الدرس الثالث: الحضارة الرومانية
بعد وفاة الإسكندر الأكبر انقسمت الإمبراطورية المقدونية بين ثلاثة من قواده:
1. أسس بطلميوس بن لاجوس دولة البطالمة في مصر.
2. أسس القائد سليوقس دولة السليقويين في سوريا والعراق.
3. بلاد مقدونيا من نصيب انتيجونس.
وفي تلك الأثناء ظهرت الحضارة الرومانية وبدأت في التطور السياسي.
مدينة روما:
1. تأسست روما عام 753 ق م ودخلت في حروب مع جيرانها في شبه الجزيرة الإيطالية.
2. سعت للسيطرة على غرب البحر المتوسط فوقعت في حروب طويلة مع مدينة قرطاجة.
3. استمرت الحروب لمدة مائة عام وعرفت باسم الحروب البونية 264 - 146 ق م.
4. انتهت بهزيمة قرطاجة وسيطرت روما على شمال غرب افريقيا.
5. ثم دخلت روما في حروب مع مقدونيا ما نتائج ذلك؟
انتهت بتدخلها في اليونان وتحويل مقدونيا الى ولاية رومانية 148 ق م وبعدها اليونان 146 ق م.
6. اتجهت روما الى الشرق وسيطرت على سوريا وحولتها الى ولاية رومانية عام 64 ق م.
7. ثم اتجهت روما الى مصر وتحويلها لولاية رومانية 31 ق م.
8. ما نتائج سقوط سوريا ومصر في أيدي الرومان؟
1. أصبحت روما سيدة العالم القديم بلا منازع.
2. وأصبح البحر المتوسط بحيرة رومانية تحيط به الامبراطورية الرومانية من كل الجهات.
مظاهر الحضارة الرومانية:
أولاً الحياة الاقتصادية:
- نعمت إيطاليا بمساحات أراضي زراعية واسعة وموارد طبيعية وبشرية كبيرة.
- ظل الاقتصاد الروماني قائماً على الزراعة والتجارة الى جانب الصناعة.
أولاً: الزراعة: كانت الزراعة اساس حياة الرومان.
- كانت الفردية قائمة في روما يعمل بها جميع أفراد الأسرة وعبيدها.
- امتلكت الطبقة الارستقراطية مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وعمل عندهم أعداد كبيرة من العبيد.
أهم المحاصيل: القمح أهم المحاصيل وبساتين الزيتون وكروم العنب والفاكهة والبقول.
أهم الحيوانات: الخنازير والأبقار والأغنام ومصر كانت مخزن للقمح الدائم للإمبراطورية الرومانية.
ثانياً: الصناعة: كانت الصناعات الكبيرة في روما القديمة تتمثل في:
1. التعدين:
- استخدمت لاستخراج المعادن التي استخدمت في صناعة الأدوات والاسلحة.
- وتم استخراج كميات كبيرة من الذهب والفضة التي تستخدم في صناعة القطع النقدية والمجوهرات.
- وتم استخدام الحديد والرصاص والقصدير في صناعة الأسلحة.
2. المحاجر: وفرت المحاجر الحجارة لبناء المشروعات المختلفة.
3. الفخار: كانت في مصانع صغيرة بجانب الصناعات اليدوية (النسيج والصباغة والطوب والنجارة).
ثالثاً: التجارة:
1. كانت التجارة في روما في العصر الملكي قاصرة على تبادل البضاعة والسلع بين الأقاليم الرومانية.
2. ازداد النشاط التجاري منذ أن بدأ عهد الإمبراطورية الرومانية على يد أغسطس.
بم تفسر ازدهار النشاط التجاري في الإمبراطورية الرومانية قديماً؟
1. هيمنة الإدارة المركزية في روما على الإمبراطورية في الداخل والخارج.
2. تأمين الملاحة البحرية بفضل قوة الاسطول الروماني.
3. فتح أسواق جديدة في افريقيا وإسبانيا.
4. إعطاء الفرصة لقرطاجة لممارسة نشاطها التجاري من جديد.
وهكذا أصبح البحر المتوسط طريقاً داخلياً للربط بين الولايات الرومانية.
وكانت السفن التجارية الرومانية متقدمة بشكل كبير على السفن اليونانية.
النقود: اهتموا بها الرومان لتسهيل المعاملات التجارية وكانت تصنع من الفضة والذهب والبرونز.
ثانياً: الحياة السياسية:
كانت روما هي عاصمة الامبراطورية ومرت بثلاث أنظمة سياسية هي:
- النظام الملكي.
- النظام الجمهوري.
- النظام الإمبراطوري.
1. النظام الملكي (753 - 510 ق م):
تأسست روما منذ عام 753 ق م على النظام الملكي.
الملك: بيده السلطة العليا في الشئون الدينية والقضائية والسياسية والعسكرية ويحكم مدى الحياة.
مجلس الشيوخ: يتكون من 300 عضو من الطبقة الارستقراطية ويعتبر استشارياً للملك.
جمعية الأحياء:
- انقسمت روما الى ثلاثين حياً ثم اندمجت هذه الاحياء لتصبح ثلاثة.
- تعتبر هذه الجمعية كمجلس شعبي يجتمع بأمر من الملك لمناقشة أمور الشعب.
- قرر الارستقراطيون سلب الملك سلطاته وتوزيعها عليهم وأسقطوا النظام الملكي 510 ق م وأعلنوا النظام الجمهوري.
2. النظام الجمهوري (509 - 27 ق م):
قام هذا النظام بعد الثورة على الملك تاركوينوس لعدم إحساسه بمعاناة شعبه وتعديه على التقاليد الرومانية.
وتمثل هذا النظام فيما يلي:
1. القنصلان: اثنان من الحكام ينتخبان سنوياً ولمدة عام يتم اختيارهما بالانتخاب المباشر بواسطة الشعب.
2. مجلس الشيوخ: 300 عضو من الارستقراطيين ويدير شئون البلاد السياسية والتشريعية والاقتصادية والعسكرية.
3. جمعية القبائل: تطوراً للجمعية الشعبية وتنعقد بناء على دعوة أحد نقباء العامة.
4. نقابة العامة: همزة الوصل بين الدولة والعامة بحيث يحملون لحكام المدينة مشاكل العامة ويبلغون العامة بأوامر الحكومة.
ديمقراطية روما:
- على الرغم من منح العامة في النظام الجمهوري بروما حقوقاً كفلت لهم المساواة قانوناً مع الإشراف.
- إلا أنها كانت مساواة شكلية حيث كان العامة يميلون الى انتخاب مرشحين ينتمون لأسر من الأشراف.
- وبالتالي استولوا على جميع المناصب ولم يكن للعامة نصيب منها.
- وهكذا لم يكن النظام الجمهوري في روما ديمقراطياً بمعنى الكلمة وإنما ظل نظاماً ارستقراطياً.
3. النظام الامبراطوري (31 ق م - 476):
يبدأ هذا العصر عام 31 ق م بسيطرة القائد أوكتافيوس على مصر.
وفي عام 37 ق م منحه مجلس الشيوخ لقب (أغسطس) وبمجرد انفراده بالعرش أدرك ان امن روما القومي يمكن في:
1. انهاء الانقسامات بين القادة العسكريين الرومان والتفافهم حوله.
2. إعادة الأمن في ربوع الامبراطورية الرومانية.
3. المحافظة على املاك الامبراطورية الرومانية في الشمال والشرق.
4. تحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين الرومان.
التأييد الشعبي الأكتافيوس:
- حرص أكتافيوس على ضرورة التأييد الشعبي المستمر لكل خطواته.
- ابتداع أخطر وسيلة دعائية في التاريخ وهي إصدار جريدة يومية لإخبار الشعب الروماني بما يريده هو.
واستطاع بنجاح أن يمثل عليهم دور خادمهم المطيع المتواضع وهو في الحقيقية سيدهم.
في عام 395 قسمت الامبراطورية الرومانية الى قسمين كبيرين هما:
أ. الامبراطورية الرومانية الشرقية (الدولة البيزنطية): وكانت عاصمتها القسطنطينية:
- سقطت على يد السلطان العثماني (محمد الفاتح) والذي استولى على مدينة القسطنطينية عام 1453م.
- استمرت بعد سقوط روما لمدة تقرب من الألف عام وأطلق عليها العرب دولة الروم.
ب. الإمبراطورية الرومانية الغربية: وكانت عاصمتها روما.
سقطت على يد البربر عام 476م وبالتالي سقطت اخر حضارات العالم القديم.
ثالثاً: الحياة الاجتماعية انقسم المجتمع الى:
1. طبقة الاشراف: هي الطبقة الثرية تمتلك السلطة والمال وبحوزتهم أراضي زراعية شاسعة ولهم كافة الحقوق السياسية ومنهم الفرسان وهم كبار رجال الجيش.
2. طبقة التجار الحرفيين:
الجزء الأكبر من المجتمع الروماني عاشوا حياة صعبة وتضرروا من كثرة حروب روما.
3. طبقة العامة والمزارعين: اشتركوا مع طبقة التجار والحرفيين في الصراع السلمي مع الإشراف لنيل حقوقهم السياسية والاجتماعية وحققوا انجازات كبيرة في ذلك.
4. طبقة العبيد: أسرى الحرب الذين فقدوا كافة حقوقهم الاجتماعية والسياسية وشكلوا أزمة حقيقية داخل المجتمع.
رابعاً: الحياة الدينية:
تمثلت الحياة الدينية في عبادة بعض المعبودات وعبادة الأباطرة.
وأهمها جوبتير: الذي يمثل السماء الصافية وهو كبير المعبودات عند الرومان.
2. تميز الرومان بظاهرة تسامحهم الديني مع المعبودات الأجنبية والسماح بإقامة المعابد لها في روما مثل ايزيس وأوزوريس عند المصريين.
خامساً: الحياة الثقافية والعلمية:
استخدم الرومان للغة اللاتينية وجعلوها اللغة الرسمية.
الشعر: ازدهر في عصر أغسطس وظهر في عهده فرجيل أعظم شعراء الرومان. وهو الذي خلد قصة تأسيس روما.
ظهر مؤرخين من أصل روماني وصنفوا ضمن مؤرخي اليونان لأنهم كتبوا التاريخ باليونانية مثل سترابون.
أشهر المؤرخين:
1. ايلوس: يلقب بأبي التاريخ الروماني كتب حوليات لملوك روما وحكامها.
2. كاتو الرقيب: أول مؤرخ روماني كتب بالنثر اللاتيني ومن مؤلفاته المهمة عن التاريخ الأصول ويتحدث عن تأسيس مدينة روما.
سادساً: الحياة الفنية:
1. العمارة:
- بلغ الرومان في العمارة درجة كبيرة من التقدم.
- أصبح أهم مظهر فني للدولة الرومانية.
- جاء فن العمارة الروماني مزيجاً من العمارة اليونانية والمصرية.
- أنشأ الرومان أكثر المدن روعة في التاريخ وهي روما وما تتضمنه من المعابد والقصور والحمامات والتماثيل.
2. النحت:
- يتميز بواقعيته الشديدة خاصة في التماثيل الشخصية مثل تمثال قيصر - وتمثال بومبي.
- أهم ما تفوق فيه الرومان النقوش البارزة على الجدران والأعمدة.
- ويستخدمون هذه النقوش كزخارف وزينة ومن أمثلتها نقوش عمود تراجان.
- زخارف الصلصال المحروق على جدران المعابد وقد تجلى في نحتهم دقة العمل والتعبير عن الشعور.
- النقوش الموجودة على أقواس النصر:
- من روائع فن النحت الروماني وكانت قام تخليداً لانتصارات القادة وأجملها قوس الامبراطور تيتوس.
تماثيل الالهة: نقلت حرفياً عن التماثيل الاغريقية كما قدموا التماثيل التي تمثل القياصرة بقوة خارجة ترفعهم الى مستوى الالهة.
3. التصوير الروماني:
- انتقل فن التصوير الاغريقي الى روما انتقال المصورين الإغريق الى روما عاصمة الإمبراطورية.
-
ازدهر فن التصوير عند الرومان علل؟
لحاجة المسكن الروماني الى تجميل حوائطه من الداخل.
- استخدم النبلاء الرومان المصورين الإغريق في تزيين جدران قصورهم بالصور لتنقل الطبيعة والحياة.
- من خارج المسكن الى داخله لإعطاء الرحابة والجمال حتى لا يشعر من فيه بعزلته الكاملة عن الخارج.
- اهتموا بزخرفة الارضيات بلوحات من الفسيفساء الملون التي تحمل مناظر معبرة.