الدرس الثاني: أنواع الحدود السياسية

الدرس الثاني: أنواع الحدود السياسية

تصنف الحدود وفقاً لمعيارين هما حدود طبيعية وبشرية.

  1. حدود طبيعية (جبلية - نهرية - بحيرية - بحرية).
  2. حدود بشرية (هندسية - حضارية أو أنثوغرافية).

أولاً: الحدود الطبيعية:

  • هي الحدود السياسية التي يتم رسمها على أساس ظاهرات طبيعية واضحة.
  • مثل الجبال والأنهار والبحار والبحيرات والممرات الملاحية والخلجان.
  • تعد الحدود الطبيعية من أقوى الحدود التي تفصل بين شعوب الدول المتجاورة ويصعب اختراقها.
  • وإن درجة الفصل بين الجانبين تختلف تبعاً لخصائص الظاهرات الطبيعية التي يمتد خط الحدود على جانبيها.
  • فالحدود الجبلية أكثر مناعة من المستنقعات.

ومثال للحدود الطبيعية ما يلي:

1- الحدود الجبلية:

  • مميزاتها:
  1. ظاهرة دائمة ومرئية وعريضة قليلة السكان.
  2. يقتصر عبورها على ممرات معين كل هذه الصفات جعلتها تصلح لتكون حدود فاصلة بين الدول.
  3. تعتبر بمثابة خطوط دفاعية تستغلها الدول في إقامة التحصينات للدفاع عن نفسها ضد أي غزو خارجي.
  • شكل الحدود السياسية على الجبال:

تعتبر الحدود السياسية مجرد خطوط تمر في هذه المناطق الجبلية ويختلف شكلها بين الدول كما يلي:

  1. قد يمتد خط الحدود مع خط تقسيم المياه على طول امتداد القمم الجبلية وهو يعد أفضل الحدود السياسية في المناطق الجبلية.
  2. قد يكون خط الحدود بين الدول عند أقدام الجبال.
  • أمثلة للحدود الجبلية:
  1. الحدود السياسية بين شيلي والأرجنتين على طول امتداد جبال الأنديز.
  2. الحدود السياسية بين فرنسا وإسبانيا.

2۔ الحدود النهرية:

  • مميزاتها:
  1. وضوحها على الطبيعة.
  2. تمثل خط دفاعي ومانعاً مائياً.
  • عيوبها:
  1. الأنهار تغير مجاريها بشكل مستمر.
  2. لذلك نجد ضفافها غير ثابتة بسبب: الفيضان والنحت والإرساب.
  3. مثل نهر الريوجراند الذي تسير معه الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك الذي غير مجراه فتحولت منطقة بانكو بعد عام ۱۸۹۸ م من تبعية الولايات المتحد إلى المكسيك.
  4. بالإضافة إلى وجود جزر في مجرى النهر قد يعوق تحديد الحد السياسي.
  • شكل الحدود النهرية التي تتبع الأنهار:
  1. أن يسير مع خط المنتصف (الوَسَط) (مثل نهر الربوجراند الذي يفصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك).
  2. أن يتفق مع خط العمق الملاحي.
  3. مثل الحدود بين فرنسا وألمانيا على طول نهر الراين.
  4. أن يسير مع إحدى ضفتي النهر بحيث يجرى النهر بكامله داخل دولة دون الأخرى.
  5. مثل خط الحدود بين بولندا وكل من دولتي بيلاروسيا واكرانيا على طول نهر بوج (Bug) أحد فروع نهر الفستولا.

3- الحدود السياسية البحيرية:

  1. تظهر البحيرات في بعض مناطق امتدادات الحدود بين الدول.
  2. شكل الحدود السياسية التي تتبع البحيرات:
(أ) )
  • حدود تتفق مع الخط الأوسط للبحيرات.
  • مثل الحدود بين كندا والولايات المتحدة التي تتماشى في البحيرات العظمى (سوبيرور - هورن - ايري - انتاريو)
  • تسير وفقاً لاتفاقيات محددة.
  • مثل بحيرة فيكتوريا حيث تقسم إلى عدة أقسام متساوية.

4- الحدود البحرية:

  • يتم تحديد الحد السياسي البحري للدولة عند الحافة الخارجية للمياه الإقليمية.
  • أنواع المناطق المائية كما يلي:
  1. الداخلية.
  2. الإقليمية.
  3. التكميلية.
  4. المحايدة.
  5. أعالي البحار.
  6. الرصيف القاري.

1- المياه الداخلية

تضم كل الأشكال المائية المتصلة بالبحر وتقع فوق يابس الدولة وتشمل:

  1. البحيرات الساحلية.
  2. ومصبات الأنهار.
  3. والخلجان محدودة المساحة.

وليس هناك شك في أنها جميعها جزء أرض الدولة وذلك لأنها؛

  1. محاطة باليابس من كل الجهات.
  2. ولا تعد المياه الداخلية جزء من المياه الإقليمية.

2- المياه الإقليمية

  • تضم المياه الإقليمية النطاق البحري الممتد من خط الساحل.
  • تحدد حافته الخارجية من جهة البحر الحد السياسي البحري للدولة.
  • وتمارس الدولة سيادتها المطلقة عليه في:
  1. الصيد.
  2. التجارة.
  3. واستخراج الثروات.
  • هذا النطاق يتفاوت من ثلاثة أميال إلى 300 ميل بحري وفقا لظروف كل دولة.
  • وهناك اتفاق بين غالبية الدول على أن نطاق المياه الإقليمية هو2 ميل بحري.

3- المياه التكميلية أو الملاصقة

  • تمتد من نهاية المياه الإقليمية للدولة الساحلية إلى مسافة محددة في اتجاه البحر.
  • وتمارس الدولة في هذه المياه:
  1. سلطات جمركية.
  2. إجراءات خاصة بالرقابة والإشراف الضروريين.

لتحقيق الأمن والسلامة لها للمحافظة على مصالحها الحيوية.

  • وهي جزء من أعالي البحار وسيادة الدولة عليها مشروطة بأمن وسلامة الدول المجاورة.

4- المياه المحايدة

  • هي منطقة تلي منطقة المياه التكميلية تجاه البحر.
  • وتدعي بعض الدول سيادتها عليها.
  • وتمنع الدولة ممارسة العمليات العسكرية الأجنبية فيها.
  • وقد حددت بعض الدول القوية لنفسها مناطق وسط المحيط لتجري فيها تجاربها النووية والصاروخية المختلفة.
  • ومن هنا فإن الاعتراف بالدولة التي تدعي هذا الحق يعتمد على قوة الدولة.

5- أعالي البحار (المياه الدولية)

  • هي عبارة عن المناطق البحرية المفتوحة للجميع بدون قيود.
  • والتي لا تدعي دولة ملكيتها أي مشاع للبشرية.
  • لا يحق لأي دولة أو تندر في حرية الملاحة فيها.

6- الرصيف القاري

  • هو امتداد لليابس تحت مياه البحر.
  • يمتد من خط الساحل حتى عمق 100 قامة (قامة تساوي ۱۸۲ سم).
  • وللدولة حق استكشاف الموارد الاقتصادية المائية والمعدنية الموجودة به واستغلالها.
  • وقد ظهرت قيمته بعد الاكتشافات البترولية الهائلة أمام سواحل بعض الدول في بحر الشمال والخليج العربي وخليج المكسيك.

أهمية الحدود البحرية:

للحدود البحرية أهمية كبرى لا تقل أهمية وخطورة بالنسبة للدول عن حدها البري وذلك لعدة أسباب:

1- تقوم بوظائف عديدة للدولة تتمثل فيما يلي:

  • حماية حدودها البحرية من السفن المشبوهة (الحماية والأمن).
  • حماية اقتصاد الدولة من خلال منع تهريب البضائع المختلفة إليها.
  • يضمن للدول حقوقاً مختلفة منها ما هو اقتصادي (ثروات ومصايد طبيعية) أو عسكري.
  • وقاية الدولة من أي أوبئة أو أمراض قد تدخل إليها من خلال السفن القادمة من دول أخرى حيث تخضع للتفتيش الصحي بمجرد دخولها المياه الإقليمية للدولة.

2- النزاع على الحد البحري يكون مع كل دول العالم وليس دولة واحدة لذلك يجب تحديده بدقة.

3- في الفترات الأخيرة زادت أهمية المياه المحايدة والأرصفة القارية بل وبعض المياه العميقة القريبة من سواحل الدول بعد اكتشاف العديد من الثروات المدفونة في قاع هذه المسطحات المائية ومنها:

  • المصايد.
  • البترول والغاز الطبيعي.

ثانياً: الحدود البشرية

الحدود الهندسية:

تتخذ الحدود الهندسية أشكال مختلفة هي:

1- فلكية بحتة:

تتفق مع خطوط الطول ودوائر العرض.

وتشيع هذه الحدود في إفريقيا وأمريكا الشمالية مثل:

  • الحد السياسي بين مصر والسودان الذي يسير مع دائرة عرض 22 شمالاً.
  • والحد السياسي بين مصر وليبيا الذي يسير مع خط طول 25 شرقاً باستثناء الجزء الشمالي منه.

2- قد تكون:

  • خطوط مستقيمة تحمل بين نقطتين معلومتين.
  • أو مماسات دوائر.
  • أو أقواس في دائرة معلوم مركزها ونصف قطرها.

3- حدود على أبعاد متساوية:

  • من ساحل أو سلسلة جبلية.

ملاحظة: عادة ما تمتد الحدود الهندسية في مناطق قليلة السكان أو خالية من الموارد الطبيعة.

الحدود الحضارية (الأنثوغرافية):

  • بالإضافة إلى الحدود الطبيعية والهندسية هناك ما يعرف بالحدود الحضارية التي تحدد وفقاً لخصائص حضارية مثل اللغة والدين.

1- اللغة:

  • تعد اللغة من أهم المظاهر الحضارية المستخدمة في ترسيم الحدود بين الدول.
  • وتعد الحدود السياسية في منطقة وسط أوربا من أشهر الحدود التي جرى ترسميها على أساس اللغة بعد الحرب العالمية الأولى: (لماذا)؟

منعاً لمشكلة الأقليات بحيث تتميز كل دولة بلغتها الخاصة.

2- الدين:

  • الدين عنصر حضاري مهم قد يستخدم لتحديد الحدود بين الدول.
  • مثل الحدود بين الهند وباكستان عالي أساس ديني.