الدرس الثاني: الأحلاف العسكرية
- تعد الأحلاف العسكرية قديمة قدم التاريخ فقد شهد العالم على مر العصور صوراً مختلفة من الأحلاف العسكرية.
- وقد زاد انتشار الأحلاف واتسع نطاق الدول التي تشترك فيها بحيث أصبحت أحد المعالم الرئيسية لسياسة توازن القوى المعاصرة.
- ويرجع ذلك إلى زيادة الصراعات بعد الحرب العالمية الثانية بين المعسكرين الغربي والشرقي.
أولاً: مفهوم الأحلاف العسكرية:
- اتفاق رسمي تتعهد بموجبه مجموعة من الدول بأن تتعاون فيما بينها في مجال الاستخدام المشترك لقدرتها العسكرية ضد دولة أو مجموعة دول.
- كما تلتزم الدول الموقعة باستخدام القوة أو التشاور باستخدامها في ظروف معينة.
ثانياً: أهداف الأحلاف العسكرية:
1- ردع الأعداء
- ويكون هدفاً أساسياً للأحلاف العسكرية الدفاعية.
- والتي تنشأ بدافع الخوف من خطر مشترك يهدد الدول المتحالفة دفاعاً عن:
- كيانها الإقليمي.
- وحماية لأمنها القومي.
- حماية المصالح المشتركة.
2- زيادة القوة
- حيث تسعى الدول إلى زيادة قوتها من خلال سياسة التحالف.
- كبديل لسياسة التسلح المنفردة، والتي تستنزف موارد اقتصادية هائلة.
3- تسوية النزاعات
بين الدول الأعضاء بالطرق السلمية.
4- حماية المصالح المشتركة وتنمية التعاون
الاقتصادي والاجتماعي بين الدول الأعضاء.
ثالثاً: أمثلة للأحلاف العسكرية:
- أحلاف تم حلها (حلف وارسو. الحلف المركزي - حلف جنوب شرق أسيا).
- أحلاف ما زالت قائمة مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
1. حلف شمال الأطلسي النانو NATO:
- يعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أهم الأحلاف العسكرية الموجودة على الساحة العالمية.
- والذي مازال قائماً حتى الآن.
نشأة حلف الناتو
- تبلورت فكرة إنشاء حلف عسكري يضم دول غرب أوربا والولايات المتحدة الأمريكية أثر قيام الاتحاد السوفيتي (السابق) بتشديد حصاره على برلين عام 1948م.
- وقد أنشئ الحلف بموجب ميثاق تم توقيعه في واشنطن أبريل عام 1949م.
- وقد اعتبرت بروكسل عاصمة بلجیکا مقراً للحلف.
- وكان دور الحلف في فترة التأسيس تولي مهمة الدفاع عن أوربا الغربية ضد الاتحاد السوفيتي والدول المشكلة لحلف وارسو آنذاك في سياق الحرب الباردة.
الدول الأعضاء
- كان عدد الدول الموقعة اثنتي عشر دولة هي: الولايات المتحدة. بريطانيا . الدنمارك . فرنسا. مولدا. بلجیکا، لكسمبورج، أيسلندا، إيطاليا، النرويج، كندا، البرتغال.
- ثم انقسمت إلى الحلف:
- تركيا، اليونان عام 1952 م.
- ثم ألمانيا الاتحادية (الغربية) في عام 1955 م.
تغيير استراتيجية الحلف
- مع انهيار الاتحاد السوفيتي إلغاء الهيكل العسكري (حلف وارسو) عام 1991م.
- بدأ زعماء الحلف يعيدون النظر في استراتيجية الحلف ودوره المستقبلي وذلك عن طريق:
- السعي نحو توسيع الحلف شرقاً.
- ربط مستقبل من الأوروبي بالدور الذي يقوم به الحلف في الأزمات الکبری داخل أوربا وعلى أطرافها.
- إيجاد دور له في الأزمات الأوربية الشرق الأوسط.
- على أثر ذلك انضمت عدد من الدول المنفصلة عن حلف (وارسو) إلى حلف شمال الأطلسي.
- وبذلك بلغ أعضاؤه نحو 28 دولة بنهاية عام 2015 م.
الأثر الدولي والإقليمي للحلف
- زيادة حدة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي إذ أنشأ الاتحاد السوفيتي حلف (وارسو) لمواجهة حلف شمال الأطلنطي.
- انهماك الحلفين في سیاسية سباق التسلح مما أدى إلى إرهاق اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بصفة خاصة.
- إضعاف هيئة الأمم المتحدة بسبب التنافس بين القوى الكبرى مما أدى الى عدم قدرة المنظمة الدولية على تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
أبرز مجهودات حلف شمال الأطلسي حفظ السلام العالمي
- التدخل في البوسنه والهرسك عام 1995م ونشر قوات حفظ السلام فيها.
- إرسال قوات الحلف إلى مقدونيا لمهمة حفظ السلام عام 2001م.
- تدخل فوات الحلف للتخفيف آثار الزلزال الذي ضرب باكستان عام 2006م.
- إغاثة المتضررين من إعصار كاترينا الذي اجتاح الولايات المتحدة عام 2006م.
2- حلف وارسو
نشأة حلف وارسو
- تأسس الحلف في مايو عام 1955م لمواجهة تهديدات أعضاء حلف شمال الأطلسي.
- وكان من أبرز أسباب إنشائه انضمام ألمانيا الغربية لحلف شمال الأطلسي.
- وقد نص ميثاق حلف وارسو أن يكون مفتوحاً لانضمام الدول المحبة للسلام كافة بغض النظر عن نظامها السياسي والاجتماعي وتشترط الاجماع لقبول الدول الجديدة.
الدول الأعضاء
- وقد وقعت ألبانيا ويوغسلافيا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر وألمانيا الديمقراطية (الشرقية) ورومانيا وبلغاريا والاتحاد السوفيتي ميثاق حلف وارسو.
- باسم (معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة).
- في مدينة وارسو عاصمة بولندا واليها نسب الاسم.
- ولم توقع الصين على المعاهدة لكنها تعهدت بدعم الأعضاء في الحلف.
- ولقد انسحبت ألبانيا من الحلف عام 1968م رداً على اجتياح القوات السوفيتية لدولة تشيكوسلوفاكيا لقمع الثورة الشعبية المناهضة للحكومة الشيوعية.
انهيار حلف وارسو
- شهد العالم منذ منتصف الثمانينات من القرن العشرين عديداً من التحولات الكبرى على صعيد الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية.
- وقد أثرت هذه التحولات في العلاقات الدولية.
- كان انهيار حلف وارسون نتيجة تداعيات كثيرة.
- بدأت منذ عام 1985م عندما تولى الرئيس السوفيتي السابق (جورباتشوف) السلطة في الاتحاد السوفيتي.
- وأعلن عن سياسته الجديدة والتي تمثلت في إعادة البناء الاقتصادي من خلال:
- الشفافية والانفتاح السياسي.
- الاعتماد على القطاع الخاص.
- تشجيع المستثمرين الأجانب على الاستثمار داخل الاتحاد السوفيتي.
- الانفتاح الاقتصادي على الغرب.
- وقد فشلت سياسته في إيجاد نظام أكثر تطوراً.
- وبدأت النزعة الانفصالية تظهر بين الجمهوريات السوفيتية من ناحية، ودول حلف وارسو من ناحية.
- وكان عام 1990 م عام بداية تسارع التغيرات:
- إذ هدم سور برلين، وأعلنت الوحدة الألمانية.
- وبدأت الجمهوريات السوفيتية بإعلان نفسها دول مستقلة، مستغلة الفوضى السياسية في الاتحاد السوفيتي.
- وهذا ما سهل على دول حلف وارسو التحلل من التزاماتها في الحلف.
- إلى أن أعلنت روسيا في عام 1991 م حل الحلف رسمياً.