الدرس الرابع: مصر تحت حكم الرومان

بم تفسر تميز مصر عن بقية ولايات الإمبراطورية الرومانية؟

  • لأهمية موقع مصر الجغرافي في ملتقى قارات العالم القديم والمتحكم في طرق التجارة.
  • امداد روما بالقمح اللازم لإطعام السكان.

أحوال مصر تحت الحكم الروماني:

أولاً: الحياة الاقتصادية:

علل حاول الرومان النهوض بمرافق البلاد اقتصادياً؟

لاهتمام الاباطرة الرومان بالانتفاع بموارد مصر ولذلك اهتموا بشئون الزراعة والصناعة والتجارة.

الزراعة: في مجال الزراعة اهتموا بـ:

1. حفر ترع جديدة تطهير الترع القديمة.

2. ضبط مياه النيل وزيادة المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها القمح.

3. الحلي الذهبية والفضية وتصنيع المعادن والزيوت والعطور والعقاقير الطبية.

الصناعة: اهتموا بالصناعة وخاصة التي أتقنها المصريون أيام الفراعنة اهم تلك الصناعات:

1. ورق البردي وصناعة النسيج من الكتان والمنسوجات الصوفية.

2. الصناعة الزجاجية والخشبية والأواني الفخارية والأدوات المنزلية.

3. الحلي الذهبية والفضية وتصنيع المعادن والزيوت والعطور والعقاقير الطبية.

التجارة:

1. التجارة الداخلية:

مارس سكان مصر التجارة الداخلية بكل حرية.

اهتم الرومان بتحسين الطرق وتمهيدها كما أعادوا حفر القناة التي كانت تصل النيل بالبحر الأحمر.

2. التجارة الخارجية:

كان يشرف عليها الرومان إشرافاً كاملاً حيث كانت الإدارة الرومانية ترسل مندوباً لها مع السفن التجارية في البحر المتوسط والأحمر.

3. الضرائب:

تعتبر الضرائب أهم ما كان يسعى إليه الرومان في مصر.

لذلك وضعوا نظام ضرائب في منتهى الدقة لم نسمع عنه في العالم القديم كله وذلك حتى يتمكنوا من تحصيل أية مبالغ من الأهالي لتورد الى الدولة وفي سبيل ذلك.

  1. استخدموا نظام الإحصائيات السكانية التي تحدد أعداد السكان وأعمالهم وأنواعهم.
  2. فرضوا على سكان مصر أكثر من 200 نوع من ال ضرائب.
  3. استحدثوا نظام الخدمات الإلزامية وهي أعمال تفرض على الأهالي بدون مقابل.

ثانياً: الحياة السياسية:

كان النظام السياسي يقضي بأن يحكم الولايات قنصل سابق.

ونظراً لأهمية مصر الاقتصادية والجغرافية فقد قرر الإمبراطور أغسطس:

1. أن يكون حاكم مصر يتبعه مباشرة ويتلقى الأوامر منه.

2. أن يكون حاكم مصر من طبقة الفرسان الموالية له وذات الكفاءة الإدارية والمالية والخبرة العسكرية.

3. حظر على أن شخص من طبقة السناتو دخول مصر إلا بأذن من الامبراطور مباشرة.

قسمت مصر إدارياً الى ثلاثة أقسام يرأس كل منها حاكم روماني هي:

  • مصر السفلى: الوجه البحري.
  • مصر الوسطى: القسم الشمالي من الوجه القبلي.
  • مصر العليا: القسم الجنوبي من الوجه القبلي.

ثالثاً: الحياة الاجتماعية: طبقات المجتمع تكونت من:

1. طبقة الرومان: تمتعت بكافة الامتيازات المالية والقانونية وتكونت في مصر من:

أ. الوالي: على رأس الهرم الاجتماعي ويقيم في الإسكندرية ويساعده حكام المديريات.

ب. الجنود الرومان: جنود الحاميات الرومانية التي عاشت في مصر وتضم الفرسان والمشاة.

ج. المواطنون الرومان: الذين قدموا الى مصر للتجارة نظراً لغناهم الاقتصادي.

2. إغريق المدن الأربعة:

شكلوا الطبقة الوسطى داخل المجتمع المصري.

تمتعوا ببعض الامتيازات وأهمها أنهم لم يدفعوا ضريبة الرأس (الجزية).

سكنوا المدن الأربعة وهي (نقراطيس - الاسكندرية - بطلميس - وأنطنيوبوليس).

3. الاغريق في الريف المصري:

انتشروا في عواصم الاقاليم ويعملون في التجارة والأعمال المصرفية ويشغلون المناصب العامة.

4. اليهود:

كانوا أكبر الجاليات في الإسكندرية ولهم حي مخصص هو الحي الرابع.

كانوا اصحاب رؤوس أموال ويعملون في التجارة والبنوك والمراباة.

5. المصريون:

كان من كان يعيش في ربوع مصر وليس رومانياً او من سكان المدن الأربع.

كانت تفرض عليهم كافة الأعباء الضريبية وليست لهم حقوق قانونية.

كان لا يسمح لأي أحد أن يرقى الى الفئة الأعلى إلا بقانون من الإمبراطور نفسه.

رابعاً: الحياة الدينية:

1. استبدال الرومان عبادة الملوك البطالمة بعبادة الأباطرة الرومان.

حيث اعتبر المصريون الإمبراطور هو الوريث الشرعي للملك الفرعوني والبطلمى.

2. كان أهم متغير ديني في القرون الثلاثة الأولى الميلادية هو ظهور الديانة المسيحية.

كيف ظهرت المسيحية وكيف دخلت مصر؟

  • ولد السيد المسيح في بيت لحم بفلسطين في عهد الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر.
  • وأخذ يدعو للإيمان بالله الواحد والمحبة والسلام والإخاء والتسامح.
  • دخلت المسيحية مصر على يد القديس مرقس أحد تلاميذ السيد المسيح في منتصف القرن الأول الميلادي في عهد الحاكم الروماني نيرون (54 - 68م).

بم تفسر أقبل المصريون على اعتناق المسيحية؟

لأنهم وجدوا فيها مبادئ سامية وخلاصاً من واقعهم المضطرب والقهر والذل تحت الحكم الروماني.

الاضطهاد الروماني للمسيحين:

بم تفسر تعرض السيد المسيح وتلاميذه للاضطهاد الروماني؟

لأن مبادئ المسيحية تخالف الوثنية ورفض المسيحيون تقديس صور الأباطرة الرومان.

وبلغ الاضطهاد حده في عهد الإمبراطور (نيرون).

الامبراطور دقلديانوس: (248 - 305م):

  • أصدر مرسوماً بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة وإعدام من يتبع التعاليم المسيحية.
  • دفع الأقباط أن يخلدوا تاريخ شهدائهم فاتخذت الكنيسة القبطية في مصر سنة 284 بداية للتقويم القبطي.

بم تفسر يطلق على عصر دقلديانوس عصر الشهداء؟

بسبب ما تعرض له المصريين من اضطهاد وهدم كنائسهم وحرق كتبهم المقدسة.

الامبراطور قسطنطين عام 313م:

أصدر مرسوم التسامح مع المسيحيين وعرف باسم مرسوم ميلان والذي أعطى الحرية الدينية للمسيحين.

الإمبراطور ثيود وسيوس: أصدر مرسوماً بإلغاء الوثنية والاعتراف بالمسيحية ديانة رسمية للدولة.

خامساً: الحياة الثقافية في مصر:

  • ظلت الاسكندرية مركزاً للعلم والفن خلال العصر الروماني.
  • كما بقيت من أعظم موانئ البحر المتوسط وأعرقها حضارة واحتفظت بمكانتها في عالم الطب.
  • ازدهر بها الكثير من العلوم وخاصة الهندسة والميكانيك والجغرافية والتاريخ والفلسفة.
  • كان من أشهر فلاسفة العصر أفلوطين وهو مصري من ابناء أسيوط عاش في القرن الثالث الميلادي.

المدرسة المسيحية بالإسكندرية: قامت بدور فعال في إثراء الحياة الثقافية في مصر.

الأدب القبطي: اتخذ شكل مواعظ تتعلق بالأمور الدينية مثل قصص القديسين وشرح الأناجيل وتراجم شهداء الاقباط وكان الغرض منها الحث على الفضائل ومكارم الأخلاق.

بم تفسر لم يدم ازدهار منشأة الاسكندرية الثقافية والعلمية طويلاً؟

لأن الرومان دمروا المدينة عدة مرات بما فيها دار العلم والمكتبة نتيجة لقيام ثورات واضطرابات بها.

سادساً: الحياة الفنية:

ظلت الفنون مزدهرة ويشهد بذلك ما عثر عليه في الإسكندرية ولا يزال معروضاً بالمتحف اليوناني الروماني ويقسم الفن حينذاك الى قسمين رئيسين:

1. فن الطبقة الحاكمة: يمثله تماثيل الاباطرة الرومان والنقوش التي زينت بها جدران التوابيت الحجرية.

2. الفن الشعبي: يتمثل في آلاف التماثيل الصغيرة والأواني الفخارية والحجرية والمعدنية.

كثر استخدام الفسيفساء في الأرضيات وتمثل أشخاص وحيوانات الحقيقية منها والخيالية.

3. الفن القبطي: فن يعبر عن الدين الجديد في مصر.

يتمثل في الكنائس والأديرة القديمة.

تأثر الفنان القبطي بخصائص الفن المصري القديم في التصوير والرسم التشكيلي والنحت والعمارة مثل:

1. الكنيسة المعلقة: في حي مصر القديمة بمحافظة القاهرة.

2. دير المحرق بأسيوط: ويشتهر باسم دير السيدة العذراء مريم.

3. دير الأنبا أنطونيوس: بالقرب من مدينة الزعفرانة بمحافظة البحر الأحمر.

4. أديرة وادي النطرون: وهي أربعة أديرة تقع بالقرب من دلتا مصر.

5. المتحف القبطي: يقع داخل أسوار حصن نابليون ويتسم بالطابع القبطي الممزوج بالتقاليد المصرية القديمة والهيلينستية والبيزنطية والإسلامية.

أسباب سقوط الحكم الروماني في مصر:

مظاهر الفساد:

1. استبداد الحكام: وظلمهم واستنزافهم لموارد مصر الاقتصادية.

2. النظام الاقطاعي: اعتبروا أرض مصر كلها للإمبراطور يمنح قطعاً منها للمقربين منه أو للمحاربين.

3. فداحة الضرائب: المفروضة على المصريين: وتعددها والاستبداد والعنف في وسائل جمعها.

4. اعتبار المصريين طبقة أقل: تعمل في سبيل إرضاء الطوائف المميزة وعلى رأسهم الرومان والإغريق لذلك قاوم المصريون الرومان ودافعوا عن حرياتهم.

صور الكفاح:

صوراً رائعة من الصمود والتحدي تمثلت في قيام ثورات ضدهم.

2. هجرة القرى وترك الحقول لإهمال الزراعة كوسيلة سلمية لمحاربة الرومان.

3. استمر هذا الوضع حتى جاء الفتح العربي الإسلامي لمصر عام 641م.

4. لتدخل مصر عصراً جديداً تحت الحكم الإسلامي الذي تميز بالتسامح الديني واحترام الأديان.

5. أصدر عمرو بن العاص خطاب أمان للبابا بنيامين الذي كان مختفياً بأديرة وادي النطرون ثم صعيد مصر لمدة ثلاثة عشر عاماً من الاضطهاد البيزنطي فعاد البابا الى النشاط الديني وأمر عمرو بن العاص باسترداد جميع الكنائس التي استولى عليها الروم خاصة في الإسكندرية.