ

أن نُلْقِيَ أنفُسَنا في التيَّارْ

أن نتجه إلى النهر القادم

من أعماق اليأس إلى أقصى المجهول

نحمله في ذاكرة محكمة الإغلاق

ثم نفر إلى الغول

2. أصبح الشعر عندهم تعبيرا عن الواقع بوجوهه المختلفة من صدق وزيف وتقدم وتخلف وفرح ويأس، ومن صراع بين الحرية والعبودية والعدل والظلم وغير ذلك من متناقضات الحياة ، كقول صلاح عبد الصبور:

جاءَ الزمنُ الوغد.

صَدِئَ الغمد.

وتشَقَّقَ جلدُ المقبضِ ثمَّ تخَدَّد... (تمزق)

سقطت جوهرتي بين حذاء الجندي الأبيض

3. شاع في شعرهم الحديث عن النهاية والموت، يقول " بدر شاكر السياب " في قصيدة (ليلة وداع ـ إلى زوجتي الوفية):

أوصدى الباب فدنيا لست فيها

ليس تستأهل من عيني نظرة

سوف تمضين وأبقى ... أي حسرة؟

4. لم تقتصر التجربة الشعرية على العاطفة والشعور والخيال فحسب، فجمعت إلى ذلك أمورا متعددة، ومنها: موقف الإنسان من الكون، ومن التاريخ، ومن الأساطير، ومن إحياء التراث، يقول صلاح عبد الصبور:

قد آن للشعاع أن يغيب

قد آن للغريب أن يؤوب

مستوحيا قول عبيد بن الأبرص:

وكل ذي غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب

س2: ما السمات الفنية للقصيدة الواقعية من حيث الشكل والبناء؟

1. استخدام اللغة الحية التي نسمعها في كلام الناس. وقد ظهر ذلك في اختيار عناوين دواوينهم، مثل ديوان " الناس في بلادي " لصلاح عبد الصبور، واستخدام بعض الكلمات العامية، مثل " كان يا ما كان " و" أنام على حجر أمي " و"شربت شاياً في الطريق " وذلك لأنهم يحاولون أن يخففوا من سيطرة اللغة الكلاسيكية والمعجمية والجماليات الشكلية، حيث إن الأسلوب عندهم وسيلة لا غاية.

2. الاهتمام بالصور وتوظيف الرمز والأسطورة حتى وإن أسلمهم إلى شيء من الغموض.

3. جعلوا من القصيدة وحدة موضوعية تتضافر فيها الأفكار والمعاني والعواطف والصور والموسيقى في بناء نام متطور، يستدعى من القارئ يقظة وتنبها لمتابعته واستيعابه؛ نظرا للبناء الهندسي الشعرى الذي أقامه الشعر، وقد قسموا هذا البناء إلى فقرات، كل فقرة منها تمثل دفقة شعورية.

4. وأهم أساس من أسس هذه المدرسة هو ما يتصل بموسيقى الشعر؛ فالبيت التقليدي يقوم على أساس موسيقى هو نظام تساوى شطري البيت، وتبعا لذلك تتساوى أشطر القصيدة كلها، أما الشعر الجديد فالتكوين الموسيقى للقصيدة فيه معتمد على وحدة موسيقية تتكرر هي التفعيلة، دون ارتباط بكم محدد لعددها في كل بيت، ودون أن يكون هناك شطران للبيت، بل قد يتكون البيت الشعرى من تفعيلة واحدة أو أكثر، ولهذا سمى السطر الشعرى وليس البيت الشعرى.