الدرس الأول: التكتلات الاقتصادية
- يعد تشكل التكتلات الاقتصادية ظاهرة حديثة ترجع إلى بدايات القرن العشرين خاصة بعد الحرب العالمية الثانية.
- وقد تنامى سرعة توجه الدول للانضمام في هذه التكتلات وخاصة الدول المتقدمة.
أولاً: مفهوم التكتلات الاقتصادية
درجة من درجات التكامل الاقتصادي الذي يقوم بين مجموعة من الدول المتجانسة جغرافياً وثقافياً، واجتماعياً، وتجمعها مجموعة من المصالح الاقتصادية المشتركة.
وتشغل التكتلات الاقتصادية بأشكالها المختلفة:
- حيزاً مكانياً على خريطة العالم، إذ تضم دولاً متعددة، أي أنها تتكون بين (دول) محددة.
- وتشغل مساحة من الأرض محددة بالحدود السياسية لأعضائها.
ثانياً: مراحل تكون التكتلات الاقتصادية:
تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول يمر بعدة مراحل وهي:
- رفع الحواجز الجمركية وغير الجمركية: بين أعضاء التكتل أمام السلع الوطنية.
- الاقتصاد الجمركي: بمعنى تحديد تعريفة موحدة على السلع المستوردة من الدول خارج التكتل.
- السوق المشتركة: ويتم فيها تحرير تدفق العملة. ورأس المال بين الدول الأعضاء.
- الوحدة الاقتصادية: ويتم فيها تنسيق السياسات المالية والنقدية بين الدول الأعضاء.
- الاندماج الاقتصادي الكامل.
ثالثاً: مقومات التكامل الاقتصادي
ينبغي أن تستند التكتلات الاقتصادية على مقومات أساسية:
- تعزز قيامها من ناحية.
- وتضمن لها البقاء والاستمرار من ناحية أخرى.
- وتتعدد هذه المقومات كما يلي: (جغرافية - بشرية وتكنولوجية - اقتصادية - سياسية - عسكرية).
1- المقومات الجغرافية
- بعد الاتصال الأرضي أساس لقيام التكتلات الاقتصادية.
- مثل دول أوربا التي شكلت الاتحاد الأوربي.
2- المقومات البشرية والتكنولوجية
- من مقومات نشأة التكتلات الاقتصادية وجود حجم سكاني مناسب في الدول التي يضمها التكتل الاقتصادي.
- فالحجم السكاني المناسب:
- يعني ضمان سوف بين دول التكتل تشجع على قيام الأنشطة الاقتصادية.
- ويعني وجود حجم من العمالة يكون قادراً على استثمار موارد الدول في التكتل.
- وهذه العمالة عنصر أساسي في كل دول التكتل.
- خاصة إذا كانت العمالة على درجة عالية من المهارة والتخصص الإنتاجي بين دول التكتل.
كما أنه تشابه العادات والتقاليد (الخصائص الثقافية) لسكان الدول:
- يعد عاملاً مهماً يشجع على قيام التكتل واستمراره.
ويضاف إلى ذلك المستوى التكنولوجي لدول التكتل:
- حيث إن وجود مستوى تكنولوجي متقارب بين دول التكتل يساعد على أن تعم الفائدة كل الدول الأعضاء.
- دون استئثار دولة من دول التكتل بمزايا التكتل.
3- المقومات الاقتصادية:
تعد المقومات الاقتصادية من أهم المقومات التي تدفع أو تشجع على قيام التكتلات الاقتصادية وتشمل هذه المقومات ما یلي:
- تنوع الموارد الاقتصادية
- وهي عامل أساسي لنجاح التكتلات الاقتصادية.
- لأن التكامل بطبيعته يقوم على التنوع لا التشابه.
- حيث إن عدم توفر الموارد الطبيعية بشكل كافي لدى بعض الدول يكون حافزاً لها على دخولها في التكامل مع غيرها من الدول التي تتوفر فيها هذه الموارد.
- توفر عناصر الإنتاج الأساسية
- ويعني هذا وجود عناصر الإنتاج اللازمة للقيام بالعمليات الإنتاجية كعنصر العمل ورأس المال.
- توفر البنية الأساسية
- يقصد بها الطرق ووسائل النقل والمواصلات - شريان التكتل الاقتصادي.
- إذ يعد من العناصر الهامة في قيام ونجاح أي تكتل اقتصادي.
4- المقومات السياسية:
إن اختلاف النظم السياسية بين الدول المكونة للتكتل قد يؤدي إلى فشلها في حال قيامها.
5- المقومات العسكرية:
- المقومات العسكرية ليست شرطاً لقيام تكتل اقتصادي غالباً.
- ولكن وجود قوة عسكرية لدى أعضاء التكتل حال قيامها تعد من مقومات نجاحه واستمراره.
- فالتكتل الاقتصادي يواجه منافسة من الدول الأخرى أو من التكتلات الاقتصادية الأخرى.
- وبعض هذه المنافسات ينتج عنها نزاعات قد تلجأ فيها التكتلات الاقتصادية إلى استخدام القوة أو التلويح باستخدامها.
رابعاً: أهداف قيام التكتلات الاقتصادية:
- تهدف التكتلات الاقتصادية إلى تحقيق أهداف عديدة لدول التكتل.
- وليس بالضرورة أن تكون كلها أهداف اقتصادية.
- بل قد تكون سياسية.
ويمكن إيجاز أهم أهداف المجالات الاقتصادية في الآتي:
- تيسير الاستفادة من المراكز البحثية ومهارات الفنيين بصورة أفضل.
- الحصول على مزايا الإنتاج الكبير وفق التكامل بين الدول الأعضاء.
- تسهيل عملية التنمية الاقتصادية وإقامة مشروعات مشتركة.
- تنويع الإنتاج بطريقة اقتصادية.
- تحقيق الوحدة ورفع مستوى رفاهية المواطنين.
- تخفيف أثر الصدمات الخارجية بتقليل الاعتماد على الخارج.
خامساً: نماذج من التكتلات الاقتصادية
تكاد تغطي التكتلات الاقتصادية خريطة العالم السياسية مثل:
أهم التكتلات الاقتصادية تتمثل في:
- الاتحاد الأوربي الذي تحول عن السوق الأوربية بموجب معاهدة ماسترخيت عام 1991 م.
- النافتا: وهي منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية عام 1992 م.
- منتدى التعاون الاقتصادي الذي يضم معظم دول آسيا والمحيط الهادي.
- مجلس التعاون الخليجي عام 1981 م.
- اتحاد المغرب العربي عام 1989م.
- الكوميسا وهي السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا عام 1981 م.
أولاً: الاتحاد الأوروبي
- يضم 28 دولة أوربية تغطي معظم أنحاء القارة. (معلومة لنفسك: انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي 2016)
- كما أن هناك خمس دول مرشحة للانضمام للاتحاد.
ويقوم الاتحاد الأوربي على ركيزتين هما:
- سيادة القانون.
- وتحقق الديمقراطية.
شروط الانضمام للاتحاد الأوروبي:
- لم يضع الاتحاد الأوربي "بادي الأمر" شروطاً إضافية لانضمام الدول إليه واكتفى بالشروط العامة التي تم تبينها في الاتفاقيات المؤسسة للاتحاد.
- لكن الفرق الشاسع في المستوى السياسي والاقتصادي بين دول أوربا.
دفع مجلس الاتحاد الأوربي في عام 1992 م ليضع ما يعرف بشروط (كوبنهاجن).
شروط (كوبنهاجن):
- شروط اقتصادية: وجود نظام اقتصادي قادر على التعامل مع المنافسة الموجودة بين دول الاتحاد.
- شروط تشريعية: تعديل تشريعات وقوانين الدولة بما يتناسب مع تشريعات الاتحاد الأوربي.
- شروط سياسية: تضمن الديمقراطية وتطبيق القانون واحترام الإنسان وحقوق الأقليات.
أهم الملامح الجغرافية للاتحاد الأوروبي:
- يمتد الاتحاد الأوربي على مساحة تزيد على4٫2 مليون كم 2 تشکل 42% من مساحة أوربا.
- تتباين مظاهر السطح في دول الاتحاد بين السهول والهضاب والجبال.
- عدد سكان الاتحاد الأوربي 500 مليون نسمة عام 2012 م.
- وتعد ألمانيا أكثر دول الاتحاد سكاناً (أكثر من 80 مليون نسمة).
- بينما تعد مالطة الأقل سكاناً (أقل من نصف مليون نسمة).
- وتتسم دول الاتحاد الأوربي بتعدد الثقافات وتنوع اللغات بشكل كبير.
- حيث يوجد ۲۳ لغة رسمية.
- بالرغم من ذلك تسود الإنجليزية.
- والدين الرئيسي هو الدين المسيحي، كما يوجد الإسلام، وتبلغ نسبة من يدين به نحو %5 من سكان الاتحاد.
مؤسسات الاتحاد الأوربي
1- المجلس الأوربي
- يتكون من رؤساء الدول والحكومات التي يتشكل منها الاتحاد.
- يعتبر قمة أجهزة الاتحاد.
- (مهمته) يحدد المجلس اتجاه وأولويات السياسة العامة للاتحاد.
2- البرلمان الأوربي
- يتم انتخابه من قبل شعوب الدول الأعضاء لخمس سنوات.
- مهمته الأساسية: إصدار القوانين والتشريعات في ضوء المقترحات المقدمة من المفوضية الأوربية.
3- مجلس الاتحاد الأوربي
- يعد الجهة الرئيسية لاتخاذ القرار داخل الاتحاد الأوربي.
- يشارك البرلمان الأوربي في مسئولية إصدار قوانين الاتحاد الأوربي.
4- المفوضية الأوربية
وتعد المفوضية الجهاز التنفيذي للاتحاد.
- حيث تشرف على:
- ميزانية الاتحاد.
- والبرامج التي توافق عليها.
- وتشرف على الاتفاقيات والمعاهدات بالاشتراك مع محكمة العدل الأوربية.
- تمثل المفوضية الاتحاد في المحافل الدولية سياسياً واقتصادياً.
- ولها الحق في تقديم اقتراحات قوانين إلى البرلمان والمجلس الأوروبي.
ثانياً: مجلس التعاون لدول الخليج العربي
- مجلس التعاون لدول الخليج العربي عبارة عن" منظمة سياسية واقتصادية وإقليمية ".
- وقد أعلن عن قيام المجلس في مايو 1981 في مدينة "أبو ظبي" بدولة الإمارات العربية المتحدة.
- وكان يعرف باسم "مجلس التعاون الخليجي" ثم عدل إلى الاسم الحالي.
- ويضم المجلس ست دول عربية خليجية وهي: " السُّعُودية - الكويت والبحرين - قطر - الإمارات - سلطنة عمان".
- واتخذ من مدينة الرياض مقراً له.
أهم الملامح الجغرافية لدول المجلس
- تشکل دول مجلس التعاون لدول مجلس الخليج العربي كتلة واحدة ممثلة في ست دول.
- وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أسيا وتطل على الخليج العربي "ولذا سميت به".
- ولها سواحل على خليج عمان وبحر العرب والبحر الأحمر.
- وتبلغ مساحة دول مجلس التعاون الخليج مجتمعة حوالي 2.423 مليون كم2.
- يبلغ عدد سكان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي حوالي 46 مليون نسمة عام 2012 م.
ويتمتع سكان دول مجلس التعاون بخصائص مشتركة زادت من تلاحمهم وأهمها:
- الدين (الدين الإسلامي).
- اللغة (اللغة العربية).
- الجوار.
- التاريخ المشترك.
- العادات والتقاليد.
- ويعتمد اقتصاد دوله على استثمار النفط.
مؤسسات مجلس التعاون لدول الخليج العربي
1- المجلس الأعلى
- السلطة العليا لمجلس التعاون.
- ويتكون من رؤساء وملوك الدول الست.
- ورئاسته دورية.
- وبعين الأمين العام.
- ويتبع المجلس هيئة تسوية المنازعات والتي يشكلها المجلس في كل حالة حسب طبيعة الخلاف.
- ومن اختصاصاته:
- التصديق على ميزانية الأمانة العامة.
- وضع السياسة العليا للمجلس.
- وضح الخطوط الرئيسة التي تسير عليها.
2- المجلس الوزاري
- يعد الجهاز التنفيذي للمجلس.
- ويتكون من وزراء خارجية الدول الأعضاء أو من ينوب عنهم من الوزراء.
- وتشمل اختصاصاته:
- اقتراح السياسات.
- وضع التوصيات الهادفة لتطوير التعاون بين الدول الأعضاء،
- العمل على تنسيق وتشجيع الأنشطة التنانين الدول الأعضاء.
- تعين الأمناء المساعدين لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد.
- ويعقد اجتماعاته كل ثلاثة أشهر.
3- الأمانة العامة
- تعتبر الهيئة الإدارية المركزية الثابتة للمجلس.
- ومقرها مدينة الرياض.
- ويرأس الأمانة العامة أمين عام المجلس.
- بالإضافة إلى خمس أمناء مساعدين للشئون السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وشئون الإنسان والبيئة.
- ومهمتها:
إعداد الدراسات الخاصة بالتعاون والتنسيق والخطط والبرامج المتكاملة للعمل المشترك بين أعضاء المجلس.
حققت مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي حصيلة من الإنجازات وهي:
أهم أنشطة وأجهزة مجلس التعاون لدول الخليج العربي:
- قوات درع الجزيرة المشتركة لحماية أمن الدول الأعضاء.
- اتحاد غرف دول مجلس التعاون لإنشاء سوق خليجية مشتركة.
- مشروع العملة الموحدة وما زال العمل قائماً لإصدارها.
- الاتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون.